لقاء الحوار الوطني في الجوف يوصي بتأسيس مدارس استثنائية شبه عسكرية للشباب العاطل

TT

أوصى نحو 50 مشاركا من الرجال والنساء في أعمال اللقاء الثاني للحوار الوطني أول من أمس في منطقة الجوف بضرورة تأسيس مدارس استثنائية شبه عسكرية لكل أفراد الشباب الذين لا يعملون ولا يدرسون من أجل توجيههم لخدمة الوطن. وراعت توصيات واقتراحات المشاركين في لقاء الجوف الذي ضم شخصيات من أطياف وفئات متنوعة المحاور الثلاثة التي تضمنها اللقاء. كما اتسمت مشاركاتهم بالشفافية والوضوح في طرح الأفكار والرؤى حول المحور الشرعي الذي يعنى بتوضيح الأسس الشرعية لفهم الآخر والتعامل معه، والمحور الحضاري والثقافي الذي يبين اثر الحوار الحضاري والثقافي في تشييد الثقافات المتنوعة، والمحور السياسي والمصالح المشتركة والتعاون على الخير في علاقتنا بالثقافات الأخرى. واهتمت التوصيات بضرورة السعي لإيجاد قنوات فضائية ومواقع على الإنترنت لشرح مواقف المملكة من الآخر، والتركيز على الأسس الحضارية للحوار بين النخب المثقفة من الجانبين، وعلاج ظاهرة العنف في التعامل مع الآخر المخالف في الدين، والانفتاح الذي تفرضه ضرورات العصرنة والتطور على ثقافات الغير والقبول بهم كشركاء ومحاورين والتركيز على التنمية العلمية في المناهج التعليمية ليتلقنها الطلاب في مراحلهم الدراسية. ولم يغفل اللقاء الإشارة إلى تعزيز الانتماء الديني بين أوساط الشباب لمحاربة الفكر المنحرف والمتطرف. وفي المجال الاقتصادي، ركزت التوصيات على ضرورة تطوير الأنظمة الاقتصادية والقوانين التجارية وتحديثها، إضافة إلى تنويع التعاون الاقتصادي مع الشعوب الإسلامية اقتصاديا عن طريق شراكات، وتنشئة الجانب الإبداعي لدى الطلاب ودعمهم والتركيز في مناهج التعليم على الجانب التقني والفني وتوضيح المصطلحات الاقتصادية المعقدة وغير المفهومة من خلال إدراجها في المنهج الدراسي. إضافة إلى الحرص على إيجاد فرص عمل للشباب والحد من البطالة التي أدت إلى ظهور فراغ روحي وثقافي. وذكر فيصل المعمر، أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن اللقاء يسعى إلى تدعيم نهج الحوار بالمجتمع، موضحا أن الهدف هو توضيح الأسس والقواسم المشتركة التي تقوم عليها العلاقات بين الثقافات المتنوعة والوصول إلى رؤية وطنية مشتركة تحقق الفهم الرشيد للحضارات والثقافات العالمية. يذكر أن لقاء الجوف يأتي ضمن سلسلة اللقاءات الحوارية بالمناطق التي يقوم بها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، استعدادا للقاء الوطني الخامس للحوار الفكري والذي يقام في مدينة أبها في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل.