سفارة واشنطن تحتج رسميا للحكومة اللبنانية على منع «حزب الله» وفدا أميركيا من تفقد الحدود

TT

قدمت السفارة الاميركية في بيروت احتجاجاً رسمياً لدى الحكومة اللبنانية على منع عناصر من «حزب الله» وفداً من السفارة من اكمال جولة تفقدية كان يقوم بها امس للمنطقة الحدودية في الجنوب اللبناني.

ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام (اللبنانية الرسمية) عن السفارة الاميركية قولها «ان موكباً رسمياً كان يضم عدداً من اركانها منع (امس) من المرور في مناطق معينة من جنوب لبنان في اطار جولة تفقدية للمنطقة، وقد اعترضت السفارة في شكل رسمي على هذا الموضوع لدى الحكومة اللبنانية».

وقد عاد الوفد الاميركي الذي توجه الى الجنوب امس الى مقر قيادة قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) في بلدة الناقورة الحدودية الساحلية، وعقد على الفور لقاء موسعاً مع القيادة الدولية شارك فيه القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال لاليت موهان تيواري وكبار ضباط الوحدات المشاركة في قوات الامم المتحدة، واستمع الوفد الاميركي الى شرح مفصل عن عمل القوات الدولية في الجنوب اللبناني.

ونقل مراسل «الشرق الأوسط» في الجنوب عن مصادر امنية ان عناصر من «حزب الله» اعترضت موكباً من السفارة الاميركية في منطقة اللبونة الحدودية حيث كان يحاول استطلاع الخط الحدودي ـ المعروف بـ«الخط الازرق». واضافت المصادر الامنية ان عناصر «حزب الله» منعت سيارة كان يقلها عدد من اركان السفارة الاميركية عن متابعة طريقها من اللبونة نحو بلدة بنت جبيل (كبرى بلدات المنطقة الحدودية) فعادت السيارة بمن فيها الى مقر القيادة الدولية في الناقورة.

والجدير ذكره ان اللبونة تلة مرتفعة تبعد مئات الامتار عن الناقورة شرقاً وتقع على الخط الحدودي، ويوجد فيها مركز مراقبة للقوات الدولية وبتماس مع شريط يفصل بين الحدود اللبنانية والاسرائيلية وتشرف على مناطق واسعة من سهل الجليل والساحل الفلسطيني حيث منتجع نهاريا والمدن الساحلية.

ولم يشأ مصدر اعلامي في «حزب الله» اتصلت به «الشرق الأوسط» ان يعلق على الامر، واكتفى بالقول ان «لا تعليق حتى الآن».

من جهة ثانية زار وفد من الاتحاد الاوروبي بلدة الوزاني الحدودية الجنوبية لتفقد اعمال ازالة الالغام التي خلفها الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان والتي تزيد على المائة الف لغم. وضم الوفد المستشارة ماريا الفيز ومدير الاتصالات وجمع المعلومات فيرونيل فييرو وجوزيف فيادرا وجوزيف ريشار.

ورافق الوفد الاوروبي رئيس المكتب الوطني لازالة الالغام العميد الركن في الجيش اللبناني جورج مسعد، واستمع الوفد من مؤسسة «ماغ» البريطانية التي تعمل على ازالة الالغام الى شروح عن طبيعة عملها كما اطلع على خرائط الالغام في الجنوب. ولدى انتهاء الاجتماع بين الوفد الاميركي وقيادة «اليونيفيل» انتقل الوفد من الناقورة في طائرة مروحية تابعة للقوات الدولية الى نقطة بين بلدتي حولا ومركبا في القطاع الاوسط على الخط الازرق الحدودي. وهناك شوهد الاميركيون ومعهم ضباط دوليون يتفحصون خرائط حملها الاميركيون معهم ويراقبون جانبي الحدود استنادا اليها.

وبقي الوفد الاميركي في النقطة الحدودية قرابة الساعة عاد بعدها في المروحية الدولية الى الناقورة ومنها الى بيروت.

وقد اتخذت الكتيبة الهندية العاملة في «اليونيفيل» والتي تنتشر في المنطقة تدابير امنية مشددة اثناء وجود الوفد الاميركي فيها.