ندوة علمية لحماية غوطة دمشق ووقف تدهورها البيئي

15 مقترحا لإنقاذها من زحف العمران ومخلفات الصناعات الضارة والتلوث

TT

اقيمت اخيرا في دمشق ندوة علمية حول «المحافظة على بيئة وعمران مدينة دمشق من خلال المحافظة على التنوع الحيوي للغوطتين»، اي غوطة دمشق بقسميها الشرقي والغربي، والتي تعرضت للتدهور وانحسار مساحتها الخضراء بشكل كبير في السنوات الماضية بسبب الزحف العمراني عليها وبناء الكتل الاسمنتية محل اشجارها الشهيرة من المشمش واللوزيات والزيتون والتوت وغيرها، وكذلك انشاء مصانع كثيرة في الغوطة مما أثر في بيئتها ومياهها وهوائها. وجاءت هذه الندوة المهمة التي نظمها المجلس الاعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالتعاون مع مركز التعاون العربي الاوروبي، وبمشاركة العديد من الباحثين في مجال البيئة، لتوضيح واقع بيئة دمشق وضرورة حماية وصيانة التنوع الحيوي فيها وحماية المساحات الخضراء المتبقية من غوطتها، وقد أدى زوال قسم كبير من اشجارها الى التصحر وانتشار التلوث في هواء مدينة دمشق، بعد ان كانت اشجار الغوطة تحمي المدينة من التلوث.

توصيات ومقترحات وخرجت الندوة بجملة توصيات وضعتها امام المعنيين والمسؤولين عن البيئة والمحافظة على التنوع الحيوي لامكانية تنفيذها مستقبلا مما يحقق حماية بيئة دمشق من التلوث وحماية غوطتها الخضراء. وبلغت هذه التوصيات 15 مقترحا وتوصية وهي:

1 ـ نشر الوعي البيئي لدى قطاعات الشعب والتركيز على الدور الحيوي للمرأة في التربية والتوعية البيئية.

2 ـ معاملة الغوطتين كمحميتين للانسان والمحيط الحيوي للحفاظ على التقاليد الانسانية التراثية والموارد الحيوية واعادة تنظيم العلاقة بينهما والحفاظ على سلالات الغوطتين النباتية والحيوانية.

3 ـ الاسراع في اصدار القوانين البيئية الناظمة للعلاقات والمسؤوليات وتطوير انظمة الرصد والمراقبة البيئىة.

4 ـ تفعيل التعاون بين الجامعات ومراكز البحث العلمي ومؤسسة الاستشعار عن بعد او الوزارات والمؤسسات المعنية مباشرة بشؤون البيئة وحمايتها وتطويرها.

5 ـ التطبيق الصارم لمنع الصيد في الغوطتين ومنع الاتجار بأنواع الطيور البرية واغلاق ورش تحنيط الحيوانات.

6 ـ دراسة حركة حيوانات الغوطتين البرية ودراسة محاور هجرتها وتكاثرها واعداد الممرات اللازمة لها اثناء وضع المصورات التنظيمية والاقليمية وشبكات الجهد الكهربائي العالي.

7 ـ إحداث بنوك معطيات وبيانات حول التنوع الحيوي وبنوك للمورثات الجينية النباتية والحيوانية بهدف حفظ وتطوير الانواع والاصناف والسلالات المحلية.

8 ـ ايقاف اعطاء رخص بناء المنشآت الصناعية بأنواعها كافة في الغوطتين وقمع كل المخالفات، والحل الفوري لمشكلة المنشآت الحالية الملوثة، خاصة الدباغات.

9 ـ المباشرة الفورية بدراسة تخطيطية متكاملة لاقليمي دمشق والجولان.

10 ـ حل مشكلة النقل والسير في مدينة دمشق بالاعتماد على وسائط النقل العام النظيفة.

11 ـ الالغاء الفوري لكافة الحرف غير المرخصة والخطرة والضارة ببيئة دمشق القديمة.

12 ـ التخطيط الشامل والمتوازن في الجمهورية العربية السورية بهدف تحقيق التوزيع الافضل للانسان والاقتصاد والخدمات على المكان، امر لا بد منه لتخفيف الضغط عن مدينة دمشق ولتحقق التطور المستقبلي السليم.

13 ـ حماية نهر بردى ضمن حدود مدينة دمشق والاهتمام به وتطويره والحفاظ على المناطق الخضراء المتبقية على طرفيه. 14ـ دراسة محاور للمشاة ضمن مدينة دمشق معزولة عن حركة السيارات على غرار محور الصالحية. 15 ـ الحد ما أمكن من حركة وسائط النقل العامة والخاصة في مدينة دمشق القديمة ضمن السور والسماح بها ضمن اوقات محدودة فقط وتخصيص المناطق السياحية والاثرية الخاصة بحركة المشاة.

تلوث الغوطتين وكانت محاور الندوة المذكورة قد تضمنت مواضيع التخطيط البيئي الشامل لدمشق وغوطتيها ـ البيت الدمشقي حضارة وعمرانا ـ المحافظة على التنوع الحيوي للغوطتين. وفي مجال العوامل المؤثرة في التدهور البيئي في غوطتي دمشق ذكرت المحاضرة المختصة مها حسن من هيئة الاستشعار عن بعد، ان ابرز العوامل هنا هي مخلفات الصرف الصحي التي تلقى بشكل مباشر وعشوائي في مياه نهر بردى، ومخلفات الصرف الزراعي الناجم عن الاستخدام العشوائي للاسمدة الزراعية، والمناخ الجاف الذي يسيطر على منطقة حوضي بردى والاعوج، والتملح السطحي والعميق للتربة، اضافة الى الرعي الجائر في المراعي القليلة الانتاجية وكثرة عدد الآبار.

من جهته بين المهندس عاطف ديب مدير مكافحة التلوث في وزارة الري في محاضرته بالندوة المذكورة، بالارقام، حجم التلوث في الغوطتين، خاصة في حوض النهر الذي يمر بالغوطتين. وذكر ان حوض دمشق من الاحواض المغلقة هيدرولوجياً، حيث لا يوجد اتصال بينه وبين الاحواض الاخرى بسبب وجود سلاسل جبلية عالية تحيط بالمستوى المركزي لمنخفض دمشق الذي يجري فيه نهرا بردى والاعوج، وهذا الوضع يؤثر في وضع التلوث في هذا الحوض بشكل متميز لأن جميع الملوثات تدخل الى النهر وتتموضع في النهرين وعلى الاراضي الزراعية داخل الحوض. وذكر الماحضر ان اهم مصادر تلوث المياه في حوض دمشق، القاء النفايات الصلبة والقمامة في سرير نهر بردى وعلى طول مجراه الرئيسي وفروعه ابتداء من المقاهي والمطاعم المنتشرة على طول مجراه الاعلى وانتهاء بمعامل البلاط التي تلقي بمخلفات كبيرة في نهر بردى وفروعه، خاصة في منطقة الزيلطاني مما يؤدي الى تلوث مياهه، وكذلك رمي القمامة وتجميعها في مكبات في عدة مواقع في ريف دمشق من دون دراسة علمية مما يؤدي الى تلوث المياه الجوفية في الحوض. وتعد مياه الصرف الصحي من المصادر المؤثرة على الحوض، حيث ما زالت تصب على نهر بردى وفروعه رغم تشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي بدمشق في منطقة عدرا فإن ما يقارب 203 آلاف متر مكعب يوميا من المياه الملوثة تحمل معها كمية من الحمل العضوي الملوث تقدر بـ 91 طناً يومياً وكمية من المواد الصلبة العالقة مقدارها 122 طناً يومياً. اما التلوث الحاصل من مياه الصرف الصناعي فتقدر كمية المياه المصروفة يوميا الى نهر بردى وفروعه بـ 55 ألف متر مكعب يوميا محملة بكافة اشكال التلوث العضوي والكيميائي والسمي، وان التصريف الوسطي اليومي الناتج من صناعة الدباغات في دمشق الى نهري بردى والداعياني تقدر بحوالي 1100 متر مكعب يوميا. وذكر المحاضر ان نتائج الجولة المكثفة لمراقبة المياه في حوض دمشق خلال عام 1998 والتي تمت بالتعاون مع وكالة جايكا اليابانية بينت انه لا يوجد ارتفاع في شوارد الكالسيوم والصوديوم والكلوريد بينما يوجد ارتفاع ملحوظ في تعداد الجراثيم البرازية في مياه نبع بردى وارتفاع في تركيز المعادن الثقيلة وهناك تركيز لعنصري الكاديوم والكروم.

=