لبنان: اتهامات متبادلة حول فشل ائتلاف «أمل» و«حزب الله» في انتخابات بلدية بعلبك

TT

اصبح الانقسام امراً واقعاً عبر لائحتين متنافستين في مدينة بعلبك، كبرى مدن شمال محافظة البقاع (شرق لبنان) ولدتا امس لحركة «امل» و«حزب الله» القوتين الشيعيتين الابرز في لبنان. الجانبان اعلنا لائحتيهما في مهرجانين منفصلين في محلة رأس العين بالمدينة. وقد كرّست الخطب التي القيت حال التباعد والفراق بين الطرفين مع تحميل كل منهما الآخر المسؤولية. وقد اقامت حركة «امل»، التي اطلقت ماكينتها الانتخابية الاعلامية متأخرة بعد «رهانات كانت تعقدها على الوفاق والائتلاف»، احتفالاً خطابياً شاركت فيه «كشافة الرسالة الاسلامية» التابعة للحركة بحضور اعضاء اللائحة الـ 21 برئاسة رئيس البلدية الحالي غالب ياغي والمتمثلة بـ11 عضواً شيعياً و8 اعضاء سنة وعضوين مسيحيين كاثوليكيين. وهي تضم تحالف «امل» والحزب السوري القومي الاجتماعي وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الاحباش) والبعثيين المفصولين فضل مرتضى (شيعي) وحسين الرفاعي نائب رئيس البلدية الحالي (سني). واطلقت على اللائحة تسمية «لائحة القرار».

وعلى الجبهة المقابلة من موقع الاحتفال، وبفارق اقل من ساعة واحدة، نظم «حزب الله» مهرجاناً خطابياً شاركت فيه «كشافة الامام المهدي» التابعة للحزب بحضور الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان وزير الدولة عاصم قانصوه والنائب محمد ياغي (حزب الله) وقيادات من الحزب اعلنت فيه لائحة تضم تحالف «حزب الله» وحزب البعث العربي الاشتراكي، وتألفت من 13 شيعياً و7 من السنة ومسيحي كاثوليكي واحد.

كل من اللائحتين حمّلت الطرف الآخر مسؤولية الفشل في الوصول الى الائتلاف. ففي احتفال «حزب الله» قال قانصوه: «نحن مع «حزب الله» و(الامين العام للحزب) السيد حسن نصر الله لأن هذا الحزب حمل مشعل النور من اجل النضال في القضايا العربية والقومية والاسلامية ولانه يبقى العنوان الاساسي لمستقبلنا».

وحمّل قانصوه حركة «امل» مسؤولية فشل التحالف «لاننا سعينا وبكل قوانا للوفاق، لكن هناك نفوساً ضعيفة لم ترد هذا الوفاق. وتركتنا في منتصف الطريق في بيروت فبقينا خمسة احزاب. انهم يتناسون كل التحديات في العراق وفلسطين. ولا ندري لماذا هذه الحسابات الضيقة الصغيرة. وعندما نقول اننا في موقف واحد مع «حزب الله» نعرف اننا نسير باتجاه القدس. والذي يخطط لغير هذا الطريق فالتاريخ لن يرحمه. ونتمنى على اهالي بعلبك تحديد بوصلتهم السياسية، فهذه المعركة اليوم سياسية بامتياز ونحن و«حزب الله» في موقع والآخرون في موقع آخر».

اما في احتفال «لائحة القرار» التي تضم «امل» وحلفاءها، فقد تحدث رئيس بلدية بعلبك غالب ياغي، فحمّل اللائحة المقابلة مسؤولية فشل الائتلاف، مؤكداً ان المعركة «رياضية بامتياز». وأردف: «لقد حاولنا تجنيب المدينة معركة انقسامات جديدة. ومع الاسف، لم نصل الى نتيجة لان التعنت كان دائماً بوجهنا. ولم تكن لدينا مطالب خاصة. وحاولنا الائتلاف ولم نوفق». وتمنى ان يمر الاستحقاق الانتخابي بهدوء. بعيداً عن التحدي والاستفزاز لاننا ابناء مدينة واحدة وان اختلفت الآراء السياسية».

من جهة اخرى، شهد منزل الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني ولادة لائحة «انماء شمسطار وغرب بعلبك» لخوض انتخابات المجلس البلدي لبلدة شمسطار من 21 عضواً، وجاءت نتيجة تحالف بين «حزب الله» والرئيس الحسيني والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الاشتراكي بعيداً عن «امل».

ورداً على سؤال حول عدم وجود «امل» في اللائحة قال الحسيني: «امل لها اصدقاء كثر وليس لديها ممثلون في التنظيم. وهي غير معترضة. وحصلت لقاءات مع عضو هيئة الرئاسة في الحركة الشيخ حسن المصري والوزير اسعد دياب، وحظيت اللائحة بعدم الاعتراض وابلغتنا «امل» عدم وجود لائحة لها. وهي تبارك الوفاق».