بين الخطا والصواب

TT

* قلل البروتينات قبيل النوم > من الأخطاء الشائعة عند كثير من المجتمعات العربية جعل وجبة العشاءِ الرئيسيةَ من بين الوجبات الأخرى، وجعل اللحوم طبقاً رئيسياً فيها. وهذا يعني تناول كميات كبيرة من اللحوم ليلاً.

إن زيادة تناول اللحوم بأنواعها المختلفة سواءً اللحم الأحمر أو الأسماك أو الطيور، تؤدي إلى زيادة تكوين حمض البول ونقص الـ PH (درجة الحموضة والقلوية في البول)، مما يترتب عليه نقص إخراج السيترات عن طريق الكلية (وهي واقٍ عام من تكون جميع أنواع الحصيات البولية)، ونقص فعالية البيروفوسفات (وهي من المواد المثبطة للتبلور). إن البروتينات، وخاصة الحيوانية منها، تؤدى إلى ارتفاع حموضة البول نتيجة تحرير الأحماض عند استقلابها، وهذا يزيد من تأكسد السيترات واستهلاكها، ويعمل على تكوين الحصيات البولية بنوعيها أوكزالات الكالسيوم وحمض البول. وكذلك فإن النشويات والسكريات التي تعج بها المائدة، هي أيضاً، تعمل على زيادة حموضة البول فينقص بنفس الآلية إخراج السيترات كما يترافق ذلك بزيادة إخراج الكالسيوم في البول.

وهكذا فإن زيادة درجة حموضة البول التي تترافق مع زيادة إخراج الكالسيوم فيه وزيادة طرح حمض البول تعمل كلها، على تكوين حصيات حمض البول. إننا لا نمنع تناول اللحوم وإنما ننصح بعدم تناولها كل يوم وخاصة قبيل النوم. وعند تناولها يجب الإكثار من تناول الخضار المطبوخة والنيئة معها لأنها تعاكس عمل اللحوم على درجة حموضة وقلوية البول فتقلل من خطر الترسب وتكوين الحصيات البولية.

ويفضل عدم تناول أكثر من 150غراماً من اللحوم يوميا. وفي حالة الإصرار على تناولها يوميا فينصح بالامتناع عن تناول اللحوم ليلا قبيل النوم حيث تزداد بشكل خاص خطورة تكوين الحصيات للأسباب التي ذكرت سابقا.

* الكشف المبكر عن سرطان الرئةِ > من الأخطاء الشائعة أن ينتظر المريض عادة، ظهور الأعراض المرضية الواضحة حتى يهتم بحالته ويسعى جاداً للعلاج، ومن ذلك ظهور الدم في البصاق مع ألم وصعوبة بالغة عند التنفس. وكأن هذه الأعراض تنطق بالتشخيص على أنه «سرطان رئة». ولا شك أن العلاج، في هذه المرحلة، مستعص وفرص الحياة ضئيلة. لقد حان الوقت أن نهتم بالوقاية من الأمراض والكشف المبكر عنها، لا أن ننتظر ظهورها فنعالجها! لنأخذ على ذلك مثالاً وهو سرطان الرئة الذي يعتبر القاتل الأكبر عالمياً حيث يتم تشخيص 10 ملايين حالة سنوياً، طبقاً لتقرير تَحَالُفِ سرطانِ الرئةِ العالميِ the Global Lung Cancer Coalition، ونِصْف مجموع المرضى يَمُوتونَ خلال سَنَة من التشخيصِ. ويتم تشخيص هذه الأورام بواسطة نوع خاص من الأشعة السينية المقطعية، لَكنَّه يحمل نسبةً عالية مِنْ الحالات الإيجابيةِ الخاطئةِ التي تستدعي إجراء اختبار آخر مؤلم لأخذ عينة من الرئة، للتأكد من النتيجة، سرطان أم لا. وفي الوقت الذي تظهر فيه أعراضُ سرطانِ الرئةِ، تكون فرصة إنقاذ المريض متأخرة جدا، خاصة إذا كان من نوع سرطان الرئةِ ذي الخليةِ غير الصغيرة Non-small-cell lung cancer وهو النوع الأكثر شيوعاً مِنْ سرطانات الرئةِ، ونسبةُ الحياة لخمس سَنَواتِ بعده هي فقط 40 بالمائة.

الباحث لي زونج Li Zhong وزملاؤه في جامعةِ كنتاكي طوّروا اختباراً يَبْحثُ عن نوع معين من البروتينِ يُكوِّنُهُ الجسم كرد فعل مبكر جداً لأورامِ الرئةِ. وعندما أُختبر في المصابين الذين يعالجون من سرطانِ الرئةِ، استطاع أن يميّزَ 90% مِنْ الحالاتِ بشكل صحيح مَع عدد قليل جداً من العيناتِ الإيجابية الخاطئة. وعندما أُعيد فحص عينات الدمّ التي أُخذتْ مِنْ مرضى مصابين بسرطانِ الرئةَ قبل عدة سَنَواتِ من تشخيص الحالة، استطاع هذا الاختبار أن يتوقع السرطان في أربع من سبع عيناتِ أُخذَت قَبْلَ سنة منْ التشخيص. وإذا أمكن التأكد من عامل الثقةِ لهذا الاختبار، فإنه سيكون حتماً أول اختبار دمِّ للفحص الأولي لأيّ سرطان منذ اكتشاف اختبار مُسْتَضدِ البروستاتَا النوعي prostate specific antigen or PSA test. فهو اختبارُ استطاع، بشكل صحيح، توقع سرطانَ الرئةِ من النوع ذي الخليةِ غير الصغيرة في عيناتِ الدمّ التي أخذت قبل سَنَواتِ من تشخيص الإصابة بسرطانِ الرئةِ.

والمتوقع الآن الكشف عن سرطان الرئةِ قبل ثلاث إلى خمس سَنَواتِ من وُصُول حجمِه إلى الحد الذي يشخصه الكشفِ الإشعاعيِ، مما يمنح فرصاً أفضل للعلاج والحياة. تفاصيل هذا التقرير نشرت في مجلّةِ علمِ أورام الصدر Journal of Thoracic Oncology.

* لا تفرح لجلوس ابنك في الدار > من الخطأ أن يفرح الآباء والأمهات لجلوس أبنائهم داخل المنزل، يشاهدون التلفزيون أو يلعبون الألعاب الالكترونية أو يتصفحون الإنترنت.بدلاً من الخروج واللعب خارج المنزل. وقد يبرر الآباء ذلك بسبب قضيةِ الأمن والسلامة والخوف من حالات الاعتداء على الأطفالِ التي يشاهدونها كل يوم.

في حين أنهم يتناولون بشكل يومي تقريباً جرعة من الأغذية القليلة الفائدةِ من قائمة الوجبات السريعة، بينما هناك وصفات خاصة لسمنةِ الطفولةِ.

لقد وُجد في مسح أجراه مركز مكافحة الأمراضِ والوقاية منها الاميركي CDC عام 2003 ـ 2004 أن حوالي 17 بالمائة مِنْ الأطفالِ بين أعمارِ 2 ـ 19 سنة زائدو الوزن. بينما تشير بيانات الإتحاد الفيدرالي لأواخر السبعيناتِ (لجيل مضى) أن 7 بالمائة من الأطفال بعمر 6 ـ 11 سنةً وفقط 5 بالمائة من الأعمار 12 ـ 19 سنةً كَانوا زائدي الوزن.

الأطفال بطبيعتهم نشيطون جسدياً، لكن الأمر يعود لمعاملة البالغين لهم، سواء كانوا مقدمي الرعاية قبل دخول المدرسة أَو المعلمين أَو الآباء أَو الأجداد.

وهناك دراسةَ أخرى حديثة أجرتْها وزارة التربيةِ الأميركيةِ، وَجدتْ أن 99 بالمائة مِنْ المدارس الابتدائية العامّةِ كَانَ عِنْدَها نوع من بَرامج التربية البدنيةِ المحدّدةِ في عام 2005. وأن 17 ـ 22 بالمائة مِنْ الطلابِ كَانَ عِنْدَهُم برنامج تربية بدنيةِ يومياً؛ وحوالي النِصْفِ كَانَ عِنْدَهُم برنامج بمعدل يوم أو يومين كُلّ أسبوع. وكان متوسط الوقت الذي يصَرف في التربية البدنيةِ حوالي 221 دقيقةَ في الأسبوع للمستوى الأول و214 دقيقة للمستوى السادس. وأن الاشتراك في تمارين العاب الجمنازِ قد انخفض في المستويات العليا بشكل ثابت، طبقاً للمركز. في عام 2003، كان عند 38 بالمائة تقريباً مِنْ المبتدئين درس يومي للتربية البدنية، لكن هذا الرقم انخفض إلى حوالي 18 بالمائة لكبارِ السن.واستنتج من تلك الدراسات أن الأطفال بحاجة للمُسَاعَدَة على تطوير عاداتَ صحية دائمةَ، منها تَعَلّيم الأكل الصحّيِ والعاداتِ الصحّيةِ بالإضافة إلى اللياقة البدنية.