عودة الصف السادس الابتدائي للمدارس المصرية يفجر أزمة بين خبراء التعليم والشارع المصري ووزير التعليم المصري

TT

ثار جدل واسع في مصر عقب شائعة إلغاء الصف السادس الابتدائي ليحسم الأمر بيان وزارة التربية والتعليم الذي اعلنت فيه الانتهاء من الترتيبات لعودة الصف السادس الابتدائي مما أثار حفيظة أولياء الأمور الذين اجمعوا خلال استفتاء على رفضهم الفكرة، فيما اعتبر خبراء التعليم ان آراء أولياء الأمورلا تقوم على سند علمي، إنما يجب الاعتماد على الدراسات العلمية والتربوية والعالمية وبحوث خبراء التعليم.

وذلك في الوقت الذي وجه فيه وزير التربية والتعليم المصري الدكتور حسين كامل بهاء الدين انتقادات شديدة لمروجي شائعة إلغاء الصف السادس الابتدائي، مؤكدا ان التعامل مع الأفكار الجديدة بأساليب قديمة لن يجدي ولن يفيد في مواجهة ثورة المعلومات والاتصالات.

وقال بهاء الدين في اشارة للشائعة التي روج لها بإلغاء الصف السادس الابتدائي قبل اعلان الوزارة إعادته، وهي التي تسببت في اثارة الرأي العام الى ان تطوع البعض للترويج لإلغاء السنة السادسة والإدعاء بأن اضافة هذه السنة هي اضافة أعباء جديدة على أولياء الأمور يحول فرصة الإجادة إلى مشكلة أو يصور التطوير وكأنه خطر محدق بأبنائنا.

وكانت الصحافة المصرية قد نجحت في اثارة الرأي العام المصري حول هذه القضية بعد أن خرجت تأكيدات الحكومة واللجان المتخصصة بمجلسي الشعب والشورى تنفي أن يكون هناك أية نية لإلغاء قرار عودة الصف السادس الابتدائي.

وأكدت وزارة التربية والتعليم في بيان لها انه تم الانتهاء من كافة الترتيبات والاستعدادات الخاصة بعودة السنة السادسة بالتعليم الابتدائي اعتبارا من العام الدراسي المقبل بحيث أن الطلاب المقيدين بالصف الخامس الابتدائي هذا العام سينقلون العام الدراسي القادم 2005/2004 بالصف السادس الابتدائي.

وأكد الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم انه تم الانتهاء من 80 في المائة من المباني المدرسية الخاصة بعودة الصف السادس، وانه جار استكمال الـ20 في المائة المتبقية، مشيرا الى ان الحكومة وعدت بتحويلها وتم الانتهاء من كافة الاستعدادات اللازمة سواء المباني أو المناهج أو تدريب المعلمين.

وعقدت لجنة العليم بالبرلمان المصري اجتماعا مهما حضره خبراء التعليم والمسؤولين بوزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، حيث تقدم المهندس سمير يوسف مدير هيئة الابنية التعليمية بتقرير أكد فيه أن عودة السنة السادسة اصبحت أمرا محسوما وأن هناك 14 ألفا و670 مدرسة تحتاج الى سنة سادسة وتم الانتهاء من اعداد 11 ألفا و799 مدرسة أصبحت جاهزة حاليا لعودة الصف السادس الابتدائي، ويتبقى أمامنا استكمال باقي المشروع الذي يحتاج الى 1.6 مليار جنيه نأمل ان توفره الدولة.

والغريب في الأمر أن الصحافة المصرية لم تعترض على مشروع وزارة التربية والتعليم بعودة الصف السادس الابتدائي خلال المناقشات التي شهدتها لجان البرلمان ومجلس الشورى المصري حتى تم اقرار قانون يقضي بعودة السنة السادسة للمرحلة الابتدائية ليكون اجمالي سنوات التعليم ما قبل الجامعي هو 12 سنة دراسية وليس 11 سنة ورغم ان أولياء الأمور أعلنوا رفضهم من البداية إلا انهم استسلموا لعودة السنة السادسة بعد اقرار القانون واتخاذ الاجراءات التنفيذية.

كما ان الصحافة المصرية أعلنت هجومها في وقت متأخر جدا واعتمدت فقط على اعلان استفتاء لأولياء الأمور وهذا أمر يرفضه خبراء التعليم حيث ان القضية يجب الا تعتمد بشكل كلي على آراء أولياء الأمور.

والجميع في وزارة التربية والتعليم يتساءلون حاليا عن الأسباب الخفية التي دعت البعض لتفجير هذه القضية الحساسة في هذا الوقت.

ولأن اللغز لا يزال غير واضح حتى الآن وربما تكشف الاسابيع القادمة الاسباب الخفية وراء هذه الحملة وتوقيتها غير المناسب، خاصة ان الفرصة للمساهمة في ذلك المشروع ما زالت قائمة.

الدكتور فاروق اسماعيل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشورى أكد ان الصف السادس أمر لا جدال فيه فقد صدر قرار عودته بقانون ولن يلغى إلا بقانون هذا من ناحية، أما الرأي العلمي فإن جميع الدراسات التربوية تؤكد ان سنوات التعليم ما قبل الجامعة لا تقل عن 12 عاما، وهي في بعض الدول المتقدمة 13 عاما واذا اضيف لها سنوات التمهيدي تصبح 15 عاما.