الإنجاب من الزوج المتوفى يفجر جدلا فقهياً وطبياً

TT

فجرت فتوى أصدرها الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر جدلا فقهيا وطبيا بين العلماء في مصر حيث أجازت الفتوى انجاب الزوجة من زوجها بعد وفاته عن طريق الاحتفاظ بحيوناته المنوية واخصابها ببويضة الزوجة ثم وضعا في رحم الزوجة بعد وفاة الزوج بشرط ان يكون ذلك في زمن العدة وبموافقة الورثة الشرعيين.

وقد اثارت الفتوى اعتراض وتحفظات بعض علماء الأزهر واساتذة الطب في مصر.

وأكد العلماء أن هذا الأمر لا يجوز شرعا لعدة اعتبارات ان عملية الاخصاب بين مني الزوج وبويضة الزوجة عن طريق الانابيب ووضعه في رحم الزوجة لا يجب ان يتم الا في حياة الزوجين لأنه بوفاة الزوج تكون الحياة الزوجية قد انتهت، وبالتالي لا يجوز الحاق النسب بعد الوفاة الا اذا كانت الرحم مشغولة بماء الزوج قبل وفاته.

يقول الدكتور محمد المسير استاذ العقيدة في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر أولا ان البويضة المخصبة خارج الرحم لا قيمة لها شرعا ولا يترتب عليها في حد ذاتها حكم شرعي يتعلق بالنسب فهي تعد مرحلة «من ماء مهين» بل واذا تم وتكون الجنين بهذه الصورة خارج الرحم وخرج طفلا فلا يجوز شرعا نسبه الى صاحب الحيوان المنوي لأن الأصل في النسب هو الموجود في رحم امرأة لها حق الزوجية لقوله تعالى: «ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا» فلا نسب قبل الاقرار في الرحم ولا نسب بدون الخروج من الرحم، ثانيا أن الموت يقطع العلاقة الزوجية ولا يجوز الحاق النسب بعد الوفاة الا اذا كانت الرحم مشغولة بماء الزوج قبل وفاته فتكون المسألة استمرارا لحياة الجنين مستقر في الرحم وليس انشاء لجنين في الرحم ولهذا كانت عدة الحامل المتوفى عنها زوجها بوضع الحمل، ثالثا اذا ربطنا صحة النسب برغبة الزوجة التي أصبحت أرملة وبرغبة الورثة وباستصحاب رضا الزوج قبل وفاته فهذا يفتح بابا من الشر يؤدي الى مفاسد عريضة تجرنا الى بنوك الأجنة والارحام المؤجرة.

وأضاف الدكتور أحمد طه ريان استاذ الفقه في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر الولد ينسب الى أبيه دائما بعد وصول الحيوان المنوي الى رحم أمه ووقت الوفاة ان لم يكن هذا الحيوان المخصب ببويضة الزوجة موجودا في رحمها فإنه لا يصح شرعا هذا الأمر لأنه يجوز الاحتفاظ بالحيوانات المنوية بعد وفاة الزوج بل ان تشريع هذا الأمر قد يؤدي الى اختلاط الانساب. وفي حالة وفاة الزوج يجب اتلاف كل الحيوانات المنوية التي أخذت منه قبل وفاته بغرض اخصابها بالبويضة ثم وضعها في رحم الزوجة لأن الصفة الزوجية تكون قد انتفت بعد وفاة الزوج وتصبح الزوجة أرملة فممن تنجب.

وعن امكانية حدوث ذلك علميا بعد وفاة الزوج يؤكد الدكتور أحمد التاجي استاذ النساء والتوليد بكلية الطب في حامعة الأزهر ان هذه العمليات تتم بالفعل في الغرب وقد نجحت علميا في بعض الدول الأوروبية عن طريق حفظ الحيوانات المنوية للزوج ـ لفترات تجاوزت عدة شهور ـ في بنوك السوائل المنوية في درجة 60 أو 100تحت الصفر ولكن هذا الأمر ممنوع تماما في المستشفيات المصرية لأنه محرم قانونا ولابد لكي يتم اخصاب مني الزوج من بويضة الزوجة في انبوب ان يكون الزوجان على قيد الحياة وان يتم التأكيد من أن المني والبويضة هما ملك للزوجين.