دراسة علمية تؤكد أهمية حماية شجرة البطم الأطلسي في سورية من خطر الانقراض

TT

قامت مديرية الحراج في وزارة الزراعة السورية بوضع دراسة علمية حول واقع شجرة البطم الاطلسي في سورية وضرورة حمايتها من الانقراض والتوسع في نشرها، خاصة أن هذه الشجرة التي اشتهرت بأهميتها البيئية والاقتصادية والعلمية قد تعرضت للرعي الجائر والتحطيب في القرن الماضي مما قضى على معظم غاباتها المنتشرة في عدد من الجبال السورية كالبلعاس وأبو رجمين في البادية وجبل العرب في الجنوب. وقد بينت الدراسة ان البطم الاطلسي حاليا يشكل %8 من مساحة الغابات الكلية في سورية، حيث تشكل مساحة الغابات نصف مليون هكتار وتمثل حوالي %3 من مساحة سورية. ويبلغ عدد اشجار أنواع البطم الاطلسي حاليا حوالي 6 ملايين شجرة بعد ان كانت حوالي 4 ملايين شجرة في عام 1995، وذلك نتيجة التشجير في هذه الشجرة بجبل البلعاس الذي تعرض للرعي العشوائي. وكان الجبل ـ كما تذكر الدراسة ـ مغطى سابقا بغابات كثيفة من البطم الاطلسي والسويد وغيرها، ولكن عمليات القطع الجائر والرعي حولت الجبل الى منطقة جافة تنتشر فيها بعض اشجار البطم الاطلسي المعمرة والمبعثرة.

وتسعى وزارة الزراعة الى احياء جبل البلعاس بيئيا، وحفظ وصيانة البطم الاطلسي كأصناف مهمة في المنطقة الجافة، حيث تستخدم اشجار البطم الاطلسي في عمليات التحريج الصناعية بالاضافة الى الصنوبريات. والأمر نفسه ينطبق على جبل أبو رجمين في بادية تدمر الغربية، حيث تبلغ مساحة الجبل 180 ألف هكتار ومن ضمنها مساحة 60 ألف هكتار يمكن اعتبارها مساحة حرجية. وكانت تغطي الجبل مساحات واسعة من الاشجار كالبطم الاطلسي وغيره، ولكن التدهور الذي لحق بالجبل نتيجة الرعي الجائر والاحتطاب أدى الى اختفاء شبه كلي للأشجار الحرجية. وهناك حاليا 750 ألف شجرة حرجية.

والحال نفسه في جبل العرب، حيث توجد فيه حاليا بقايا متنوعة من السنديان وعدة أصناف من الاجاص البري والبطم الاطلسي. وتبين الدراسة المذكورة ان %100 من الحطابين في مواقع الجبال الثلاثة ذكروا ان لحطب البطم الاطلسي وزنا نوعيا ثقيلا، وهو جيد للتدفئة ويبقى لوقت طويل عندما يحترق. لذلك يلقى هذا النوع من الاشجار اهتماما من هؤلاء الحطابين ويتعرض بالتالي لخطر الانقراض.

لذلك تؤكد الدراسة على ضرورة اتخاذ اجراءات حاسمة، فالرعي الجائر وقطع الأخشاب هي مشكلات لا يمكن السيطرة عليها، لذلك يستمر التدهور، مما سيؤدي الى دمار موارد شجرة البطم الاطلسي. وتتوجه الادارة الحالية لهذه الشجرة نحو الصيانة والتحريج، وهي عمليات مهمة لصيانة وتحسين النظام البيئي.