رضا العبد الله: لكل عصر فرسانه.. وكاظم الساهر فنان جيد

لم يزر عائلته في العراق منذ أكثر من 13 عاما

TT

نشأ وسط عائلة فنية، وقرر السير في طريق الفن بتشجيع من شقيقه الأكبر الفنان إبراهيم العبد الله، دخل معهد الدراسات الموسيقية ببغداد وتخرج من العشرة الأوائل في العزف على العود، تم قبوله على إثر ذلك في أكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح والموسيقى.. وكانت بدايته الحقيقية في دبي مع «الملح والزاد» عام 1997، تلتها أغنية «يا ظلام يا هلي»، ووقع منذ خمس سنوات عقدا مع شركة روتانا وأصدر أول ألبوم بعنوان «ظالم»، تلاه ألبوم «بعدك حبيبي».

«الشرق الأوسط» حاورت الفنان العراقي رضا العبد الله بصراحة، وكان اللقاء التالي:

* حدثنا عن عائلتك الفنية وكيف تأثرت بالفنان إبراهيم العبد الله؟

ـ الفن بالنسبة لي لم يكن يوما ما وليد اللحظة، لأنه لو كان كذلك فسيغدو حاله حال أي نزوة عابرة في حياة الإنسان، وأحمد الله أنني نشأت وسط عائلة تقدر الفن وبشكل خاص في كنف أخي الحبيب إبراهيم، وهو فنان كبير له وزنه على الساحة العراقية، وهو أحد الذين دفعوني إلى دخول معهد الدراسات الموسيقية، فالفن موهبة ربانية، لكن صقله بالدراسة شيء لا بد منه للحصول على مقومات الفنان الناجح الملم بماهية الآلات والأنغام الموسيقية.

* دراستك للمسرح ألم تغرك بخوض تلك التجربة إلى جانب الغناء؟

ـ عرض عليّ الكثير من النصوص، لكني لم أقابل ما يناسبني إلى الآن.

* خلال رحلتك الدراسية تتلمذت على يد أساتذة كحسين العظمي، وتعلمت العزف على العود على يد منير بشير وسالم عبد الكريم، إضافة إلى دراستك أصول اللغة العربية على يد الشيخ جلال الحنفي خطيب الجامع الأعظم، هؤلاء الكبار ماذا أضافوا لك كفنان أولا وكإنسان ثانيا؟

ـ «بنبرة يملؤها الحنين»: يكفي أنك ذكرت آباء لي وأساتذة فضلاء فنيا وأدبيا قاموا برعايتي أفضل رعاية، الأستاذ حسين الأعظمي أب كبير وصوت له وقعه في المقام العراقي الذي تعلمناه من صدى صوته العذب، والأستاذ سالم عبد الكريم هو والدي الروحي، أما الأستاذ منير البشير فأعتبره عميد الموسيقى العراقية، وهؤلاء كونوا شخصيتي الفنية التي أعتبرها مقتبسة من أرواح كل هؤلاء الأساتذة، إضافة إلى حبي لشخصية الفنان الراحل ناظم الغزالي، حيث احاول بشكل مستمر الارتقاء إلى مستوى صوته الرائع، هؤلاء علموني كيف يختلف الفنان الحقيقي عن الإنسان العادي البسيط.. تلك مرحلة من حياتي كلما تذكرتها أستمتع بذكرياتها غاية الاستمتاع.

* هذا يقودنا إلى سؤال: أنت كفنان عراقي من الجيل الجديد تعتبر الفنانين الكبار الأوائل كناظم الغزالي ومحمد القبنجي أساتذة كبارا لك، لكن ألا تعتقد أن التلميذ قد يتفوق على أستاذه؟! ـ لكل عصر فرسانه.. لكن هناك أناسا يعدون عباقرة استطاعوا تخليد أنفسهم على مدى عشرات السنين، من دون أن تطويهم صفحات النسيان من عقول الناس لحظة واحدة، الغزالي والقبنجي غادرا الحياة، لكن ما قدماه على الساحة الفنية العراقية لا يزال حتى لحظة جلوسي معك ينبض بالعطاء بكل ما هو راق، وحاشا أن نتفوق على أساتذتنا، لكننا مكملون لمسيرتهم، ولا أنسى في هذا المقام أستاذي الكبير روحي الخماش الذي أفخر بأنني كنت أحد تلامذته، إضافة إلى العازف الرائع الأستاذ علي الإمام الذي تتلمذت على يده.. ما أريد قوله ان هؤلاء النجوم هم المرجع الحقيقي، لكننا (الجيل الجديد) نسعى إلى تقديم ما غرسوه فينا من قيم فنية أصيلة، بروح عصرية متناغمة مع الوقت الراهن.

العراق في القلب

* خبرنا عن نشاطك كعضو في جميعة المغتربين العراقيين؟

ـ لجمعية المغتربين العراقيين فروع في كل أنحاء العالم، لكن مقراتها الرئيسية في السويد والولايات المتحدة الأمريكية، وقد عدت منذ أيام قليلة من أمريكا، حيث أقمت حفلا خيريا لصالح الجمعية يعود ريعها إلى أطفال العراق، وقبل ذلك قمت بإنجاز عمل فني على نفقتي الخاصة للعراق، قدمته لبلدي وهو عمل فني يبث بشكل مستمر على قناة العراقية الفضائية، وكانت تكلفة العمل قرابة الـ 14 ألف دولار، وهذه معلومة جديدة ادلي بها لأول مرة.

* ما رأيك في الفنان كاظم الساهر؟

ـ كاظم الساهر فنان جيد وراق وابن بلدي وأخوي وصاحبي.

* ما هو انطباعك كفنان عن الأغنية العراقية في الوقت الحاضر إضافة إلى رأيك في اغنيات كالبرتقالة واليوستفندي والباذنجانة؟

ـ بداية أنا غير مؤهل لتقييم الموسيقى العراقية التي تبلغ من العمر 7500 سنة، والأغنية العراقية في المحصلة لا يمكن قياسها بهذه الأعمال، لكن البرتقالة مثلا أغنية فلكلورية جميلة جدا، إلا أن طريقة طرحها كانت سيئة للغاية، ويبقى أن الفنان علاء سعد «صاحب أغنية البرتقالة»، فنان معروف على صعيد الأغنية الشعبية العراقية.

* من هو أكثر ملحن ومؤلف للكلمات شعرت بالراحة في العمل معه، ونجح في إخراج ما لديك من موهبة فنية على الشكل الأمثل؟

ـ أنا أقوم بتلحين كافة أعمالي التي أقدمها، «وبلهجة ضاحكة يردف» ولدي فائض من الألحان حتى عشر سنوات إلى الأمام، ودراستي للموسيقى ولله الحمد ساعدتني كثيرا في ذلك، وعلى هذا الأساس أنا الأدرى بإمكانيات صوتي، بالنسبة لكتاب الكلمات فإن الأقرب إلى روحي صديقي وأخي العزيز الأستاذ كريم العراقي، إنسان رائع جدا قالبا وقلبا، وهناك شعراء آخرون منهم كاظم السعدي، وفراس الحبيب، فائق حسن، والشيخ عواد الطوالة، وهناك ولله الحمد ألفة شديدة تجمعني بمن أتعامل معهم من شعراء.

* هل تفكر في العودة إلى العراق لو تحسنت الأوضاع على كافة الصعد؟

ـ في القريب ستكون لي زيارة إلى وطني الحبيب كي أرى عائلتي التي طالت غيبتي عنها قرابة 13 عاما.

فشلت أول مرة

* كيف كانت مشاركتك الأخيرة في مهرجان قرطاج في تونس ورحلتك إلى الولايات المتحدة؟

ـ هذه كانت مشاركتي الثانية في مهرجان قرطاج، ويمكن وصفها بالخطيرة، لكنها كانت موفقه ولله الحمد، كون مشاركتي الأولى لم تكن ناجحة! وجدت نجاحي في الجمهور الذي كان حاضرا وكان يغني معي لحظة بلحظة، فأحسست بأن تعب السنين لم يضع هباء وهو ما يشعرني بفرح كبير، ويحملني مسؤولية الاستمرار في المحافظة على هذا النجاح، رحلتي إلى أمريكا كانت جزءا من برنامجي للصيف وتضمنت سلسلة حفلات فنية هناك، كان من ضمنها الحفلة التي وكما اسلفت كانت لصالح أطفال العراق، وفي الثاني عشر من الشهر الجاري هناك حفلة في القاهرة، لصالح اطفال العراق، وسيشاركني في هذا الحفل الفنانة أصالة نصري والفنانة أنغام ومن المحتمل أن يشارك الفنان هاني شاكر.

* ما جديد رضا العبد الله؟

ـ سأطرح قريبا ألبوما مكونا من 13 عملا فنيا جميعها من ألحاني، وقد تعاونت فيه مع الشاعر كريم العراقي والشاعر كاظم السعدي، اضافة إلى الشيخ عواد الطوالة، وهناك كلمات أغنية قمت بتأليفها، وسيتم تصوير أغنية «حبيبي سامع» ككليب، وهو عمل ضمن الألبوم الذي يحمل نفس الاسم.

وسأشارك في حفل في الـ 22 من الشهر الجاري بالعاصمة الأردنية عمان مع الفنان العراقي الكبير نابليون ذيال، برعاية الأستاذ نظمي أوجي وهو من رجال الأعمال العراقيين المعروفين، إضافة إلى لقاء مع التلفزة الليبية في السادس والعشرين من الشهر الجاري.