مرشحة اليسار للرئاسة الفرنسية تريد جعل العلاقات مع الجزائر «مرجعاً»

وصفت الاستعمار بأنه «نظام نهب وإذلال»

TT

وصفت مرشحة اليسار لانتخابات الرئاسة الفرنسية، سيغولين رويال، احتلال فرنسا الجزائر (1830 ـ 1962)، بأنه «نظام هيمنة ونهب وإذلال»، وفي ذلك رسالة وجهتها الى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل ايام من زيارة مفترضة لها الى الجزائر.

والتقى جاك لانغ، مستشار رويال الخاص وأحد الأوزان الثقيلة في الحزب الاشتراكي الفرنسي، بالرئيس بوتفليقة أمس في الجزائر، حاملا رسالة من مرشحة الحزب للانتخابات، جاءت فيها دعوة فرنسا والجزائر إلى جعل علاقاتهما «مرجعا في العلاقات بين الشمال والجنوب».

وتعهدت رويال في الرسالة التي نشرت وكالة الصحافة الفرنسية مقاطع منها، بأن «أرسي معكم (بوتفليقة) أسس علاقة متينة بين بلدينا لأنني أشعر حقا أنه بإمكاننا التحول بحزم إلى مستوى أعلى في علاقات التعاون التي تربطنا»، مشيرة إلى أن العلاقات الثنائية التي وصفتها بالودية «يجب أن تتطور في الثقة وأن تمتنها الصداقة».

ووصفت مرشحة اليسار لانتخابات الرئاسة المرتقبة في مايو (أيار) المقبل، الاستعمار بأنه «نظام هيمنة ونهب وإذلال». واعتبرت أنه من «الضروري» أن يتوصل البلدان إلى صياغة مشتركة للبعد التاريخي في علاقاتهما.

وقرأ متتبعون لحالة التوتر التي تمر بها العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية، حديث رويال عن الاستعمار، على أنه شهادة إضافية من فاعلين في الدولة الفرنسية، بأن الاستعمار شيء بغيض ولا يوجد فيها ما هو إيجابي، كما سوقه قانون اقترحه اليمين الفرنسي وصادق عليه البرلمان في فبراير (شباط) 2005، والذي يتحدث عن «جوانب إيجابية للوجود الفرنسي ما وراء البحار خاصة في شمال أفريقيا». وتسبب القانون في إجهاض مساعي البلدين لتوقيع معاهدة صداقة، وأيقظ هواجس تاريخية تجاه بعضهما بعضا. ورغم تدخل الرئيس جاك شيراك شخصيا لإلغاء البند الذي يمجد الاستعمار في القانون، فإن علاقات البلدين كانت قد دخلت نفقا مظلما بدا أنه من الصعب الخروج منه قريبا.

وقالت رويال إنها «تعترف برغبة الجزائريين المشروعة في الاستفادة من شروط التنقل والإقامة بفرنسا، وأن تكون تلك الشروط ملائمة مع كثافة العلاقات العائلية التي تربط البلدين». وأعربت عن «أملها في أن تلعب الجزائر في نفس الوقت دورا كبيرا في ضبط تدفق المهاجرين». وعن تمسكها بأن «يلعب المجتمعان المدنيان دورهما في الشراكة الاستثنائية التي نبنيها»، والتي يعد مشروع معاهدة الصداقة المتعثر، ركيزتها الرئيسية.