خالد بن بكر مدير الخطوط السعودية: تجاوزنا مرحلة الخسائر والتخصيص لدى الجهات المختصة وسننشر قوائمنا المالية قريبا

أكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن لا تجاوزات مالية وكشف عن صفقة لشراء 11 طائرة صغيرة

TT

نفى الدكتور خالد عبد الله بن بكر المدير العام للخطوط السعودية وجود طائرات عاطلة أو متوقفة عن العمل تابعة لأسطول «السعودية»، أو وجود تجاوزات مالية من قبل مسؤولي الشركة، فيما رفض في الوقت نفسه التحدث عن أسباب تقدم مساعد المدير العام للصيانة والتشغيل بطلب التقاعد مبكرا او الحديث عن موظفي الشركة. وأكد الدكتور خالد عبد الله بن بكر في حوار مع «الشرق الأوسط» عزم «السعودية» على أبرام صفقة لشراء 11 طائرة نفاثة بسعة 50 و70 راكبا لربط محطات شمال السعودية بجنوبها في ظل وجود رحلات قليلة لا تتجاوز 3 رحلات أسبوعية، متوقعاً أن تبدأ أعمالها خلال منتصف العام المقبل. وأضاف بكر أن الخطوط السعودية أنهت كافة الدراسات لطرحها للقطاع الخاص وفق وقت زمني محدد، مشيراً إلى أن الشركة تعتزم إعلان قوائمها المالية بعد موافقة الجهات العليا في البلاد على الدراسات التي قدمها للخصخصة، مشيراً إلى أن كافة الدراسات تم رفعها للمجلس الاقتصادي الأعلى، وبين الدكتور بكر أن الشركة تمكنت من تجاوز مرحلة الخسائر إلى مرحلة الأرباح، إذ حققت الشركة العام الماضي أرباحاً بلغت 250 مليون ريال (66.6 مليون دولار)، فيما توقع أن تصل أرباح الشركة لهذا العام الى أكثر من 300 مليون ريال (80 مليون دولار) بعد أن تمكنت من نقل أكثر من 10 ملايين راكب منذ بداية العام الجاري وحتى 20 أغسطس (آب) الحالي.

وفي ما يلي نص الحوار:

* أين وصلت عملية تخصيص الخطوط السعودية؟ ولماذا لم يتم حتى الآن نشر القوائم المالية للشركة؟

ـ تخصيص صناعة النقل الجوي ليس كتخصيص أي مجال آخر، والتخصيص عبارة عن عملية فنية تبنى على أسس استراتيجية اقتصادية دقيقة والحرص على أخذ خطوات عقلانية واقتصادية بحيث لا تؤثر في سمعة اسم منشأة ولا عمليات التشغيل، وإذا نظرنا إلى جميع شركات الطيران التي خصصت في العالم وعلى رأسها الخطوط البريطانية نجد أن عدد السنوات التي استغرقت لعملية خصخصتها تصل إلى 10 سنوات، وانظر إلى كل الشركات التي طرحت للتخصيص، ايضاً في الجانب العربي تجد أن الملكية الأردنية طرحت للتخصيص قبل الخطوط السعودية وإلى الآن لم تنته، وايضاً الخطوط اللبنانية. انها عملية معقدة تحتاج إلى دراسة مستفيضة. وبالنسبة للخطوط السعودية هناك توجيهات حكومية لوضع أسس اقتصادية وعلمية لها والاستعانة بأفضل الخبرات الموجودة في العالم في صناعة النقل الجوي والأمور المالية والقانونية لدراسة وتحليل وضع «السعودية» الحالي ووضع برامج لتحسين وتطوير أدائها وأيضاً إعادة هيكلتها المالية والقانونية والتشغيلية حتى تستطيع أن تكون مهيأة لعملية الخصخصة.

* هل تم الانتهاء من تلك الدراسات أم ما زالت؟

ـ انتهت قبل عدة أشهر وعرضت على مجلس إدارة الخطوط السعودية برئاسة الأمير سلطان بن عبد العزيز، ونتائج هذه الدراسة تتمحور في عدة اتجاهات، هناك قرارات يمكن اتخاذها وتنفيذها من قبل إدارة الشركة مباشرة وهناك قرارات يجب رفعها إلى مجلس إدارة الشركة للبدء فيها، وهناك قرارات مالية كبرى ترفع عند انتهاء هذه العمليات كلها، والخطوط وضعت القرارات الخاصة ضمن صلاحيتها، ومن ضمنها تحسين الخدمات وتقديم أسعار مرنة حتى تحافظ الخطوط السعودية على حصتها وتزيد من حصتها في الأسواق وفتح محطات جديدة وإغلاق المحطات ذات الربحية المتدنية وتحسين إنتاجية الموظفين وترشيد الانفاق والعمل الحثيث على زيادة الإيرادات ووضع الأسس لهذه البرامج، ايضا كانت هناك قرارات تخص مجلس إدارة الخطوط السعودية وتمت الموافقة عليها، ومنها أولا الموافقة على شراء 11 طائرة صغيرة لتساعد الخطوط السعودية في ربط المحطات في جنوب وشمال السعودية، والآن فان الخطوط السعودية بصدد التباحث مع الشركات المصنعة لهذا الطراز من الطائرات، وهي طائرات ذات 50 الى 70 مقعدا والعروض قدمت للخطوط السعودية، وهناك لجان فنية ومالية تدرس هذه العروض وسترفع لمجلس إدارة الخطوط في القريب العاجل لاتخاذ قرار عاجل إن شاء الله في الشراء أو الاستئجار المنتهي بالتمليك.

* فقط 11 طائرة؟

ـ نعم 11 طائرة كدفعة أولى ستساعد النقل الداخلي، خاصة أن الكثير من مدن السعودية في الشمال والجنوب لا ترتبط بالمحطات الرئيسية التي هي الرياض وجدة والدمام إلا برحلتين أو ثلاث رحلات أسبوعية فعندما تتوفر هذه الطائرات ستكون هنالك قدرة في ربط هذه المدن برحلات يومية، مع قلة التكلفة فهي ستساعد على ترشيد الإنفاق بإذن الله وتم اتخاذ القرار فيها.

* متى تتوقعون أن تضم هذه الطائرات الى أسطول «السعودية»؟

ـ خلال عام.

* أي قبل نهاية العام الجاري؟

ـ لا، في منتصف العام المقبل سيتم إحضار أول طائرة وتشغيلها.

* وما هي الشركات التي تمت مخاطبتها للتعاقد معها؟

ـ هي الشركات المصنعة لمثل هذه الطائرات وهي بوبان دير في كندا وإمبرايير في البرازيل وهي التي تصمم أحدث الطائرات لهذه الفئة وهي طائرات نفاثة، وكل الشركات الأميركية تشتري منها. وهذا هو القرار الاستراتيجي الأول وتم وضع الأساس له وسينفذ، أما القرار الاستراتيجي الثاني فهو تحويل العديد من الوحدات التابعة للخطوط السعودية إلى وحدات ذات ربحية، إذ بدأنا في وحدة التموين وهي وحدة مستقلة تماماً عن الخطوط السعودية وتم إنشاء مجلس إدارة للوحدة التي تسعى إلى زيادة إيراداتها والانفصال تدريجياً عن الشركة الأم حتى تكون ذات صبغة مالية وقانونية مستقلة عن الشركة، وتم هذا العمل الآن وتم تكوين مجلس إدارة جديد للتموين والشحن، اتخذ قرار لجعله وحدة مستقلة أيضاً ماليا وقانونيا عن الشركة الأم، وتم تكوين مجلس إدارة خاص له، وسنتجه بعدها إلى إدارة الشؤون الفنية وإدارة المواد، وفي ما يخص التدريب ستتكون وحدات استراتيجية منفصلة عن المؤسسة تدار من قبل مجالس إدارة لكل وحدة. والخطوط السعودية تركز على عملها الأساسي وهو الطيران وتشغيل الرحلات وكل هذه الخطوات اتخذت الآن وهي قيد التنفيذ وإن شاء الله سننتهي منها، وهي حجر الأساس لعملية الخصخصة.

* هناك مطالبات من قبل أعضاء منظمة التجارة العالمية أثناء مفاوضات انضمام السعودية بإيجاد جدول زمني لعملية تخصيص القطاعات الحكومية ومنها الخطوط السعودية، فهل يوجد لديكم جدول زمني لعملية خصخصة الخطوط وفترة الانتهاء منها وطرحها كشركة مساهمة في سوق الأسهم السعودية؟

ـ بالنسبة للفترة الزمنية تم وضع برنامج زمني وتقريباً انتهينا تماماً من عملية الخصخصة وتم رفعها.

* رفعت للمجلس الاقتصادي الأعلى أم ماذا؟

ـ سترفع للمجلس الاقتصادي الأعلى طبعاً وهو الجهة المختصة والمعنية بتخصيص جميع الأجهزة المعنية في البلاد ولكن قبل أن نرفعها نحن وجدنا أنه لا بد من ان ننجز الأمور التي هي من صلاحية الشركة وصلاحية مجلس الإدارة للخطوط السعودية بحيث يكون القرار أسرع بدل انتظار أمور أخرى وبقاء الوضع على حاله. وبالنسبة لنشر القوائم أعتقد أنه سيتم عندما تتم إعادة هيكلة الخطوط السعودية المالية وتسوية الأمور المالية.

* ولكن في نظام الشركات لا بد من نشر القوائم المالية للشركة قبل إدراجها في السوق بسنتين؟

ـ أنا أتوقع أن يتم طرحها للسوق ونشر القوائم المالية خلال 4 أو 5 سنوات، لأن الدراسة انتهت الآن، وتبقى مسألة التنفيذ.

* الخطوط السعودية تعاني دائما من خسائر كبيرة وخاصة بالنسبة للرحلات الداخلية، هل وجدتم آلية لخفض هذه الخسائر؟

ـ أولا، دعني أزف لك بشرى وهي أن الخطوط السعودية حققت أرباحا بلغت 150 مليون ريال (40 مليون دولار) في عام 2002، والعام الماضي ضاعفت الأرباح إلى حوالي 250 مليون ريال (66.6 مليون دولار)، مما يدل على أن الخطوط السعودية بدأت تدار بعقلية تجارية وبدأنا بالإعداد للخصخصة وبدأت عمليات الترشيد وزيادة الإيرادات وأتوقع حسب النتائج المالية التي لدينا الان ان تتم زيادة هذه الأرباح في النصف الأول من عام 2004 .

* كم تتوقع ان تكون نسبة الزيادة؟

ـ أتوقع بأن ترتفع 40 في المائة عن العام الماضي وأن تتجاوز 300 مليون ريال (80 مليون دولار). وإيرادات الشركة في النصف الأول من هذا العام زادت بنسبة 14 في المائة مقابل النصف الأول للعام الماضي ونتوقع زيادة في الأرباح.

* سرت أنباء عن وجود طائرات أدخلت للصيانة والبعض منها توقف عن العمل لفترة طويلة ما هي الحالات التي استدعت الصيانة؟ وكم عددها؟

ـ في أية شركة طيران هناك عدة برامج للصيانة وهناك صيانة تسمى (أيه تشك) و(بي تشك) و(سي تشك) و(دي تشك) حسب عدد ساعات الطيران لكل طائرة وكل طراز. فهي صيانة مجدولة تجدول طائرات معينة حسب ساعات طيرانها ولا بد أن تدخل الصيانة لأنه لا يسمح لها قانوناً ونظاماً بأن تطير، وحسب أوامر الشركات المصنعة للطائرات فانه يجب أن تدخل الصيانة حسب ساعات الطيران أو عدد مرات الإقلاع والهبوط، وهذه أمور يجب على كل شركة طيران تحترم نفسها وتحافظ على الأمن والسلامة فيها أن تلتزم بها التزاما صارما وتاما. وكثير من الطائرات التي تخرج من الخدمة هي طائرات خرجت لأجل الصيانة المجدولة ولا بد من عمل الصيانة حتى إن كانت هناك حاجة لها في مواسم الذروة. النوع الثاني من الأمور هو الخلل الفنى الطارئ ففي كل طائرة وفي أية ساعة أو في أية لحظة يمكن ان يحدث خلل فني، وعندما يكون هنالك خلل فني بالطائرة يجب إيقاف الطائرة وإدخالها الى مرافق الصيانة حتى يتم إصلاح هذا الخلل الفني واحيانا تكون قطع الغيار موجودة في المرافق ويتم إصلاحها، وإذا كان الخلل غير معروف يحتاج الاصلاح إلى وقت أطول ويختلف من خلل إلى خلل. اذن بعض الطائرات يكون فيها خلل فني ولا بد من إيقافها وإدخالها الصيانة حتى تعود للعمل مرة أخرى، ولا توجد لدينا طائرة واقفة تماماً ولا طائرة موقوفة عن الخدمة تماماً فطائراتنا تصان ثم تعاد للخدمة، وخير دليل على ذلك هو أنه في شهر يوليو (تموز) حققت الخطوط السعودية أعلى عدد للركاب في تاريخها وهو شيء عظيم، حوالي 1.7 مليون راكب منذ انشائها، وعدد الركاب لهذا العام من أول يناير (كانون الثاني) وحتى 20 أغسطس (اب) 10.1 مليون راكب مقارنة بـ9 ملايين راكب في نفس الفترة من العام الماضي، أي أن الخطوط هذه السنة زادت عدد ركابها بأكثر من مليون راكب عن العام الماضي، مما يمثل زيادة نسبتها 11.5 في المائة عن العام الماضي. ولا توجد طائرة واحدة مستأجرة لدى الخطوط السعودية، علما بأنها كانت في السنوات السابقة تستأجر في الصيف حوالي 10 طائرات، أما في موسم الصيف هذا العام فلا توجد طائرة واحدة مستأجرة.

* لكن في حال وجود طائرات للخطوط السعودية أدخلت للصيانة كيف يمكن أن تتغلب على هذه المعضلة بعدم استئجار طائرات؟

ـ نحن لا نستأجر ولو طائرة واحدة وأسطولنا قائم بالمهمة على أكمل وجه والأربعاء الماضي تمكنا من تسيير 348 رحلة وهذا يعتبر رقما قياسيا وذلك لعودة المدرسين وقرب انتهاء العطلة الصيفية والعمرة وعودة السياح.

* الاجتماع الذي عقد الأربعاء الماضي مع إدارة الصيانة والتشغيل بماذا خرج وما هي الأسباب التي دعت لعقد مثل هذه الاجتماع وماذا ناقشتم خلاله؟

ـ لكي تعرف أن هناك اجتماعا لا بد أن تعرف ما هو الاجتماع للخطوط السعودية والناس دائما يشتكون من أن الخطوط السعودية لديها اجتماعات كثيرة، ويومياً لدي اجتماعات سواء مع المحطات عبر الهاتف أو اجتماعات في المكتب وهي اجتماعات دورية ونحن في موسم ذروة وموسم استعداد وانتهاء الصيف. اجتمعت معهم في بداية الصيف واجتمعت معهم في منتصف الصيف ونجتمع كل يوم اثنين وهو اجتماع دوري وهناك اجتماعات غير مجدولة مع المالية والادارة.

* هل ناقشتم مع مسؤولي الصيانة موضوع الطائرات التي أدخلت للصيانة والمتعطلة؟

ـ ناقشنا الوضع التشغيلي للشركة ككل. الوضع التشغيلي يعتمد على كافة الأمور التشغيلية وجاهزية الطائرات والموظفين والمحطات وكل هذه الأمور تناقش دائما ويهمنا الاستعداد التشغيلي للمؤسسة.

* ماذا عن طلب مساعد المدير العام للصيانة والتشغيل أحمد جزار التقاعد وهل لطلبه علاقة بمشاكل حول صيانة الطائرات؟

ـ أنا لا أتحدث عن موظفين أو أسماء أو أشخاص.

* غالبا ما تكون هناك خلافات بين كبار المسؤولين في الشركات الكبرى كيف تعالجون هذه الإشكالية، خاصة أنه تسربت أنباء تؤكد وجود تجاوزات مالية في شركة الخطوط السعودية وأنكم فتحتم تحقيقا بذلك؟

ـ لا توجد لدي أية معلومة حول هذا الموضوع ولكن لدينا إدارات مراقبة داخلية في الشركة مثل أية إدارة أخرى. لدينا إدارة المراجعة الداخلية والإدارة القانونية والإدارة المالية وهذه الإدارة شغلها الشاغل وعملها الدؤوب مراجعة جميع التقارير الموجودة في الشركة وإذا كان هناك أي اختلاف فتتم دراسته والتحقيق فيه وهو أمر دوري ولا يوجد أمامي موضوع معين أنا طلبت التحقيق فيه، أما إذا كنت تعتقد ان لدي موضوعا كهذا فأخبرني!!

* أنا اسألك يا دكتور؟

ـ لا أنا لا يوجد لدي شيء والموجود لدينا إدارة مراجعة داخلية في المؤسسة تراجعني دائما في كل الأمور المالية والقوائم والتقارير، وبالتالي تتخذ الإجراءات اللازمة أحياناً، فإما ان تكون هناك أخطاء أو تصحيح أو تحقيق فهذا عمل دوري وهو عملها وهدفها وأنا أشجعها دائماً، ونحن لدينا هذا التوجه مهم.

* هل لدى الخطوط توجه لزيادة عدد المحطات في ظل سعى السعودية لزيادة صادراتها الى بعض الأسواق العالمية؟

ـ فتح أية محطة يعتمد على دراسة جدوى اقتصادية وطبعاً فتح محطات شحن يختلف عن فتح محطات الركاب. نحن فتحنا الآن محطات شحن في هونغ كونغ، وإن شاء الله في شنغهاي في الصين، إضافة إلى هيوستن التي تخدم شركة أرامكو. أما فتح محطات للركاب فيكون حسب الجدوى الاقتصادية ففي هذا الصيف فتحنا محطات في براغ في جمهورية التشيك وفي شرم الشيخ وإيران ومن الدمام إلى طهران ودائما هناك تقييم مستمر للمحطات ووجودها.