مناشدة المسلمين البريطانيين المشاركة الفعالة في انتخابات الأسبوع المقبل لقطع الطريق على اليمين المتشدد

TT

حث «المجلس الإسلامي البريطاني» المسلمين البريطانيين على المشاركة الفعالة في انتخابات الاسبوع المقبل الخاصة بالبرلمان الأوروبي ومجلس بلدية لندن الكبرى، وذلك لقطع الطريق على فوز محتمل لـ«الحزب القومي البريطاني» اليمني المتشدد بمقاعد عدة. وجاءت الدعوة غير المسبوقة في رسالة وجهها الامين العام للمجلس إقبال ساكراني لكافة المساجد في بريطانيا داعياً الائمة الى ذكرها في خطبة الجمعة. وأهاب بـ«الناخبين المسلمين نساءً ورجالاً، كباراً وصغارا» للادلاء باصواتهم في انتخابات الخميس القادم، بهدف منع الحزب المتطرف من إحراز نجاحات. وقال إن مرشحي الحزب ذوي «الميول الفاشية» يحتاجون الى 5% من الاصوات للفوز بمقعد في البرلمان الاوروبي، و 9% للوصول الى مجلس بلدية لندن الكبرى. واعتبر الناطق باسم المجلس أن الحكومة البريطانية تقصر عن حماية المسلمين لانها تسمح لـ«الحزب المتطرف» ببث دعايات انتخابية تحرض على العنف ضدهم. وجدير بالذكر أن بريطانيا ستشهد يوم «الخميس العظيم» في العاشر من يونيو ( حزيران) الجاري انتخابات ثلاثة دفعة واحدة، وذلك لاختيار اعضاء البرلمان الاوروبي، ومحافظ العاصمة لندن، فضلاً عن مجلس بلديتها الموسع. وإذ رشح عدد من المسلمين ذي الاصول الآسيوية انفسهم في الانتخابات الثلاثة، فالارجح أن عراقياً ويمنياً ولبنانياً هم المرشحون العرب الوحيدون. ويُشار الى ان الاولين يسعيان الى الوصول الى البرلمان الاوروبي، فيما يرغب الثالث باحتلال مقعد في مجلس بلدية لندن. والثلاثة مرشحون باسم مجموعة «ريسبكت» التي تضم بعض اطراف حركة مناهضة الحرب على العراق، بقيادة النائب جورج غالاواي. وقال ساكراني في رسالته إن «انتخابات الاسبوع القادم ذات اهمية بالغة» بالنسبة للمسلمين، خصوصاً ان «صعود احزاب اليمين المتطرف تمثل خطراً على مجتمعاتنا ( الاسلامية). ولفت الى «التهديد المعادي للمسلمين» الذي ضمه شريط الدعاية الانتخابي للحزب القومي البريطاني وقد بثته بعض اقنية التلفزيون البريطاني الجمعة الفائت. وقال «إنهم لا يخفون كراهيتهم المفرطة للاسلام والمسلمين». واضاف «انهم يمنحون بحكم القانون تمويلاً يروجون بواسطته لأجندتهم العنصرية في بريطانيا». وشدد على ان مشاركة المسلمين الفعالة في عملية الاقتراع قد تحرم المتشددين اليمينيين من احراز انتصارات انتخابية محتملة.

ويذكر ان القناة التلفزيونية الخامسة رفضت اخيراً بث فقرات من شريط دعائي للحزب زعمت فيها سيدة بيضاء بان شباناً من اصول آسيوية خدروا ابنتها ثم اغتصبوها. واعتبر متحدث باسم الحزب أن تصرف القناة كان مثالاً على «ممارسة الرقابة» التي تناقض السلوك الديمقراطي. ونفى تهمة المجلس الاسلامي البريطاني بانه يشكل تهديداً للمسلمين، معتبراً رسالة ساكراني بانها «تهديد للديمقراطية» في البلاد. ومن جهته، قال عنايات بونغوالا، وهو المسؤول الاعلامي في المجلس، باتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط»، إن الحزب القومي البريطانيا «يستهدف المسلمين» في دعايته الانتخابية «مستغلاً فجوة قانونية».

ورأى ان هؤلاء المتطرفين لم يكونوا ليتجرأوا على «التحريض على العنف ضد المسلمين» لو ان قانون حماية الاديان البريطاني يشملهم. واشار الى ان سجل المسلمين البريطانيين لجهة الاسهام في الحياة السياسية «هو افضل من المعدل العام».

واضاف إن مئات الآلاف منهم شاركوا في المظاهرات المناهضة لحربي افغانستان والعراق. وتابع «غير اننا نشعر بالقلق لان بعضهم قد لا يجهد نفسه بالذهاب الى مراكز الاقتراع بسبب خيبة الامل الواسعة بينهم حيال السياسة البريطانية، وغيابهم من شانه ان يسمح للمرشحين المتطرفين بالفوز». واعتبر ان عدد المرشحين المسلمين في الانتخابات الثلاثة «لا يتناسب قطعاً مع عددهم الذي نقدره بمليون وثمانمائة الف نسمة، يمثل قاطنو لندن منهم نسبة 9% من سكان العاصمة».