قصر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق يعاني من الإهمال والتخريب.. والهجران

TT

في ضاحية دمر «غرب دمشق» يقع قصر الأمير المجاهد «عبد القادر الجزائري»، الذي عاش فيه، ودفن في دمشق في جامع الشيخ محيي الدين، قبل أن تنقل رفاته إلى الجزائر. وما زال قصره قائماً في واحة من أشجار الصنوبر والسرو، لكنه يعاني من الإهمال والتخريب بسبب أنه مهجور منذ عشرات السنين.

وتسلمت أخيراً القصر محافظة دمشق، حيث من المقترح ان يرمم بتمويل من المفوضية الأوروبية في دمشق، وتحويله بعد الترميم إلى مركز التنمية المحلية المستدامة ضمن مشروع تحديث الإدارة البلدية في سورية، الذي تموله المفوضية والذي تبلغ كلفته المالية 18 مليون يورو. حيث تم تخصيص 500 ألف يورو منها لترميم هذا القصر. وكان فرانك هيسكه سفير المفوضية الأوروبية بدمشق، ووزير الإدارة المحلية والبيئة في سورية، ومحافظ دمشق قد تفقدوا القصر في شهر يونيو(حزيران) الماضي، لإطلاق مشروع الترميم فيه وتحويله للمركز المذكور الذي تحدث عنه المنسق الوطني لمشروع تحديث الإدارة البلدية في سورية، وأنه تم اختيار هذا الموقع نظراً لأهميته التاريخية والجمالية، وتقرر تخصيص قاعة منه إحياء لذكرى الأمير عبد القادر الجزائري، حيث أبدت السفارة الجزائرية بدمشق استعدادها لتزويد المركز والقاعة في القصر بكل ما يرتبط بهذه الذكرى وبنضال الأمير الجزائري الوطني والقومي. وحول أجزاء وأقسام القصر قال بسام جيرودية، مسؤول الثقافة والآثار في مجلس محافظة دمشق لـ«الشرق الأوسط»: يقع قصر المجاهد عبد القادر الجزائري «القصر القديم» على العقار 155 من دمر الشرقية ضمن منطقة (N) متنزهات وادي بردى، وهو مستملك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية، تبلغ مساحته نحو (1832) متراً مربعاً، وفق ما هو وارد بالقيود العقارية، وهو مؤلف من طابقين تعلوهما غرفة (طيارة) على السطح، مساحة الطابق الواحد نحو (325) متراً مربعاً وبارتفاع (5) أمتار تقريباً.

للقصر مدخلان: رئيسي من الجهة الغربية ومدخل آخر من الجهة الشرقية. ويتصل الطابق الارضي بالطابق الأول بدرج داخلي بشاحط واحد مكسي بالرخام في الأسفل، يتفرع منه شاحطان بالأعلى نحو اليمين واليسار مكسيان بالخشب. سقف الطابق الأرضي مؤلف من حواجز معدنية ذات مقطع (T) تربط بينهما أحجار من الفخار وهي مغطاة بالأعلى بالعوارض والألواح الخشبية التي تشكل أرضية الطابق الأول، وهي مقشرة بشكل كامل، مع وجود فتحة بمساحة (1.5X1.5) متر في سقف هذا الطابق. أما سقف الطابق الأول فهو مؤلف من عوارض وألواح خشبية في القسم الوسطي المستوى، وهذا الجزء الأفقي من السقف منهار في قسمه الأكبر بسبب عامل الزمن. أما القسمان المائلان، الشمالي والجنوبي، من سقف الطابق الأول فهما مؤلفان من العوارض والدعائم الخشبية المغطاة بالقرميد وهما منهاران بشكل كامل. على السطح توجد غرفة «طيارة» بجدران خشبية وسقف خشبي مغطى بالقرميد، وهي منهارة بشكل كامل. أما جدران القصر فهي مبنية من الآجر والحجر، كما أن جميع أبواب غرف القصر غير موجودة. والقصر ـ يتابع جيرودية ـ فخم وجميل معمارياً ويشكل وحدة مستقلة، وله إطلالة جميلة بالإضافة لإحاطته بحديقة واسعة من كافة جوانبه يتم الوصول إليها عن طريق رحب من الطريق العام دمشق ـ بيروت.