العود.. مقبرة الأئمة والملوك والأمراء وأعيان الرياض

تضم الإمام فيصل بن تركي وابنة مجدد الدعوة والملك المؤسس وأبناءه

TT

تعد مقبرة العود التي سيوارى في ثراها عصر اليوم جثمان الأمير الراحل عبد المجيد بن عبد العزيز من أشهر وأكبر وأقدم المقابر في العاصمة السعودية الرياض وذلك لضمها قبور عدد من أئمة وملوك وأمراء الدولة السعودية طوال تاريخها، كما تضم قبورا لعدد من أعيان مدينة الرياض على مر عشرات العقود.

ويشير الباحث السعودي راشد بن عساكر إلى أن مقبرة العود حملت هذا الاسم نسبة إلى المكان الذي أقيمت فيه، موضحا أن الأسماء في كثير من الأحيان لا تعلل، لكن ربما أن اسم المقبرة جاء من جغرافية المكان الذي اشتهر في الأصل بالأراضي الزراعية، وكانت تنبت فيه شجر العود.

وشهدت المقبرة قبل 146 عاما مراسم دفن الإمام فيصل بن تركي ثاني ملوك الدولة السعودية الثانية الذي يعد من أوائل من قبر في العود من أئمة آل سعود. ودفن فيها قبل هذا التاريخ عدد من أعيان الأسر في الرياض. وتذكر بعض المصادر التاريخية أن فاطمة بنت الشيخ محمد بن عبد الوهاب دفنت في هذه المقبرة في الستينات من القرن الثالث عشر الهجري، كما دفن فيها قبل 162 عاما حمد بن راشد بن عساكر جد أسرة آل عساكر المعروفة في الرياض إضافة إلى موسى بن مرشد أحد أعيان مدينة الرياض وكان ذلك عام 1266 هجرية.

هذا وفقا لوثائق ووصايا يحتفظ بها بن عساكر الباحث المتخصص في تاريخ وجغرافية المنطقة، الذي أضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس أن الاتجاه إلى دفن الموتى في مقبرة العود تم بعد أن امتلأت مقبرة شلقا في الجهة الشمالية من الرياض القديمة، وتوقف الدفن فيها وذلك قبل حوالي 70عاما على وجه التقريب، لافتا إلى أن الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية دفن في مقبرة شلقا. ومما يؤكد ذلك أن عبد الله فلبي أورد في مذكراته أن الملك عبد العزيز أثناء زيارته للمقبرة تمنى أن يكون جده الإمام تركي بن عبد الله مدفونا في مقبرة العود بجانب ابنة فيصل.

وتضم المقبرة قبورا لملوك آل سعود الكبار، وعلى رأسهم الملك عبد العزيز موحد المملكة ومؤسسها، وأبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد، كما تضم أسماء مشهورة من الأسرة المالكة، على رأسهم عم الملك فهد بن عبد العزيز الأمير عبد الله بن عبد الرحمن والأمير محمد بن سعود الكبير، والعديد من ابناء الأسرة. وتعتبر مقبرة العود حاضنة لأسماء أخرى من عائلات وأسر سكنت الرياض على مدى عقود من الزمن، كما يرى الزائر للمقبرة اسبوعيا، وغالبا بعد صلاة يوم الجمعة العديد من الزوار، ممن يأتون للسلام على موتاهم من الرجال، مصطحبين معهم بعض صغارهم، في حين تغيب عن زيارة المقبرة النساء لأسباب دينية حيث نصت الاحاديث على تحريم ذلك. وكانت أمانة مدينة الرياض قد فطنت لأهمية هذه المقبرة والمقابر الأخرى، فطورت المباني الخاصة بها من أسوار وتجهيزات وعاملين فيها. وتصل مساحة المقبرة الى مائة ألف متر مربع، وتعتبر من أكبر المقابر في السعودية، وظلت تستقبل غالبية الأموات خلال العقد الماضي.

وعلى ضوء ذلك قامت أمانة مدينة الرياض بتخصيص اكثر من ست مقابر في كافة أنحاء الرياض، إضافة إلى تعزيز مقابر أخرى قديمة لتستقبل من جديد الموتى.

وتقع مقبرة العود في جنوب الرياض وعلى شارع البطحاء أحد أعرق شوارع العاصمة وتنتشرعلى رصيفها الغربي مجموعة من الفقراء الذين ينشدون ذوي المتوفين للحصول على صدقاتهم.