عشيرة بني أسد تهاجم مبنى محافظة البصرة احتجاجا على اغتيال رئيسها

السياسي منتصر الإمارة لـ«الشرق الأوسط»: استياء الناس من أداء الحكومة فجر الموقف

TT

تعرض مبنى محافظة البصرة جنوب العراق أمس الى هجوم مسلح نفذه أبناء عشيرة بني أسد التي تعد من العشائر الكبيرة في المنطقة الجنوبية على خلفية اغتيال رئيس عشيرتهم فيصل خريبط الخيون أول من أمس على أيدي مسلحين مجهولين، فيما برر احد مشايخ المحافظة هذا الهجوم بسبب كثرة الاغتيالات لوجهاء المحافظة وآخرهم شيخ عشيرة بني أسد وتسيب الاوضاع الامنية وانحسار الخدمات وشعور الاهالي بعدم قدرة الحكومة على حل مشاكلهم.

واضاف منتصر الامارة، عضو الجمعية الوطنية سابقا عن محافظة البصرة وأمين عام اتحاد البرلمانيين العراقيين ان «هذا الهجوم هو ردة فعل على المعاناة التي يعيشها السكان هناك ولشعورهم بان الحكومة لم تفعل أي شيء اتجاه معاناتهم اليومية». وقالت مصادر الشرطة لـ«الشرق الأوسط» ان ثلاثة من شرطة حماية مبنى المحافظة أصيبوا باطلاقات نارية اثر الهجوم الذي استخدمت فيه مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. من جهته، قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المدينة ان «مسلحين مجهولين يرتدون ملابس سوداء واسلحة ويحملون قذائف مضادة للدروع (ار بي جي) واسلحة متوسطة وخفيفة هاجموا مبنى محافظة البصرة». واوضح ان الاشتباكات بدأت بعد الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي واستمرت لمدة ساعة تقريبا. وأكد ان تبادل اطلاق النار بين حراس المحافظة استمر حتى وصول قوات تعزيزات من الجيش العراقي. وافاد مصدر في الشرطة العراقية ان «الوضع الان مستقر وتم السيطرة على الموقف»، مؤكدا انه تم «اعتقال خمسة من المسلحين».

ووصلت القوات البريطانية المسؤولة عن حفظ الامن في محافظة البصرة وبعض المحافظات الجنوبية ضمن قوات التحالف الى مبنى المحافظة بعد انتهاء الاشتباك وفرضت طوقا امنية مع قوات الامن العراقية. وذكر شهود عيان من منطقة الساعي التي يقع فيها مبنى المحافظة ان الاشتباكات بين المهاجمين من أفراد العشيرة والمدافعين عنها استمرت اكثر من ساعة ونصف الساعة. وقال ضابط في شرطة البصرة لـ«الشرق الاوسط» في موقع الحدث امس، رفض ذكر اسمه، ان «المهاجمين فتحوا نيران اسحلتهم على مبنى المحافظة من الشوارع الفرعية القريبة منها في محاولة لاحتلالها الا ان صمود أفراد الحماية وسرعة وصول التعزيزات حال دون تحقيق الهدف حيث اضطر بعدها المهاجمون إلى الانسحاب المدبر تحت ساتر نيران جماعتهم.

وقال الشيخ أسامة غازي الخيون شيخ عشيرة بني اسد للصحافيين «ان جماعة من أفراد عشيرته محاصرون الان» أي بعد انتهاء الاشتباك وانسحاب أفراد العشيرة «في مبنى خلف مبنى المحافظة من قبل الجيش العراقي وانه يجري مباحثات مع عدد من المسؤولين بالمحافظة لاطلاق سراحهم». ولم يذكر الخيون شيئا عن أعداد الإصابات بين أفراد العشيرة. وذكر شهود عيان آخرين ان الارتباك قد ساد المحافظة خلال التعرض لمبنى المحافظة اذ انتشرت أعداد من سيارات النجدة التي تدعوا المواطنين عبر مكبرات الصوت بالالتزام بحظر التجوال الذي لم يعلم أحد بفرضه في الوقت الذي نصبت فيه مفارز من الشرطة العوارض على الطرق لمنع مرور السيارات على مسافات بعيدة عن المحافظة مما خلق حالات من اختناق الشوارع وسير المركبات عكس الاتجاه.

وذكر أحد المشايخ ان عشيرة بني اسد تعرضت خلال العام الحالي إلى اغتيال اثنين من شيوخها من دون توصل الجهات الأمنية إلى الفاعلين مما آثار شكوكهم وبوقوف الأحزاب الدينية المتحكمة بالمناصب القيادية بالمحافظة من وراء عمليات الاغتيال السائدة هذه الأيام بالمحافظة.

واعربت عوائل منطقة الساعي السكنية عن تذمرها من وقوع مبنى المحافظة وأحد مقرات القوات البريطانية لكثرة وقوع زخات رصاص وقنابل هاونات الناقمين على السلطة والقوات البريطانية على دورهم وتعرض أطفالهم إلى حالة الخوف والرعب بشكل دائم».