يعتبرونها الآن أشهر مخرجة أغاني فيديو كليب في العالم العربي، وهي شهرة انتزعتها وحققتها نادين لبكي من أول أغنية، جعلت اسمها يتردد بقوة، ومع الجدل الشديد الذي صاحب أغنية «أخاصمك آه» لنانسي عجرم، ذاع اسم نادين وشاع، وتأكدت موهبتها من خلال أغنياتها التالية، والتي احتلت فيها نانسي عجرم أيضا نصيب الأسد.
ربما تكون نادين لبكي هي الوحيدة التي لا تشعر بشهرتها ولا بما حققته من نجاح في مجال الفيديو كليب، بعفوية تقول نادين لـ «الشرق الأوسط» لم أشعر أبدا انني نجمة، وأحيانا استغرب عندما تطلبني الصحافة لاجراء حوارات ومقابلات، وتزداد دهشتي عندما يقابلني الجمهور البسيط ويتعرف عليّ، أذكر انني دخلت مرة لأشتري «جاتوه» من محل حلويات في بيروت، ولاحظت ان مجموعة من البنات يقفن في ركن بعيد وينظرن نحوي ويتهامسن، وانشغلت عنهن بشراء «الجاتوه»، ولما انتهيت من دفع الحساب، لاحظت انهن مازلن ينظرن نحوي ويتهامسن، حتى انني ظننت ان ثمة شيء ما خطأ في ملابسي أو شكلي، ثم اقتربت مني واحدة منهن وسألتني: انت نادين لبكي ؟ ولما أجبت بالإيجاب جاءت صديقاتها وسلمن علي بحرارة، واستغربت لانهن تعرفن عليّ، وعرفن شكلي، رغم انني لا أظهر كثيراً في وسائل الاعلام.
* الذين شاهدوا الأغاني التي قمت باخراجها لاحظوا ان بها لمسة سينمائية، وانها غالبا أقرب الى فيلم سينمائي، فهل السينما تراودك ؟
ـ أولا أنا درست الاخراج السينمائي في الجامعة اليسوعية بلبنان، وانجزت فيلما قصيرا في السنة النهائية للدراسة، ثم انجزت فيلما روائيا اسمه «11 شارع باستير» حصلت عنه على جائزة بمهرجان السينما بلبنان، بل انني جربت نفسي كممثلة في فيلم اميركي اسمه «الكلب السابع»، مخرجه من أصل عربي، ومثلت في مسرحية عرضت في برودواي، جمعت فيها بين التمثيل والرقص.
فالسينما هي حلمي الأول، وتمنيت أن أعمل بها، سواء مخرجة أو ممثلة، ولكن للأسف لم تتح لي الفرصة في لبنان، لان السينما عندنا ليست بالازدهار الكافي، والصناعة فيها محدودة للغاية، وكلها تجارب صغيرة، ولذلك اتجهت الى مجال الكليب، وحاولت بقدر الامكان أن أحقق من خلاله أحلامي السينمائية، لذلك فالملاحظة صحيحة التي أبديتها في السؤال، فالكليب عندي عبارة عن فيلم سينمائي قصير.
* في الفيديو كليب الأول والأشهر «أخاصمك آه» قيل كذلك ان الشخصية التي ظهرت بها نانسي عجرم كانت أقرب الى أدوار الفنانة هند رستم في أفلامها القديمة ؟
ـ شوف.. قبل هذا الكليب كانت بداخلي ثورة، أو قل حالة تمرد على شكل الكليب العربي، كنت أريد أن أقوم بعمل «انقلاب» حقيقي في شكل المطرب، وفي الديكور، وفي الأداء، وفي جو الأغنية، كنت ألاحظ أن الكليبات العربية أو أغلبها هي محاولات تقليد ممسوخة للكليبات الأجنبية.
واعترف أنه في كليب «أخاصمك آه» كنت متأثرة الى حد كبير بجو السينما المصرية القديمة، في أفلام الأبيض والأسود، وخاصة مشاهد المقاهي بكل ما فيها من سحر وغموض، مثل هذه المشاهد كنت اختزنها بداخلي، ويبدو أنها ظهرت في «أخاصمك آه».
* وما تعليقك على أداء نانسي الذي اتهم بالتجاوز؟
ـ لم أر فيه أي تجاوز، فنانسي فنانة تجيد استخدام جسدها في التعبير عما تقدمه من أغنيات، وأدت دور فتاة المقهى التي تجاوزت عقدة الخوف من الرجال، فترقص أمامهم من دون رهبة، وأعتقد أن أداء نانسي لم يكن فيه أي سوء نية أو تعمد للإثارة.
* وهل حقا ما تردد بأنها كانت متأثرة بأدوار الإغراء الشهيرة لهند رستم؟
ـ أنا رأيتها أقرب الى أداء ريتا هيوارث.
* مارأيك في الاتهامات العنيفة لمخرجي ونجمات الفيديو كليب بأنهن قدمن صورة سيئة للمرأة العربية؟
ـ أعتقد ان بعض الكليبات كانت متجاوزة في اثارتها، والسبب كما أشرت هو محاولة تقليد النماذج الأجنبية، وأنا لست ضد التقليد، بل يجب أن نعيد صياغة ما نشاهده، ونقدمه بما يتناسب مع واقعنا ومجتمعنا وظروفنا.
* نجاحك كمخرجة كليب، خاصة بعد الإقبال الشديد من نجوم الأغنية للتعامل معك وآخرهم كارول سماحة التي قدمت معها «إطلع في» هل أنساك أحلامك السينمائية؟
ـ اطلاقا، وفي زيارتي الأخيرة للقاهرة حاولت أن أقيم صداقات وعلاقات مع الوسط السينمائي، بل وتلقيت عروضا بالتمثيل من مخرجين ومع نجوم كبار، مازالت محل دراسة، فالسينما هي حلمي القديم المتجدد دائما.
* من يعجبك من شباب مخرجي الفيديو كليب الآن ؟
ـ احمد المهدي، خاصة في أغنياته مع أنغام.
* ومن نجوم الأغنية الشباب؟
ـ لؤي، صوته كثير حلو، ثم انني أحببته على المستوى الانساني.
* ماهو أصعب كليب واجهك؟
ـ «سحر عيونه» لنانسي عجرم، كنا في عز الصيف، وكان علينا أن نجهز أمطارا صناعية، واستعنا بفريق الدفاع المدني، وواجهتنا صعوبات شديدة أثناء التصوير، وكنت أرجع البيت مقتولة من التعب.
* يبدو أنك لا تسمعين الجيل القديم من المطربين ؟
ـ مين قال، أنا أعشق فيروز، وعالمها الخاص الذي صنعته لنفسها.
* من يعجبك من نجوم التمثيل؟
ـ فاتن حمامة، ولا أنسى لها دورها في فيلم «أفواه وأرانب»، وكلما رأيته أبكاني، أحب احمد زكي، ان لديه قدرة هائلة على تقمص الشخصيات والذوبان فيها، ومن النجوم العالميين تدهشني دائما ميريل ستريب.
* ما آخر فيلم سينمائي شاهدته ؟
ـ «سهر الليالي» وأعجبتني منى زكي.
* وماذا عن مشاريعك المقبلة ؟
ـ كليب مع هيفاء وهبي، وأعدكم أن أخلق لها شخصية فنية جديدة غير السائدة عنها حاليا.