وفاة مفتي العراق بعد معاناة مع المرض

أفتى بتحريم عمليات القتل تحت أية ذريعة

TT

توفي صباح امس الشيخ جمال عبد الكريم الدبان مفتي الديار العراقية، عن عمر ناهز الـ70 عاما في مدينة تكريت، حسبما اورده بيان صحافي لمجلس النواب العراقي. وقالت مصادر صحافية، ان وفاة الدبان جاءت بعد معاناته من مرض عضال في القلب، في أحد مستشفيات مدينة تكريت شمال العراق. وجرى ظهر أمس دفن مفتي الديار العراقية في مقبرة تكريت العامة بحضور رسمي وشعبي كبيرين، بحسب وكالة انباء «اصوات العراق» المستقلة. وشغل الشيخ جمال عبد الكريم الدبان، منصب امين عام هيئة الافتاء والارشاد في العراق، خلفا للشيخ عبد الكريم بيارة مفتي الديار العراقية السابق، الذي توفي في 30 أغسطس (آب) 2005. ووصف بيان مجلس النواب العراقي، الذي تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، الشيخ الدبان بانه «علم من اعلام العراق والامة، وعمل كل ما باستطاعته لتوحيد كلمة العراقيين ».

وكان الشيخ الدبان قد حرم، في 10 يوليو (تموز) 2006، بصفته كبير العلماء السنة العرب في العراق، عمليات القتل والاختطاف للمواطنين «تحت أي ذريعة ومن أي جهة كانت».

وقال في فتوى مكتوبة إن «أي حكم شرعي يجب ألا يقوم بتنفيذه إلا من أسند إليه القضاء»، واضاف في فتواه أن «ما يجري من اعتداءات على المواطنين من اختطاف الطلاب بغية الحصول على الاموال، وما شابه وقتل بعض الاشخاص من قبل جماعات غير مرخصة شرعا وقانونا وعرفا، كله حرام شرعا، واختطاف النساء أنه فعل أشد وطأة من ذلك كله وتأباه الشرائع السماوية جمعاء، وكذلك القوانين الوضعية وأعرافنا العربية الاصيلة ما لم يحكم به من قبل محاكم مختصة وسلطة تقوم بالتنفيذ».

ولد الشيخ جمال عبد الكريم في تكريت عام 1942 ودرس على يد والده السيد عبد الكريم الدبان، الذي لقبه اهل المدينة بعبد الكريم العالم، لعلمه الواسع المبكر. وعند انتقال والده الى بغداد انتقل ابنه معه وتتلمذ هناك على يد علماء بغداد. وقد تخرج الدبان من كلية العلوم في جامعة بغداد.

اعتقلته القوات الاميركية في مدينة تكريت مع اثنين من اولاده. ولم تعرف الدوافع التي ادت الى احتجازه، الا ان القوات الأميركية اطلقت سراحه بعد عدة ساعات، بعد ان جابت مظاهرات حاشدة شوارع المدينة احتجاجا على العملية.