ستالين الديكتاتور الذي أحبه شعبه والعالم

TT

كتب سمير عطا الله، بتاريخ 5/3/2001 مقالا بعنوان «سبعون غورباتشوف» يذكرنا فيه بأن ميخائيل غورباتشوف احتفل وحيدا ببلوغه السبعين. وقد استغربت المصادفة الغريبة في توقيت نشر هذه المقالة، وفي هذا اليوم بالذات، اذ جاء متزامنا مع ذكرى وفاة جوزيف ستالين الذي توفي في اليوم الخامس من شهر مارس (آذار) من عام 1953. وبما ان سمير عطا الله وفي مقالته هذه لم يعط ستالين حقه الكامل من الاحترام والتبجيل، وكتب عنه فقط بضعة اسطر من نفس مقالة عيد ميلاد غورباتشوف، وتناوله حياته بصورة سلبية وذكر مساوئه متعمدا، تجاهل ما قدمه هذا الرجل من تضحيات. ولهذا رأيت ان اقول انه وفي نفس الوقت الذي احتفل فيه غورباتشوف بعيد ميلاده كاليتيم، فان الاخبار الاخيرة جاءت بان جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، وعلى الاخص منطقة جورجيا حيث ولد ستالين قد احتفلت هذا الشهر بمرور 48 عاما على وفاته بصورة كبيرة تماما كما في الاعوام الماضية وكيف لا يقدرونه ولولاه لما كان هذا التحول الكبير في تاريخ العالم ولما تخلصت شعوب العالم من شبح النازية، وايضا لولاه ـ وبعد ان قاد جيوش بلاده وادار دفة المعارك العسكرية وحقق الانتصارات بدءا من موسكو انتهاء ببرلين ـ لما عرفت اوروبا الآن معنى الامن والسلام والرفاهية والتي هي اشياء جاءت على حساب 20 مليون قتيل. وتقول احدى الروايات الروسية المشهورة عنه ان ابنه الذي كان يعمل جنديا ابان فترة الحرب العالمية الثانية كان قد وقع في اسر القوات الالمانية فسارع هتلر على الفور باجراء اتصال هاتفي معه في الكرملين، عارضا عليه اقتراحا بمقايضة ابنه بجنرال الماني كان قد وقع في اسر القوات الروسية في منطقة ستالين غراد، فضحك ستالين طويلا على هذا الاقتراح وسأل هتلر مستهزئا به قائلا: ومنذ متى في تاريخ العسكرية يُستبدل الجنرال بجندي؟ واغلق السماعة في وجهه، آمرا قادته بعدم فتح هذا الموضوع الذي يعتبر بالنسبة له منتهيا تماما ولا جدال فيه. لقد ظل الالمان يقومون بتعذيب ابنه بصورة مبالغ فيها، آملين ان يلين قلب أبيه (ستالين) لكنه ظل صامتا حتى جاءه خبر انتحاره بمعسكره لعدم قدرته على تحمل ما لا طاقة له به من آلام التعذيب.