الجمهور مش عاوز كده

أنس زاهد

TT

مقولة «الجمهور عاوز كده» لم تعد صالحة لتمرير وتبرير كل هذا الصخب الغنائي، مع الحرص على عدم منح الأعمال الموسيقية والغنائية التي تتسم بالجهد والعمق، أية فرصة موازية في الفضائيات العربية.

الجمهور العربي يقبل على الاستماع الى لون واحد من الموسيقى والغناء، لأنه لا يمتلك خيارا آخر. ولقد اثبتت كثير من التجارب، تفاعل الجمهور مع أعمال غنائية على درجة عالية من الجودة والجدية والاتقان، لمجرد أنها أخذت حظها من الاهتمام الاعلامي.

ولا أعتقد أن الرواج الذي حققته أغنية «كلمات» لماجدة الرومي مثلا، ببعيد عن أذهان القائيمين على تسيير العملية الاعلامية في المنطقة العربية.

الجمهور «مش عاوز كده» ولكنه مجبر على كده، وعلى رأي المثل العربي القديم: «مكره أخاك لا بطل». ووسائل الاعلام وخصوصا المرئية منها، هي أكثر الجهات قدرة في العصر الحديث، على ممارسة الاكراه بمختلف اشكاله.

التجاهل الذي تمارسه الفضائيات العربية تجاه الأعمال الغنائية الرصينة، هو نوع من الاكراه، وتربية الناس وتعويدهم على استهلاك لون أو قالب غنائي بمفرده، هو قمة الاكراه. أخشى أن تكون هناك نية مبيتة لقولبة ذوق الجيل الجديد وتسطيحه حتى يسهل قياده.