الحياة تعود إلى الرمادي: تقلص العنف.. والمواطنون تحدوا القاعدة

المدارس والمحلات فتحت أبوابها.. والعشائر تقنع الآلاف بإلقاء السلاح

TT

تمر محافظة الأنبار، التي تعتبر مرتعا لمقاومة العرب السنة، بتحول مدهش؛ فالعنف يتقلص في الكثير من المناطق، والمحلات والمدارس تفتح ابوابها من جديد، وقوات الشرطة تتزايد عددا ويبدو ان التمرد في تراجع. وقال محافظ الأنبار مأمون رشيد إن «الكثير من الناس يتحدون المتمردين»، مضيفا «نحن نعرف اننا لم نتخلص من التهديد 100 في المائة». وقد شكل الكثير من رؤساء العشائر السنية، ممن كانوا في السابق مناهضين للوجود الأميركي، جبهة موحدة مع القوات الأميركية وقوات الحكومة العراقية ضد القاعدة في بلاد الرافدين. وبتشجيع من رؤساء العشائر انضم الآلاف من السكان المحليين الى قوات الشرطة. وهناك الآن ما يقرب من 10 آلاف من أفراد الشرطة في الأنبار، وهو ما يزيد بآلاف عدة عن العدد الذي كان قبل عام. وخلال الفترة نفسها زاد عدد قوات الشرطة في الرمادي، مركز المحافظة، مما يقل عن 200 الى حوالي 4500، وفقا لما يقوله مسؤولون عسكريون أميركيون. وفي الوقت ذاته، فان القوات الأميركية والعراقية تقوم بعمليات ضد مواقع المتمردين، خصوصا في الرمادي والمناطق المحيطة بها، تاركة خلفها شبكة من مراكز الشرطة والمواقع العسكرية، وهي استراتيجية تستخدم أيضا في العاصمة العراقية بغداد كجزء من خطتها الأمنية الجديدة. ولكن على الرغم من كل الدلائل على التحول الجاري في الأنبار، فان الوضع، كما بدا خلال اكثر من أسبوع قضيناه مع القوات الأميركية في الرمادي والفلوجة أوائل ابريل(نيسان) الحالي، هو، في أحسن الأحوال، وضع هش؛ فالتمرد في الأنبار، الذي يضم مزيجا من المتطرفين الاسلاميين والبعثيين السابقين وافراد عشائر معارضين، ينتشر في اوساط السكان السنة للمحافظة، مما يؤدي الى مصرع افراد من القوات الأميركية وقوات الأمن العراقية، فضلا عن المدنيين. وقد تأكد هذا عبر ثلاث هجمات انتحارية بسيارات مفخخة جرت في الرمادي يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين قتل فيها ما لا يقل عن 15 وجرح 47 آخرون، وفقا للمسؤولين الأميركيين. وقتل ثمانية من افراد القوات الأميركية، هم خمسة من المارينز وثلاثة من الجنود، في هجومين يومي الثلاثاء والجمعة الماضيين في الأنبار، وفقا لما قاله الجيش الأميركي.

*خدمة «نيويورك تايمز»