بوش يستعير كلمات آيزنهاور يوم نزول الحلفاء في فرنسا في حديثه عن الإرهاب ويسقط منها تعبير الحرب الصليبية خشية إغضاب الدول الإسلامية

الرئيس الأميركي يجدد الدعوة لإصلاحات في الشرق الأوسط والكونغرس يعقد جلسة استماع حول المبادرة

TT

جدد الرئيس الاميركي جورج بوش دعوته الى تطبيق اصلاحات ديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط في الوقت الذي عقدت فيه جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي لبحث مبادرة الشرق الاوسط الاميركية التي ستطرح على قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى التي ستعقد في الولايات المتحدة.

وقال الرئيس بوش مساء أول من أمس إن منطقة الشرق الاوسط هي «مركز النزاع» في الحرب على الارهاب، مؤكدا التزامه تشجيع الاصلاحات في المنطقة ومواصلة العمل الذي بدأته الولايات المتحدة في العراق.

وقال بوش «لا الحكومة العراقية الجديدة ولا الولايات المتحدة ستسمحان للصوص والقتلة بترهيبهما».

واضاف بوش خلال حفلة تسليم الشهادات في اكاديمية سلاح الجو في كولورادو سبرنغز (غرب) ان الولايات المتحدة ستعمل على تطبيق اصلاحات ديمقراطية في الشرق الاوسط بما في ذلك في الدول الحليفة التي تدعم «الحرب على الارهاب» التي تخوضها واشنطن.

وقال بوش «على المدى القصير، سنعمل مع كل حكومة في الشرق الاوسط تتحرك بهدف تدمير الشبكات الارهابية، وعلى المدى البعيد نتوقع من اصدقائنا في المنطقة مستوى افضل من الاصلاح والديمقراطية».

ويأمل بوش ان يلقى دعما لخطته خلال قمة مجموعة الدول الثماني الاكثر تصنيعا الاسبوع المقبل في جورجيا وخلال جولته الاوروبية الاسبوع الحالي.

ولوحظ ان بوش استخدم نص كلمات شهيرة للجنرال دوايت آيزنهاور قالها في يوم نزول قوات الحلفاء الى الاراضي الفرنسية التي كانت تحتلها قوات النازي في الحرب لكنه حذف منها عبارة حملة صليبية. واشار بوش في كلمة شبه فيها الحرب على الارهاب بمعركة الحلفاء ضد النازي في الحرب العالمية الثانية الى رسالة آيزنهاور الى القوات الأميركية قبل 60 عاما الا انه اسقط عبارة كان من المؤكد ان تثير جدالا في العالم الاسلامي.

وكانت رسالة آيزنهاور التي عنوانها الحملة الصليبية الكبرى تهدف الى شحذ همم الجنود اثناء استعدادهم للهجوم على ساحل نورماندي في اول نزول لقوات الحلفاء على اراضي فرنسا التي كان يحتلها النازي.

والكلمات الاصلية لآيزنهاور كانت تقول: ايها الجنود والبحارة وملاحو الجو في قوات حملة الحلفاء انكم مقدمون على بدء الحملة الصليبية التي كافحنا في سبيلها هذه الشهور العديدة. عيون العالم عليكم. وآمال ودعوات محبي الحرية في كل مكان تسير معكم. واكتفى بوش في كلمته باقتباس التحية الاستهلالية والجملتين الثانية والثالثة إلا انه اسقط الجزء الذي يتحدث عن حملة صليبية. وكان بوش قد وصف بعد ايام من الهجمات التي شنت على أميركا في الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 عزم الولايات المتحدة على الانتقام بانه حملة صليبية مما اثار في اذهان المسلمين الحروب الصليبية باسم الدين المسيحي في العصور الوسطى.

من جهة اخرى طالب السيناتورالجمهوري ديك لوجار، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ( جمهوري من ولاية انديانا ) في جلسة استماع عن آخر التطورات المتعلقة بمبادرة الشرق الاوسط الكبيرة، ادارة الرئيس جورج بوش بعدم التركيز فقط على «قضايا و مشاكل الشرق الاوسط في الوقت الحاضر، بل ضرورة الاهتمام ببناء بيئة آمنة للمستقبل في عصر الارهاب هذا..» وطالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ «بالعمل مع دول المنطقة لتطوير حلول تتعامل مع جواهر القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تساعد على وجود الظواهر الارهابية وبقائها». ودعى السناتور لوجار الى انشاء آلية اسلامية الطابع تسمح للمواطنين بالتبرع المالي (الزكاة الاسلامية). وأشاد بالاجراءات التي اتخذتها السعودية لمنع استخدام اموال التبرعات في اعمال الارهاب. وتحدث أمام اللجنة وكيل وزارة الخارجية لشؤون الاقتصاد والصناعة والتجارة والزراعة، الان لارسن، الذي قال« ليس لدينا مجموعة جاهزة من العروض لاصلاح الشرق الاوسط، ولا نستطيع حتى اذا اردنا ذلك» وأضاف «يجب أن نطرق كل الابواب في سبيل نجاح عملية اعادة الاعمار السياسية والاقتصادية في العراق وايجاد حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني» وبخصوص قمة دول الثماني الكبري المزمع عقدها الاسبوع المقبل في ولاية جورجيا الأميركية قال ان «قادة مجموعة الثماني الكبرى سيتطرقون الى بحث الطرق التي يمكنهم من خلالها دعم جهود الإصلاح التي تبذلها دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع زعماء تلك الدول، وذلك في جلسة خاصة منفصلة» وقال إن الرئيس جورج بوش دعا «قادة كل من أفغانستان والجزائر والبحرين والأردن واليمن إلى القمة لمناقشة مبادرة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا»، وأضاف وكيل وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة تأمل، من خلال هذا الجهد، تعزيز وتضخيم «أصوات الإصلاح داخل دول الشرق الاوسط». ومن ناحيته اشار الامير الحسن بن طلال في شهادته امام اللجنة الى أن هناك انتقادات لمبادرة الادارة الأميركية بخصوص الشرق الاوسط الكبير لانها فشلت في التطرق لقضية الصراع العربي الاسرائيلي وانها مفروضة من الخارج». وطالب الامير الحسن الادارة الاميركية بأن تساعد العرب قائلا «ساعدونا لكي نصبح قادرين على مساعدة أنفسنا».

وفي تعليقه على البعد الأمني من المبادرة ذكر الامير الحسن انه من الصعوبة بمكان التحدث عن مبادرة اصلاح بمعزل عن مشاكل المنطقة الاساسية كالصراع العربي الاسرائيلي، وقال إن أحد بنود معاهدة السلام مع اسرائيل نص على خلق آلية أمنية وذكر أن «مبادرة السلام الاردنية الاسرائيلية نادت بانشاء مؤتمر للأمن والتعاون في الشرق الاوسط» وهو تصور يحاكي نفس المنظومة الاووربية الشبيهة، ويمكن لهذه الالية توفير منبر دبلوماسي للتعامل مع مختلف القضايا ذات البعد الأمني داخل منطقة الشرق الاوسط.