«المتنبي» اضخم مسلسل تنتجه إذاعة بغداد

مقداد عبد الرضا يعود مخرجا للعمل بعد ابتعاده عقدا عن الإذاعة

TT

منذ ابتعاده عن الإذاعة قبل اكثر من عقد من الزمان، والفنان مقداد عبد الرضا لم يتذكر الإذاعة أو تتذكره الأبنية لماما، ربما بسبب كثرة المشاغل، أو عدم وجود «العمل المغري» للعودة. لكن المتنبي بشعره وسيرته جعل مقداد عبد الرضا يعود مخرجا في الإذاعة، بطلب من المنتج الفنان مهدي محمد رضا، الذي اختار مقداد عبد الرضا كمخرج لمسلسل المتنبي الذي كتبه عادل كاظم.

«الشرق الأوسط» اجرت مع المخرج مقداد عبد الرضا هذا الحوار عن الإذاعة، وسبب العودة اليها، وعن سيرة المتنبي.

* العودة إلى الإذاعة لماذا؟

ـ انها المكان الوحيد الذي لم يدنسه باعة بدلات الرقص و(الجمبارات). والمكان الوحيد الذي يبعدني عن الخجل ومنافسات المقاهي النهارية. والطوابق الرطبة والغرف المغلقة في العلن.. وانا بالتالي ابن الإذاعة.. فقد ساهمت بتأسيس إذاعة صوت الجماهير في 1970. وأسست إذاعة الإذاعة ـ FM في عام 1980.. ثم انا احب أن أرى بأذني ( يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ).. اغلق عيني عند السماع.. افتحهما للصمت فقط.. في المتنبي حاولت أن العب لعبة المشاهدة بالاذن.

* هذه العودة إلى الإخراج الإذاعي.. الأبنية تكون حافز إلى الإخراج التلفزيوني...

ـ بل السينمائي أيضاً.. فأنا اضحك بملء فمي وقلبي من الإنتاج الاستهلاكي الذي تقدمه المحطات العربية انه عبارة عن دخان كثيف وبطولات ورقية كاذبة، في محاولة لتقليد القراصنة والفايكنغ، وتشويه البصر.. إنتاج فاخر.. وترهل فاخر، ادعوا لي بمنتج يجلس بالمقلوب ويتحدث بالاتجاه الصحيح.. سنصل انا وهو إلى بر الامان ولن يخسر إطلاقاً..

* العمل هل يتناول كسيرة ذاتيةً ام ماذا ؟

ـ انها سيرة ذاتية فيها بعض المغالاة وبعض الكذب.

المتنبي لم يكن شجاعاً إلى هذا الحد، لكنه كان شجاعاً في شعره.. كان يمتدح ويطلب ويتنازل ويبحث عن سلطة.. وقول الشعر ليس كل الحقيقة.. كتبه عادل كاظم برؤية عصرية رائعة، وان كان قد اغفل شيئاً مهماً، هو علاقة المتنبي بأخت سيف الدولة الحمداني (حتى وان كان فيها شك).. انها مادة درامية جميلة، وقد حاولت أن أبرزها لحظة قتل المتنبي.

* والممثلون؟

ـ يقوم الفنان سامي عبد الحميد بدور المتنبي..لقد كان لادائه سحر جميل.. أن اهم ما يميزه استماعه للملاحظة بايقاع صداقة.. انه يعطي الملاحظات.. اشكره من قلبي لموافقته على العمل معي. وكذا سامي قفطان الممثل، وعبد الستار البصري بدور المعري، وهما نغمان مختلفان يشكلان نغماً.. ثالثاً متناسقاً.. كان سامي ثملا بارعا، والبصري أعمى بصر وليس بصيرة، تماما كالمعري.. وشذى سالم (الجدة ).. كان على المتنبي أن يكون حاضراً كي يضيف بعض الابيات يرثي فيها جدته بعد سماع شذى.. ورائد محسن كان يخوض حرباً ضروساً وسط الموج العارم وقد خرج منتصراً.. أعده بالكثير ويعدني بالكثير.

اما محسن العزاوي، فان أداءه المتميز يجعلني ارفع يدي تحية له.. البقية الرائعة الذين كان لي شرف التعامل معهم كان لهم شرف دخول ساحة المتنبي.

يعتقد بعض فنانينا الكبار أن الإذاعة عمل سهل، لذلك يترفعون عنه.. الإذاعة عمل صعب جداً.. وانا اشكر اولئك الذين تهربوا في منتصف العمل، واشكر أيضاً اولئك الذين تهربوا مني في البداية بحجج واهية كنت يوماً ما انا امارسها مع الاخرين.

* اية إضافة اخرى؟

ـ أتمنى أن يسترخي البعض، فلقد اشتعلت الرؤوس شيبا.