دفاع موساوي «يعتصر» ضابطاً من جهاز المباحث الأميركية

دافع عن نفسه بقوله: إن أحداً لم يهتم بتقريره الذي توقع فيه هجمات سبتمبر

TT

تعرض ضابط في جهاز المباحث الاميركية (إف. بي. آي) الى استجواب عسير بواسطة هيئة الدفاع، عن زكريا موساوي المتهم الوحيد في قضية تفجيرات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، وذلك لتوضيح موقفه بعد ان اتهمه دفاع موساوي باستغلال معلومات قيمة حول المتهم قبل اعتقاله في أغسطس (آب) 2001. وقال الضابط إن جميع المسؤولين الاعلى منه لم يحفلوا بتقرير اشار فيه الى ان موساوي ربما يكون ارهابياً يخطط لخطف طائرات وتنفيذ هجمات انتحارية بواسطة هذه الطائرات.

وكان موساوي الذي مثل امس (الاثنين) امام المحكمة الفيدرالية في الكسندريا بفرجينيا اعتقل من طرف المباحث الاميركية قبل اسابيع قليلة من التفجيرات واعترف بأنه كان يعتزم المشاركة في تلك العمليات.

واستجوب محامي موساوي ادوارد ماكموهين الضابط هاري سامت حول ما إذا كان يجوز قانونياً تفتيش غرفة موساوي قبل اعتقاله بدون إذن قضائي. ودافع سامت بقوله إن جهاز «إف. بي. آي» يمكنه تفتيش اي اجنبي في الحال دون حاجة للحصول الفوري على إذن قضائي يمكن ان يحصل عليه في وقت لاحق. وقال إنه ورؤساءه في الجهاز كانوا يرون ضرورة اعتقال موساوي قبل كل شيء، مؤكداً أن موساوي كذب عليهم. ويرى الدفاع ان جهاز «إف. بي. آي» كان بإمكانه تفتيش موساوي دون اعتقاله لكن سامت الضابط في الجهاز قال إن هذا ليس صحيحاً على الإطلاق.

يشار الى ان سامت ابلغ المحكمة في وقت سابق أن موساوي أفاد في اقواله بأنه كان يعتزم زيارة نيويورك كسائح، وهو ما اعتبر بمثابة «كذبة كبرى» بعد أن اعترف موساوي بعد ذلك بأنه كان يتدرب على الطيران لمهاجمة البيت الابيض. ويواجه موساوي حكماً بالاعدام او السجن المؤبد إذا ما تبين انه بالفعل مهتز نفسياً، وكان محاميه راندي حمود قال إن الموساوي عاش سنوات طويلة يعاني اضطرابا نفسيا، ويعيش معتقدا في افكار وهمية. يذكر ان خالد شيخ محمد الذي يعتبر العقل المدبر لهجمات سبتمبر قد صرح بأن تنظيم «القاعدة» استبعد موساوي من المجموعة التي نفذت الهجمات لانه «يعاني اضطراباً». وكان موساوي ادلى باعترافات متناقضة حيث قال إنه مذنب ولكنه ليس مشاركاً في الاعداد للهجوم.

من جهة اخرى لم يتضح امس ما إذا كانت المحكمة ستستجوب المحامية كارل مارتن بشأن تورطها في تلقين شهود أقوالهم التي سيدلون بها امام المحكمة، الامر الذي أدى بالقاضية ليوني برنيكيما لاستبعاد اولئك الشهود. وقال مصدر في المحكمة لـ«الشرق الاوسط» إجابة على سؤال حول ما إذا كانت مارتن ستستجوب امام المحكمة «هذا أمر تقرره رئيسة المحكمة وليس أي شخص آخر». وكان بعض الشهود نفوا ان تكون مارتن قد أثرت عليهم، على الرغم من ذلك استبعدت القاضية سبعة من هؤلاء.

وكانت القاضية برينكيما، قد علقت محاكمة موساوي في وقت سابق، بعد الكشف عن قيام أحد المحامين التابعين للحكومة بتلقين أربعة من الشهود الذين كان من المقرر مثولهم أمام المحكمة، وأكدت أن الادعاء العام أخبرها بأن محاميا من إدارة أمن الطيران الفيدرالية، تباحث حول القضية مع عدد من الشهود المحتملين.

وقالت القاضية الفيدرالية أمام المحكمة التي ترأسها «خلال كل السنوات التي مارست فيها هذه المهنة، لم أر انتهاكا بهذه البشاعة لقوانين المحكمة حول الشهود»، وأضافت «الشهود الذين التقت بهم كارلا مارتن، المحامية بإدارة أمن الطيران الفيدرالية، لن يسمح لهم بالشهادة، وستشطب الأدلة التي وردت في أقوالهم». وكان قد تم القبض على موساوي، الفرنسي المغربي الأصل والبالغ من العمر 37 عاما، في صيف 2001، قبيل وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، بعد أن أثار سلوكه شكوكا في إحدى مدارس الطيران بولاية مينسوتا، وقال في البداية أمام المحكمة إنه كان يتعلم الطيران لأغراض شخصية. وفيما بعد أقر موساوي بالاتهامات الستة الموجهة إليه، من بينها أربع تهم يعاقب عليها القانون بالإعدام، كما كشف المتهم الذي اعترف أيضا بانتمائه لتنظيم القاعدة، أنه لم يكن يعتزم المشاركة في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وإنما كان طرفا في مؤامرة أكبر لاستخدام الطائرات لشن هجوم على البيت الأبيض. ويطالب ممثلو الادعاء العام بإعدام موساوي، بينما يسعى ممثلو الدفاع لتخفيف الحكم عليه إلى السجن المؤبد.