طالبات أول دفعة لدراسة الدكتوراه في الرسم والتصوير يقمن معرضا للفن التشكيلي

لوحات تراثية بلغة تصويرية بديعة

TT

اقيم أول من امس معرض الفن التشكيلي لطالبات دراسات عليا، نظمته كلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية في الرياض، بمشاركة 4 فنانات هن، حنان الاحمد، هدى الرويس، نورة النهاري، نداء الجلال، وجميعهن متخصصات في الرسم والتصوير. أما الأعمال المعروضة فهي إنتاجهن خلال سنوات الدراسة. وهؤلاء الطالبات هن أول دفعة تدرس الدكتوراه في الفن التشكيلي. ولكل فنانة اسلوبها وتقنيتها الخاصة التي تعد طابعا لها، وقد تميزت رسوماتهن بالإبداع الفني المصقول بالدراسة المتعمقة، مما زاد الرسومات جمالا، وتميز المعرض بالأسلوب الفني الرفيع، سواء كان في الألوان أو التكوينات أو الرسومات، وكانت جميع اللوحات منتمية للبيئة ومعبرة عنها، فهي تجسيد للبيئة المحلية بطبيعتها الصحراوية الجبلية، وتضمنت كذلك روح التراث القديم. علما بان المعرض يعد الاول الذي يضم أعمالا فنية لطالبات تمهيدي دكتوراه.

ومثل المعرض العديد من المدارس الفنية، الا ان المدرسة التجريدية كانت هي السائدة، كما شمل بعض لوحات تعبر عن بعض القضايا المعاصرة، مثل موت الشيخ احمد ياسين وقضايا الجوع والفقر.

ولم يكن المعرض بعيداً عن التقنية، حيث شمل عدداً من اللوحات التي تم تنفيذها بالكومبيوتر باستخدام برامج (الفوتوشوب) و(الكورال درو). وعن تجربة المعرض تحدثت جميع الفنانات الموجودات لـ«الشرق الأوسط»، تقول حنان الاحمد، حاصلة على درجة الماجستير في الرسم والتصوير، وهي الآن تعد الدكتوراه في نفس التخصص «ان اسلوبها هو دراسة للمنطقة أو البيئة في السعودية بجميع تفاصيلها»، مثلا قامت بدراسة عن سعف النخيل وكيف يتغير اللون تبعا للإضاءة، كما شمل المعرض دراسات لأشياء من البيئة المحلية مثل الحلي الشعبية والتجريد للمباني الشعبية. وكانت اللوحات اما عبارة عن دراسة واقعية او تكوينات كما يوجد العديد من (الكولاج) (قصاصات الورق التي يجعلها الفنان في رسمته كجزء من التكوين نفسه ومتعايشة معه). وعن خطوطها قالت، انها تتميز الآن بطغيان اللون البنفسجي والأزرق.

وعن رأيها في المعرض أجابت الاحمد: بأنه يرقى للمستوى الفني الذي تطمح له، وهو يعد بمستوى جميع المعارض المحلية الموجودة في المملكة. وهي متأثرة بأسلوب المدرسة التأثيرية وقد كانت رسالتها للماجستير عن مفهوم الضوء لدى المدرسة التأثيرية، وأنها تستخدم الألوان المائية والأحبار.

عن المعرض تحدثت الدكتورة حصة المالك عميدة الكلية: الاعمال متميزة من فنانات متميزات ومدرسات متميزات، وانه شرف كبير لنا ان يقام مثل هذا المعرض في اروقة الكلية، ورغم ان كل لوحة مختلفة عن الأخرى إلا أن الجامع بينها قوة اللوحات فنيا. واضافت المالك ان ما تتمناه وما ستقوم به هو نقل هذه الأعمال الرائعة الى معرض آخر خارج الكلية، وذلك لتتيح لأكبر قدر من متذوقي الفن مشاهدة هذه اللوحات.

وعن الرأي الأكاديمي في المعرض، قالت المشرفة على الفنانات الأربع: ان مستواهن ينافس مستوى الفنانين العالميين، وما يشاهد في المعرض هو نتاج جهد وتعب الطالبات خلال فترة دراستهن، وان المعرض يعد تدرجا لمهاراتهن خلال مراحلهن الدراسية. واللوحات المعروضة تبين مدى تدرج التطور في مهارة الفنانات. والمعرض هو نتاج لأعمال الفنانات خلال فترة الدراسة. وأضافت قائلة: إن المواضيع عبارة عن مقررات أكاديمية للدراسات العليا، ولكن التعبير عنها يكون تبعا لأسلوب كل فنانة، فمثلا حنان تميل لتكون أكاديمية أكثر، ولكن بطريقة حديثة، أما نورة فهي تميل للتجريدي وكذلك هدى، ولكنها أضافت رمز رأس الحصان. بينما نداء استخدمت (الكولاج) في كثير من أعمالها. وتحدثت الفنانة نورة النهاري بان اتجاهها المفضل هو التجريدي، ولكن ذلك لا يعني اقتصار اعمالها عليه، وأفضل شيء لديها هو لوحاتها التي تجعل المتلقي يفكر في المعنى. وبينت انها أحيانا تهتم بالقضايا المأساوية التي تحدث للعالم مثل الفقر. وهي كذلك تميل الى التكوينات وإضافة عناصر خارجية إلى لوحاتها. وقالت الفنانة هدى الرويس، انها متأثرة ببيئتها المحلية التي جاءت في جميع لوحاتها، فقد اختارت حياة البداوة في رسومها. واضافت: انها تنتمي للوحاتها قبل ان تعمل عليها، حيث انها تقوم ببحث موسع عن الأشياء التراثية لتقوم برسمها في لوحاتها. وبينت انها تشتغل باحساسها ولا تنتمي لمدرسة معينة، واضافت ان كل رسوماتها هي مما حولها. ووضحت انها تتأثر كثيرا بالقضايا العالمية التي حولها، خاصة الفقر والبؤس الذي يخيم على بعض البلدان، لذلك تتضمن بعض لوحاتها مضامين فكرية.

وعن اختيار اللوحات في المعرض تحدثت الرويس: بان جميع اللوحات المعروضة هي نتاج اعمالهن هي وزميلاتها اثناء دراستهن للماجستير داخل الكلية، وقد تم اختيار اللوحات بالاشتراك مع الدكتورة المشرفة عليهن. والجدير بالذكر أن الفنانة نداء الجلال لم تتمكن من حضور الافتتاح بسبب مرض ألم بها. وقد كان جميع الحضور من الاكاديميات في الكلية وبعض الكليات الاخرى وكذلك بعض المهتمات بهذا المجال.