هاشم عبده هاشم يفلت من تبرير استقالته والحضور يغادرون حاملين معهم «من صفى حساباته؟»

في ليلة تكريمه باثنينية خوجة بجدة

TT

على مدى 3 ساعات مسائية متواصلة لم يكن متوقعا خلالها أن يفلت الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير جريدة عكاظ السابق، من الإجابة عن السؤال المقلق للوسط الإعلامي السعودي الذي خلفه وراء استقالته من منصبه في رئاسة التحرير خلال أمسية تكريمه في اثنينية عبد المقصود خوجة بجدة مساء الاثنين الماضي. وتملص هاشم من الإجابة على السؤال في الأمسية التي حضرها جموع كبيرة من الوسط الإعلامي والثقافي امتلأت بهم المقاعد، خاصة وأنه قد حاول بعضهم استغلال الأمسية لمعرفة سبب الاستقالة خلال مواجهة حميمة بينه وبين أصدقائه وزملائه والمهتمين، بعد رفضه التصريح بذلك للصحافة السعودية.

الأمسية التي رحب فيها خوجة ترحيبا حارا بعريسها الدكتور هاشم كما جاء ذلك على لسان صديقه عبد الله الجفري حينما تحدث عنه، كانت قد أثارت فضول الحاضرين كثيرا بمعرفة أسباب استقالته في ظل نجاح الصحيفة وما تحققه من أرباح في الإعلام المحلي. لكن ذلك كان مصدر فرح وتهنئة من قبل وزير الإعلام السابق الدكتور محمد عبده يماني الذي كان قد اختاره منذ 27 سنة رئيسا لتحرير جريدة عكاظ في محرم عام 1401هـ واستمر إلى حين قدم استقالته في ذات الشهر عام 1428هـ. وعلق يماني في كلمته قائلا «كان من المفروض أن أتألم عندما ترجل عن منصبه لكنه ترجل في رجولة دون انحناء».

وبعد كلمات طويلة قالها عدد ممن ارتبط الضيف بهم في علاقات حميمة خلال سنواته في بلاط صاحبة الجلالة كان منهم الدكتور رضا عبيد وحمد القاضي وليلى عوض من الصالة النسائية وعبد العزيز النجيمي بالاثنينية وعبد الله عمر خياط وغيرهم، وصلت أخيرا أنفاس الحضور إلى اللحظة المنتظرة حينما بدأ هاشم في التقاط الحديث والتعليق على المداخلات التي ركز فيها باسترجاعه الذاكرة وسرد حكاياته مع أساتذته وتقديم شكره وامتنانه لما قدموه له من فرص النجاح جعلته يستمتع بحفاوة الاثنينية، بجانب الإجابة عن تساؤلات الحاضرين التي تنوعت فيما كان أبرزها ما جاء على لسان الجفري «هل التعب أم اليأس أم الإحباط أم القلق الذي دفعك إلى الاستقالة؟».

وقد أجاب رئيس التحرير المستقيل بالإيجاب عن سؤال «الشرق الأوسط» حول ما إذا كان ترجله عن منصبه يمكن اعتباره خطوة في تفعيل إيمانه بضرورة تجديد الدماء في القيادات الصحافية السعودية، مشيرا إلى أن ذلك ما اعتمده خلال مسيرته في بلاط صاحبة الجلالة وخلال ترؤسه عكاظ. لكن هل من الممكن أن تكون استقالته بهذا السبب محرضة ومحرجة لاتخاذ نفس القرار لدى زملاء المنصب في بعض الصحف المحلية الأخرى بعد مضي سنوات طويلة عليهم، يجيب عن ذلك بأنه لن يقدم النصيحة لهم في اتخاذ مثل هذا القرار.

ويقول «لديهم القدرة والخبرة الطويلة في اتخاذ القرار الملائم كما لديهم الاستعداد الكامل من العطاء في مجال الإعلام وغيره مما يناسبهم من ميادين». فيما علق على تساؤل «الشرق الأوسط» حول إمكانية اعتلاء المرأة السعودية منصب قيادي واعتلائها منصب رئاسة تحرير إحدى الصحف المحلية، بإجابة باسمة «لم لا، اعتقد أنه لدينا كفاءات مدربة وقادرة على ذلك، وأتوقع حصول ذلك قريبا» تاركا للدكتور يماني إكمال ذلك بدبلوماسية، ليوجزها يماني في مزحة «لم لا، فنحن في عصر الحريم».

هاشم عبد هاشم بعد 3 ساعات متواصلة لم يجفف حلوق الذين بللهم السؤال، خاصة وأن أحد الأسئلة الأخيرة قد أثار صاحب الاثنينية حينما أشار السائل إلى أن استقالة هاشم كانت بسبب تصفية حسابات يعرفها الإعلاميون فيما تقوم الاثنينية على تكريمه والاحتفاء به كاسرة أهم مبادئها في ذلك، ليجيب خوجة عليه في عصبية هادئة «حتى وإن كانت هناك تصفية حسابات، فأعمال الدكتور هاشم هي التي أقعدته على هذا المجلس، ولم أقعده أنا بل أنتم من فعلتم ذلك، لأنه يستحق هذه الحفاوة وهذا التكريم».

وببساطة غادر الحاضرون مقاعدهم بعد تناول العشاء وهم يتساءلون عن كيفية قيام تصفية الحسابات وعن السؤال الذي لم يشفه هاشم بإجابة منه فور انتهاء الأمسية، وحملوا معهم حلاوة الذكريات التي استمتعوا بسرده لها خلال مشواره الحياتي، فيما وصلوا إلى سبب نجاحه الإعلامي ساندينه إلى ما يتمتع به هاشم من فطنة إعلامية وقدرة دبلوماسية استطاع أن يمارسها ليلة «الاثنينية» فيما هي امتداد لما مارسه من قبل خلال سنوات طويلة في أطروحاته الصحافية وكتاباته المقالية وسياسته التحريرية.