حملة الاعتقالات للمقربين من أركان النظام البائد تمتد إلى الموصل

القبض على عشرات في بغداد وكركوك ومقتل 3 جنود أميركيين وتفجير حافلة ركاب ونجاة مسؤولين عراقيين من الاغتيال

TT

اعتقلت القوات الاميركية امس شيخ عشيرة الطائي الذي يعد احد زعماء العشائر القريبين من عزة الدوري، الرجل الثاني في النظام المخلوع، الى جانب عشرات من المشتبه فيهم الآخرين في الموصل وبغداد. وقام الجيش الاميركي في الساعات الاولى من صباح امس بعملية واسعة استهدفت مدبري الهجمات في حي الدورة جنوب بغداد.

وأكد احد افراد قوة الدفاع المدني العراقي ان القوات الاميركية اعتقلت الشيخ غازي حنش شيخ عشيرة الطائي وثلاثة من ابنائه في منزله في الموصل بعد اشتباك قتل فيه احد حراسه.

كما اصيبت ابنة الشيخ غازي حنش بجروح في الاشتباك الذي جرى بين الاميركيين وحراس منزل حنش في حي الوحدة (شرق الموصل) وفق افراد من العائلة وعنصر قوة الدفاع المدني العراقية.

وعزة ابراهيم، 61 سنة، الذي يعاني من سرطان الدم اهم شخصية عراقية لم تقع بعد في قبضة الاميركيين الذين رصدوا مكافأة تبلغ عشرة ملايين دولار للقبض عليه بتهمة تنسيق الهجمات المسلحة ضدهم.

والى جانب الشيخ حنش اعتقلت القوات الاميركية اكثر من سبعين شخصا آخرين وذلك في عمليات مداهمة وتفتيش في ضواحي بغداد والموصل.

وقال الجيش الاميركي ان قنبلة على الطريق انفجرت في قافلة عسكرية أميركية قرب بلدة سامراء امس مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود.

وبذلك يصل الى 204 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في معارك منذ اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش في الاول من مايو (ايار) نهاية العمليات العسكرية الرئيسية في العراق.

واعلن الجيش الاميركي في بيان امس انه تم انتشال جثة جندي اميركي مات غرقا في نهر دجلة حين كان يحاول انقاذ احد زملائه قبل 13 يوما. واضاف البيان انه عثر على جثته اول من امس بعد عمليات بحث مكثفة قامت بها الشرطة العسكرية والقوات الجوية والبحرية الاميركية.

وقتل مدني عراقي امس واصيب ثلاثة آخرون بجروح، اثنان منهم في حال الخطر، في انفجار عبوة ناسفة في منطقة الداوودي (غرب بغداد). وقال مصدر في الشرطة العراقية «ان عبوة ناسفة انفجرت اثر مرور سيارة للشرطة العراقية عند مدخل نفق في منطقة الداوودي مما اسفر عن اصابة حافلة نقل صغيرة للركاب واخرى خصوصية». واضاف «قتل مدني في الانفجار واصيب ثلاثة آخرون بجروح اثنان منهم في حال الخطر».

واعلن متحدث باسم الجيش الاميركي امس ان عنصرا من قوات الامن العراقية قتل اثناء عملية في الموصل. ولم يقدم المتحدث التابع للفرقة 101 المحمولة جوا اي معلومات اخرى عن طبيعة العملية وملابسات مقتل عنصر الامن العراقي.

وقال الملازم اول في الشرطة العراقية فرحان علي حجول «ان مجهولين اطلقوا النار فجر امس على دورية مشتركة للقوات الاميركية والشرطة العراقية في حي الجزائر في وسط الموصل مما اسفر عن مقتل مفوض في الشرطة العراقية». كما تعرض مركز للشرطة في الموصل قبل ظهر امس لهجوم لم يسفر عن وقوع اصابات.

واوضح الملازم ليث نجم عبد الله من شرطة حي الرماح (شمال المدينة) «ان مجهولا اطلق قذيفة «آر. بي. جي» على مركز الشرطة في حي الرماح مما اسفر فقط عن وقوع اضرار في المبنى» الذي يعمل فيه. وقال عبد الله «ان دورية اميركية كانت متوقفة في المركز حين تعرضه للهجوم».

وقال سكان حي الدورة في بغداد انهم سمعوا الانفجارات واصوات طائرات هليكوبتر تحلق في سماء المنطقة لحوالي ثلاث ساعات بلا انقطاع تقريبا وذلك بدءا من منتصف الليلة قبل الماضية، ودوت أصداء الانفجارات والمدفعية الثقيلة في أنحاء المدينة.

ولم تتوفر تفاصيل كثيرة عن المعركة التي دارت أثناء الليل واستخدمت فيها القوات الاميركية طائرات ومدفعية لمهاجمة المواقع المستهدفة.

وبدا حي الدورة هادئا صباح امس ولم ترد معلومات عن وقوع ضحايا. وقال علي صبحي وهو مهندس يسكن الحي «سمعنا قصفا متواصلا وكأنها الحرب».

واشار حارث العرس وهو صاحب محل للحديد ان عمليات القصف تركزت على منطقة البويتة الزراعية. وقال «حدث اطلاق نار على الاميركيين ردوا عليه».

وقال مصدر عسكري ان عمليات القصف هذه تمثل «المرحلة الثانية» من عملية «العدالة الحديدية» وهي «مرحلة تحرك» بعد ان قام الجنود الاميركيون بجمع معلومات عن اعدائهم.

وألغى الجيش الاميركي دعوة وجهت الى الصحافيين لمواكبة اطلاق نيران مدفعية امس على مواقع قال ان مدبري الهجمات يستخدمونها لاطلاق النار على مواقع التحالف في منطقة بغداد.

كما اعتقلت القوات الاميركية فجر الثلاثاء في كركوك ضابطا في الاستخبارات العراقية يدعى عبد الله جاسم احمد. وقال الملازم في الشرطة العراقية صلاح حسن الزبيدي الذي شارك في عملية الاعتقال ان احمد اعتقل بسبب «ضلوعه في الهجمات ضد الاميركيين».

واعتقل ستة من عناصر يشتبه في ضلوعهم في الهجمات بينهم رجل يشتبه في انه يقود مجموعة اسلامية متطرفة في ثلاث عمليات منفصلة في منطقة بعقوبة التي تشهد هجمات عديدة ضد قوات الاحتلال. وفي الفلوجة اعتقل 26 من الضباط العراقيين السابقين بينهم لواءان وعقيد. وفي الاحياء العربية من مدينة كركوك اعتقل 16 شخصا يشتبه في علاقتهم بعمليات ضد القوات الاميركية. وقال العقيد خطاب عبد الله عارف مدير شرطة الطوارئ في كركوك ان القوات الاميركية التي تعمل بالتعاون مع افراد من الشرطة العراقية اعتقلت 16 شخصا من اهالي مدينة كركوك. واوضح ان هؤلاء اعتقلوا «بعد معلومات عن ان المعتقلين يساهمون في دعم عمليات العنف واثارة الفتنة بين اهالي كركوك (من الاكراد والعرب والتركمان والمسيحيين) والتخطيط لعمليات ضد القاعدة الرئيسية للقوات الاميركية في المدينة».

وكانت القوات الاميركية اعتقلت اول من امس في كركوك ايضا عشرين شخصا آخرين من اعضاء المجموعة الكردية الاسلامية «الجماعة الاسلامية» التي يشتبه في انها على علاقة بجماعة «انصار الاسلام» الكردية.

وكان رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز ليل اول من امس ان القوات الاميركية في العراق اعتقلت خمسين من المسؤولين العراقيين السابقين يوم الاثنين وحده، مشددا على اهمية اعتقال الرئيس العراقي السابق لتطويق الهجمات على الاميركيين.

وقال مايرز في لقاء مع صحافيين ان اعتقال صدام حسين «سمح لنا بأسر عدد كبير من اعضاء النظام السابق». واضاف «اعتقلنا يوم الاثنين وحده خمسين شخصا»، موضحا ان القوات الاميركية كانت تبحث عن «29 منهم فقط». ولم يكشف الضابط الاميركي اسماء الاشخاص الذين اعتقلوا ولا الظروف التي جرت فيها هذه الحملة.

ولم يوضح مايرز ايضا ما اذا كان هؤلاء المعتقلون من الاشخاص الذين تحدثت مصادر اميركية وعراقية عن اسرهم الاثنين والثلاثاء في ضواحي بغداد وكركوك.

وأكد مايرز ان اعتقال صدام حسين في 13 ديسمبر (كانون الاول) سمح للسلطات الاميركية بجمع معلومات عن بنية الجماعات المسلحة العراقية. واضاف «مع رحيل صدام اصبح الناس اكثر ميلا» لتقديم معلومات الى القوات الاميركية.

وذكر مسؤول في الشرطة العراقية ان مدير مستودع الحبوب مدينة كركوك نجا امس من محاولة اغتيال قام بها مجهولون لدى خروجه من منزله.

وقال المقدم علي العبيدي ان «مجهولين اطلقوا عيارات نارية على مدير عام مستودع كركوك عامر نجم الدين لدى خروجه من منزله اثناء ذهابه الى عمله». واضاف ان المسؤول «اصيب بجروح خطيرة نقل على اثرها الى مستشفى كركوك العام بينما لاذ المهاجمون بالفرار». واوضح العبيدي ان «الشرطة العراقية تقوم الآن بالتحقيق في الاسباب والدوافع التي تقف وراء عملية محاولة الاغتيال هذه».

واعلن مصدر في الشرطة العراقية ان مستشار وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي خضر عبد العباس حمزة نجا هو الآخر صباح امس من محاولة اغتيال اثر انفجار في طريق السيارة المصفحة التي كان يستخدمها في تنقلاته في بغداد.

وقال مخلد عباس احد الضباط المكلفين حماية المستشار ان القنبلة كانت موضوعة في واحدة من صفائح الدهن قرب منزل المستشار خضر عبد العباس حمزة في منطقة الداودي غرب بغداد. واضاف ان السيارة المصفحة وهي من طراز فورد اميركية الصنع اصيبت باضرار لكن المستشار لم يصب بأذى.

واوضح ان احد المارة ويدعى يوسف عبد الودود اصيب بجروح اثر اطلاق النار عليه من قبل حراس المستشار بعد حصول الانفجار.