قناة المجد الفضائية تثير جدلا في الوسط الإعلامي بالسعودية

مسؤول في القناة: ضيوفنا من الليبراليين أكثر من الإسلاميين * غازي المغلوث: القناة لا يوجد فيها سوى رؤية واحدة

TT

قناة المجد الفضائية رغم أنها علامة بارزة في ما يعرف بـ«الاعلام الاسلامي»، الا أن الكثيرين لا زالوا يذكرون الجدل الذي أثارته القناة في الاوساط السعودية. عندما ثبت ان مذيعها محمد بن شظاف، كان احد منفذي تفجيرات 12 مايو (ايار) الدامية في الرياض. واعلنت القناة في حينه أنه أحد الموظفين المتعاونين وليس الرسميين.

بدأت قناة المجد بثها الرسمي قبل عشرة أشهر تقريباً باللغتين العربية والانجليزية، وما لبثت أن اوقفت بثها للقناة الانجليزية، وكرست مجهودها للبث العربي. وبلغت كلفة تأسيسها 15 مليون دولار. تكفلت بها أسرة سعودية تملك سوقاً شهيراً في الرياض، علماً بأن مقرها الرسمي دبي، وتصريح البث الذي تملكه إماراتي.

قناة المجد اعتمدت في تسويقها على جهاز خاص لا يستقبل سوى بثها بسعر 2000 ريال (533 دولار). علماً ان هناك أجهزة منتشرة في السوق لا يزيد سعر الواحد فيها عن 400 ريال (107 دولار) قادر على استقبال القناة، والغاء استقبال أي من القنوات الاخرى. والسبب في رأي أحد المسؤولين في القناة يعود الى القيمة التصنعية العالية جداً التي تتكبدها القناة، إضافة الى أن القمر الذي يبث له قمر عربسات بي 2، وهو غير مهيأ للبث التلفزيوني. ولكنه خاص بالتداول الاخباري بين الدول العربية. ما اضطرنا الى تركيب أجهزة خاصة ما رفع التكاليف بشكل كبير. وبحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» فان توزيع أجهزة الاستقبال الخاصة، وصل في فترة قريبة الى ما يناهز 30 ألف جهاز، فضلاً عن الحضور الجيد لهذه القناة داخل بعض الأوساط السعودية المحافظة.

وان أكثر ما يلفت النظر في قناة المجد وبرامجها الحوارية أن بعض ضيوفها، اعضاء دائمين في بعض المنتديات التي تثير حولها الجدل. مثل الدكتورمحمد الحضيف والدكتور أحمد بن راشد بن سعيد الذي رفض التعليق.. وغيرهما من اعضاء منتدى الساحات الذي يحمل طابعاً أصولياً في أغلب الأحيان، وشهد تبادل رسائل المطلوبين من الارهابيين السعوديين. وحول هذا الجانب، يقول مسؤول في القناة «اعتدنا أن يكون الصوت الاسلامي مغيباً عن الساحة الاعلامية لذلك يأخذ ظهورهم بعداً أكثر مما يستحق، علماً أن ظهور الشخصيات الليبرالية أكثر من نظيراتها الاسلامية في برامج القناة». ويقول الكاتب والاكاديمي السعودي غازي المغلوث لـ«الشرق الأوسط»: «قناة المجد، في الواقع «صحوية» بمعنى أنها تركز على فئة عرفت بمسمى شباب ومشايخ الصحوة. اضافة الى أن من يعملون فيها يفتقدون الى ابجديات الثقافة العامة، وأكثرهم غير مثقف على المستوى الشخصي، فضلاً عن أنه غير مهني أو حرفي. وبالتالي أصبحت تقوم على اجتهادات أكثر منه على أسس اعلامية علمية. باختصار قناة المجد تحول شريط الكاسيت الصحوي الى مادة تلفزيونية، ومن ثم لا يوجد فيها الا رؤية واحدة». ويضيف المغلوث نحن نعيش زمن انكسار الاحادية الفكرية أمام التعددية. فعلى سبيل المثال من خلال متابعتي حتى الآن لم أجد نقداً للفكر الصحوي، ولم أجد نقداً للمؤسسات الدينية والأخطاء التي وقعت فيها.

ويرى المغلوث أن الجيد سيفرض نفسه فنحن بحاجة الى قنوات تطرح رؤى مختلفة من داخل الاسلام، ورؤى مختلفة من خارجه. فما زالت هذه القنوات تحفل بالطرح التمجيدي الدعائي للفكر الاسلامي. وحتى الآن لم تصل قناة مثل المجد الى نقد مثل هذه الأفكار وطرح الأسئلة حولها. فغابت اسئلة مثل: هل هذا الفكر مساير للعصر؟ وهل فعلاً تبنيه يجعلنا في حالة صدام مع العالم؟ هذا ما يجب أن يرتقي اليه الطرح كقناة اسلامية».

ويلاحظ في القناة قلة الاعلانات التجارية التـي عادة ما تكون عماد أي مشروع اعلامي، واقتصارها على منتجين أو ثلاثة على الأكثر. مع الالتفات الى أن القناة تعاقدت مع شركة اعلان خاصة تعمل على تصميم اعلانات للشركة التي ترغب في الاعلان في قناة المجد، لتتقيد بشروط مثل عدم استخدام الموسيقى والمرأة. ويقول المسؤول في القناة «نحن مرتاحون للخطوات المعمولة لاستقطاب المعلنين. أما ما يخص الضوابط التي نحرص عليها مثل عدم ظهور المرأة والموسيقى، فهذا عائد الى احترامنا لعقل المشاهد وخصوصيته. علماً اننا وقعنا عقوداً مع أكثر من عشرة منتجات ستظهر لاحقاً بحسب الاتفاق مع الشركة».

وأن عدم ظهور المرأة أو الموسيقى في القناة يظهر التوجه المتشدد تجاههما، ففي حين استغنى القائمون عن العنصر النسائي كمذيعة أو عاملة بأي شكل، فانهم عوضوها بالمشاركة الهاتفية المسموعة. وأما ما يخص الموسيقى والتي عادة ما تستخدم كمؤثر صوتي في باقي وسائل الاعلام، فاستبدلوها بالانشاد واعتماد الأصوات الذكورية كمؤثرات مع التعامل معها ببعض النواحي الفنية كادخال الصدى وغيرها. ومثال ذلك، ما تظهر عليه مقدمة أحد البرامج الترفيهية التي تقوم على الألغاز، فتبدأ المقدمة بمنشد يقول «فكر.. فكر.. فيرد من خلفه مجموعة أخرى بصدى تقول: لما تسمع.. لما تبصر.. لما تشم. فيعود المنشد ليقول بصوته الجهوري: عَبِر.. عَبِر» وهكذا دواليك في بقية البرامج.

واللافت أن القناة تحظى بتعاطف بعض المؤسسات المدنية الحكومية وبشكل غير رسمي، مثل ما يجده زائر موقع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على الإنترنت، والتي وضعت تحت رابط سمي بخدمات مباشرة، رابطاً لقناتين سعوديتين، وبجانبهما المجد رغم أنها ليست سعودية، ولا تحمل تصريح بث سعودياً.