البير ابيلا لبناني الجنسية فلسطيني الأصل

TT

قرأت كعادتي منذ سنوات في صحيفة «الشرق الأوسط» عدد الاربعاء 11 ابريل 2001، المتضمن مقال «سمير عطا الله» وكان بعنوان «من دكان صغير» سارداً بشكل سريع حياة السيد «البير ابيلا» ـ ذاكرا انه واحد من اولئك اللبنانيين...! وارجو ان يأذن لي باضافة او استدراك ما فات «سمير» ولعله يأذن لي بصفتي واحداً من قرائه.. فحاله كالنجوم لا تعرف احدا من سكان الأرض بينما سكان الأرض يعرفون هذه النجوم بأسمائها ومساراتها ويتمتعون ويهتدون بضيائها ونورها خلال مسيرهم عبر الدروب الى الهدف المنشود!.

اعرف مقدما ان المقالات اليومية سريعة بأسلوبها، سريعة باقتحامها للمواضيع، شريطة ان يكون الذكاء باديا، والحيوية يقظة، والقلم مطيعا، واظن ان الاستاذ «سمير» كذلك...! المهم.. لكي لا تشرد منا المواضيع، فالسيد «البير ابيلا» لبناني الجنسية فلسطيني الأصل ـ وهو أول من اسس محل «سوبر ماركت» في بيروت وصاحب المطاعم الشهيرة في مطار بيروت الدولي وكازينو لبنان وغيرها! شأنه في ذلك شأن فلسطينيين ظهروا في لبنان مثل فرج الله مؤسس أول شركة لتوزيع الصحف والمطبوعات في لبنان، و «جورج دوماني» أول من وصل الى القطب الجنوبي في بعثة علمية ورفع العلم اللبناني، وفؤاد سابا وشريكه كريم خوري الفلسطينيين اللذين اسسا اول شركة لتدقيق الحسابات في لبنان... وغيرهم كثر! وكان الكاتب، كريم بقرادوني، يقول: «انهم فلسطينيون.. ولكنهم مسيحيون!» متناسيا ان الدين لله.. والوطن للجميع! بقي شيء واحد هو انهم ابدعوا في مناخ الوطن «الحلو» لبنان، وظهروا هناك.. لأن لبنان «مشروع» كما يردد ادونيس دائماً.

فلبنان ضحى مع الفلسطينيين واعطاهم ما لم يعطه بلد عربي آخر.. في سهوله برزت المقاومة الفلسطينية وفي صالوناته الادبية ازدهرت كتابات غسان كنفاني ونبيل خوري وفي وهاده الجميلة لحن حليم الرومي وسلفادور عرنيطة.. ومن جامعاته تألق نقولا زيادة وريتا عوض.. وتحت الارزة الشامخة كانت رسوم كميل حوا وناجي العلي.. وهكذا! واعرف مقدما ان «سمير عطا الله» انصف الفلسطينيين كشعب، ربما اكثر من بعض الاقلام الفلسطينية، مثل مقالته، المنشورة يوم 29 يوليو (تموز) 2000 ومقالته «1948» المنشورة يوم 2 اكتوبر (تشرين الأول) 2000 في «الشرق الأوسط»!