الهجوم على بقيق: الإرهابيون استخدموا عربات مموهة وثياب العاملين في أرامكو لدخول المبنى
اللواء التركي لـ"الشرق الأوسط": لا يوجد رابط بين الحادث والتمشيط الأمني لمحافظة الدرعية
الدمام: عبيد السهيمي وحسين الفالح وعبد الله الحسني
أحبطت قوات الأمن في السعودية هجوماً إرهابياً في الساعة الثالثة وعشر دقائق بالتوقيت المحلي، على معامل معالجة البترول في مدينة بقيق شرق السعودية، بسيارتين مفخختين، نجم عنه حريق بسيط تمت السيطرة عليه.
وحسب بيان رسمي لمسؤول في وزارة الداخلية السعودية أمس، فإن سيارتين حاولتا الدخول إلى معامل بقيق الصناعية عبر إحدى البوابات الجانبية، مشيرا إلى أنه عند اشتباه رجال الأمن بالسيارتين تم تبادل إطلاق النار مع هاتين السيارتين، حيث انفجرتا بالقرب من المدخل. وأوضح البيان أن الأضرار اقتصرت على حريق محدود تمت السيطرة عليه في حينه ولم يكن هناك أي تأثير على عمليات الإنتاج، مفيدا أن اثنين من رجال الأمن تعرضا لإصابات بليغة جراء الحادث، كما قتل جميع الانتحاريين. ومعامل بقيق استراتيجية في صناعة النفط السعودية، اذ يجري تصدير معظم النفط السعودي من الخليج عبرها، وهي ايضا تعد اكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط وتتعامل مع حوالي ثلثي انتاج المملكة.
وأوضحت معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من الموقع أن السيارتين المستخدمتين في الهجوم تم تمويههما حتى تأخذا شكل سيارات أرامكو ليتمكن الإرهابيون من الدخول إلى داخل مجمع المعامل النفطية لكن يقظة أمن المنشآت في أرامكو والحراسات الشديدة على المواقع النفطية كشفت التمويه ومنعت السيارتين من الدخول إلى الموقع، ثم باشر الانتحاريون فى إطلاق النار بعد فشل خطة الدخول، كما أفادت المعلومات عن وقوع 13 مصاباً من أفراد أمن المنشآت تم نقلهم إلى مستشفى أرامكو بالظهران، وأن عدد المهاجمين كان ثمانية قضوا في انفجار السيارتين مباشرة.
وسمع دوي انفجار في حدود الساعة الثالثة بالقرب من المجمع البترولي الضخم الذي يقع على مقربة من المدينة، وشوهدت ثلاث طائرات عمودية تمشط المنطقة للكشف عن مطلوبين أمنيين لم يشاركوا في الحادث وربما يعدون لهجوم آخر، فيما شهد طريق بقيق ـ الدمام زحاماً شديداً بسبب الإجراءات الأمنية التي تشهدها مخارج مدينة بقيق للكشف عن خيوط مهمة في قضية الهجوم. وقال شهود عيان ان العديد من دوريات الدفاع المدني وقوات طوارئ الامن شوهدت في المنطقة. وتحاط المنشآت النفطية في السعودية بتدابير امنية مشددة جدا حيث يتولى الحرس الوطني السعودي مهمة حمايتها من الخارج. اما من الداخل، فتناط هذه المسؤولية بعناصر امن المنشآت التابعة لشركة «ارامكو». وتقع بقيق على بعد 35 كلم الى الجنوب من مدينة الدمام.
وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» ذكر اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، أنه من الصعب الان معرفة عدد الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم، حيث تحولوا إلى قطع صغيرة ـ بحسب تعبيره ـ جراء انفجار السيارتين اللتين كانوا يستقلونهماً في الهجوم.
وأضاف التركي أن منفذي الهجوم الانتحاري قضوا جميعا فيه، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه ايضا تحديد هوياتهم قبل إجراء التحليلات الطبية واجراء تحقيق شامل.
ونفى اللواء التركي اعتبار العملية الانتحارية الفاشلة التي نفذها الانتحاريون رداً على ما قامت به قوات الطوارئ الخاصة من تمشيط أمني لمناطق العيينة والجبيلة والعمارية بمحافظة الدرعية بالقرب من العاصمة الرياض، موضحا ان عمليات البحث الأمني في محافظة الدرعية كانت مبرمجة سلفا ونفذت في وقتها المحدد للبحث عن مطلوبين أمنيين، وليس هناك ربط بين الحادثين قبل أن تكشف التحقيقات الأمنية ذلك. كما اًكد أن هذا العمل الإجرامي عمل جبان فشل تنفيذه بسبب يقظة رجال الأمن. وكانت تعزيزات أمنية من قوات الطوارئ والأجهزة الأمنية المختلفة وصلت يوم الخميس الفائت إلى مدن العيينة والجبيلة والعمارية في محافظة الدرعية الواقعة على بعد 40 كم شمال الرياض وجرت عمليات بحث أمني شامل في المنطقة بحثا عن مطلوبين في قضايا أمنية. من جانبه، اوضح وزير البترول السعودي علي النعمي، أن منسوبي شركة أرامكو السعودية تمكنوا من صد الهجوم الانتحاري، مشيراً إلى أن الحادث نجم عنه حريق بسيط لن يؤثر على معدلات إنتاج السعودية من الزيت والغاز.
ومن ناحيتها، قالت مصادر نفطية سعودية لوكالة الصحافة الفرنسية ان اثنين على الاقل من المشاركين في الهجوم الفاشل على بقيق، قتلا وكانا يلبسان ثياب شركة «ارامكو» النفطية السعودية التي تشغل المنشآت والسيارتان كانتا تحملان الوان الشركة الحكومية. وقالت المصادر، ان شخصين على الاقل من المشاركين في الهجوم الذين لم يعرف عددهم، قتلا وكانا يلبسان ثياب شركة «ارامكو» النفطية السعودية. كما اشارت المصادر الى ان السيارتين اللتين انفجرتا بعد تبادل لاطلاق النار مع قوى الامن، كانتا تحملان ايضا الوان الشركة. وكانت اسواق النفط في نيويورك افتتحت مع ارتفاع ملحوظ في اعقاب ورود انباء عن محاولة الاستهداف، وارتفع سعر برميل الخام الخفيف تسليم ابريل (نيسان) بقيمة 46.1 دولار ليصل الى 62 دولارا. والهجوم الذي احبط يمكن ان يكون انتحاريا، ولم يعرف بعد عدد الذين كانوا في السيارتين المفخختين على الارجح، والذين من المفترض ان يكونوا قد قتلوا. من جهة أخرى، تحدثت أنباء في المركز الصحافي لشركة «أرامكو» في منطقة بقيق، عن استقبال 6 حالات مصابة، بينهم 4 من العمال البنغاليين كانوا يعملون قرب الموقع، ووصفت اصاباتهم بانها طفيفة، كذلك تم نقل أحد العسكريين للمستشفى العسكري في الظهران إضافة لأحد موظفي «أرامكو» الذي اصيب نتيجة استنشاق الغاز، ووصفت حالة الموظف بأنها طفيفة.