السلطات الأميركية تحقق مع مسؤول بارز بتهمة إتلاف شريط يحوي أحاديث ضباط المراقبة الجوية يوم هجمات 11 سبتمبر

TT

كشف محققون فيدراليون أميركيون، ان شريطا تسجيليا لضباط مراقبة الحركة الجوية، جرى تسجيله بعد ساعات من وقوع هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، قد أتلف بواسطة مسؤول ولم تتسلم السلطات نسخة منه. وأشارت التحقيقات الى ان مدير قسم مراقبة الحركة الجوية، كيفين ديلاني، هو الذي اتلف الشريط المذكور الذي يحتوي على تسجيل مدته حوالي أربع ساعات لحديث ضباط مراقبة الحركة الجوية الذين تابعوا الطائرات المخطوفة وهي في طريقها الى «مركز التجارة العالمي»، وقال المحققون ان ديلاني اتلف الشريط بتقطيعه الى أجزاء صغيرة بمركز مراقبة الحركة الجوية في رونكونكوما بولاية نيويورك بعد بضعة أشهر من وقوع الهجمات. وقال ديلاني ان تسجيل الشريط يتعارض مع سياسة الادارة الفيدرالية للطيران وانه يعتبر تسجيلا بلا قيمة كبيرة لأن ضباط مراقبة الحركة الجوية ادلوا بشهادات تفصيلية مكتوبة حول عمليات الاختطاف. وورد في تقرير من مكتب المفتش العام لوزارة المواصلات الاميركية، كينيث ميد، ان هؤلاء الضباط لم يكونوا في حالة ذهنية تسمح لهم بالموافقة على تسجيل الشريط. وقال مصدر مطلع ان ديلاني يواجه الآن عقوبة الإيقاف من العمل لمدة 20 يوما غير مدفوعة الأجر، إلا انه تقدم باستئناف إداري. وتنظر الجهات المسؤولة بالادارة الفيدرالية للطيران في اتخاذ إجراء إداري ضد مدير المركز مايك مكورميك، الذي أخفى الشريط عن المسؤولين بعد موافقته على شرط اتحاد ضباط مراقبة الحركة الجوية بإتلاف الشريط بمجرد إعداد شهادات كتابية بواسطة الضباط الذين كانوا يعملون في المراقبة يوم وقوع الهجمات. ويعمل مكورميك الآن في العراق مع الادارة الفيدرالية للطيران التي تساعد على تأسيس مركز لمراقبة الحركة الجوية في العراق. وتوصل التحقيق الى ان قيمة هذا الشريط لم تتضح بعد، وان أحدا لم يستمع اليه. كما ان وجود هذا الشريط كان معروفا فقط لدى مراكز مراقبة الحركة الجوية حتى أكتوبر (تشرين الاول) الماضي، عندما كانت اللجنة المستقلة تعمل على جمع تسجيلات من الادارة الفيدرالية للطيران وعثرت على ما يشير الى وجود هذا الشريط. من جانبه قال غريغ مارتن، المتحدث باسم ادارة الطيران ان الشريط لم يكن ليضيف أي جديد للمعلومات التي توفرت مسبقا. وكانت الادارة قد سلمت للجنة وثائق من 15000 صفحة وتسجيلات مدتها 230 ساعة خلال متابعة حركة الطائرات والتسجيلات الرقمية. إلا ان كريستين بريتوايز، التي قتل زوجها في الهجوم على «مركز التجارة العالمي»، أعربت عن شعورها بغضب بالغ ازاء إتلاف الشريط المذكور، واعتبرت ذلك إتلافا لدليل حاسم، وطالبت بالمساءلة الجنائية في حق الشخص المسؤول عن هذا العمل.

*خدمة «لوس أنجليس تايمز» و«واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»