«بكاء الألوان» في «اللون والفراغ» للتشكيلي الحجيلان

TT

يمثل معرض الفنان التشكيلي فهد الحجيلان الذي انتهى أخيراً في الرياض وحمل عنوان «بكاء الألوان»، حلقة في سلسلة مشروعه التشكيلي في توظيف اللون والفراغ. ويبين الحجيلان أنه قدم تسع مجموعات من مشروعه التشكيلي الذي يتضمن رسائل فنية في الجمال والسلام والحب والخير للعالم، وهو الأمر الذي يسعى له من خلال مجموعات فنية كبيرة قدمها في معارض مختلفة.

يقول الحجيلان عن هذه المرحلة التي يعيشها في مشواره الفني «مازلت أرى نفسي أؤسس لتجربة جديدة معتمدا بشكل كبير على اللون الموحد الذي يسيطر على فراغ اللوحة ثم يوظف التكوينات اللونية الأخرى المحيطة بهذا الفراغ كي يظهر ككتلة تمكّ اللوحة فتتحول، فتتقد من الخلف ليأخذ اللون دور البطولة في العمل الفني».

إنه يحاول في هذا المعرض قراءة اللون والحوار معه قبل الشروع في معالجته لخلق جو من التناغم بين ألوان أعماله، وكأنه يريد خلق «عرس زواج» بين اللون والآخر، فلونا الأزرق الداكن والأحمر الفائق في لوحته «الحصان الأزرق» كشفت مدى الرقي والحاسة الإضافية في تركيب الألوان ورصها مع بعضها في شكل جمالي مميز.

ومن أبرز ما يميّز أعمال الحجيلان البساطة والسهولة في التكوين الأساسي للوحة، ويقول الحجيلان عن هذه البساطة، إن العامل الرئيسي في عمله الفني هو الشفافية في «اختيار رسائله» والوعي بالمسافة اللازمة بين المبدع والعمل الفني، موضحا أن المتلقي لا بد أن يدرك أن المفردات والإيحاءات اللونية حرة وفاعلة تجاه المعنى برغم سيطرة الفراغ اللوني من بعض النقوش والمفردات الشعبية المحلية، التي يراها انعكاسا صادقا لهوية الفنان.

ونلاحظ في أعماله أيضاً فضاءات جديدة يعتمد عليها في توظيف الفراغ في اللوحة، مختزلا كل الإشارات والدلالات اللونية الأخرى، فجاءت مساحات الفراغ مدروسة وناضجة برغم التلقائية والعفوية والبساطة.

إنه يبحث عن زوايا غائبة عن الفنانين في تشكيل أصباغه وتحويل تلك الألوان إلى جماليات يمكن أن يستكشفها المشاهد العادي للوهلة الأولى في لوحاته المعروضة.