دويدار تلقى دعوة من المهاجر قبل مقتله والظواهري طالبه بمغادرة اليمن

موقع أصولي يكشف تفاصيل عن حياة قيادي «القاعدة» والجهاد المصري

آخر صورة التقطت لدويدار قيادي القاعدة في اليمن
TT

كشف موقع اسلامي عن تفاصيل وصور جديدة عن حياة قيادي «القاعدة» في اليمن احمد بسيوني دويدار، الأصولي المصري، الذي قتله الأمن اليمني في العاصمة صنعاء الشهر الماضي، بعد اتهامه بالتورط في تقديم مساعدات لوجيستية لتنفيذ الهجوم الانتحاري على القافلة السياحية الإسبانية في معبد بلقيس بمأرب.

وقال الدكتور هاني السباعي مدير موقع «المقريزي»: ان أبو حمزة المهاجر المسؤول العسكري لـ«القاعدة» في العراق دعا دويدار للذهاب الى العراق قبل مقتله بـ48 ساعة يوم 4 يوليو (تموز) الماضي. وقال مدير مركز المقريزي، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»: «لقد تلقينا من معارف دويدار والمقربين منه، معلومات تفصيلية عن قصة دويدار (أبي إسماعيل) وعن مقتله في اليمن، وكيف قتلت ابنته الكبرى خديجة ومعها زوجها وابناهما عبد الله وأميمة في قصف القوات الأميركي على أفغانستان عام 2001، وهو نفس المنزل الذي قتلت فيه زوجة أيمن الظواهري وابنهما محمد ومجموعة أخرى من عائلات عرب القاعدة». واوضح السباعي انه تلقى منذ عدة ايام ملفا كاملا يحتوي على رسائل تأبين من الاصوليين لدويدار رئيس مجلس شورى جماعة الجهاد المصري في اليمن والسودان، وسيرة ذاتية لحياته الشخصية في مصر واليمن وباكستان وصور خاصة له. وتقول المعلومات، التي بثها موقع «المقريزي»، ان والد دويدار مدرس للغة العربية، توفي حين كان دويدار لا يزال في المرحلة الإعدادية. وجده لأمه هو الشيخ سليمان إمام المسجد البدوي بمدينة طنطا، وله من الأخوة خمسة، أثنان من الذكور وثلاث من الإناث، هو أكبرهم في السن، ودرس عدة سنوات في كلية الهندسة قسم الهندسة المعمارية، إلا أنه لم يكمل دراسته لظروف شخصية، ثم التحق بكلية التجارة قسم المحاسبة، وتزوج من سيدة مصرية أنجب منها ستة أبناء، أربعة أولاد وبنتين، وتخرج من الجامعة عام 1987- 1988، وعمل في عدة شركات خاصة، والتحق بجماعة «الجهاد» المصرية في الثمانينات، وسافر إلى أفغانستان في بداية التسعينات، وتم تأهيله جسمانيا هناك، وقد تمزقت الأربطة قي قدمه، مما أدى إلى أن تأهيله خبير متفجرات، وبرع في القنص بالمسدس، ثم عاد إلى مصر ليشكل خلية في مدينة الإسكندرية، كانت من أكبر الخلايا في مصر، وقد تمت محاكمة مجموعه من هذه الخلية عام 1992، بتهمة اقتناء كتاب «العمدة». ولم يكشف يومها عن شخصية دويدار، نظرا لقدرته الفائقة على العمل السري. وتحدث موقع المقريزي عن انتقال دويدار إلى السودان، وتعيينه هناك رئيساً لمجلس الشورى، وظل هناك عامين على التوالي، ثم انتقل إلى اليمن مع عائلته عام 1994 حيث تم تعيينه أميراً للجماعة في اليمن، وكان له نائبان هما طارق السيد أنور ونصر فهمي، كما كان له مستشارون، أبرزهم الشيخ مرجان سالم والقيادي ثروت صلاح شحاتة. وقال موقع المقريزي ان اغلب اعضاء الجماعة كانوا في اليمن وقتها، بمن فيهم الدكتور أيمن الظواهري والقيادي ثروت صلاح شحاتة. وكان من أبرز تلامذته وائل يحيى عبد الرحمن وأبو حمزة المهاجر وعصام محمد خليل. وعمل دويدار موجها ماليا وإداريا في وزارة التربية والتعليم اليمنية في مكتب محافظة لحج، وكان يتنقل ما بين صنعاء وتعز ولحج، حيث كانت صنعاء مقر الجماعة وتعز سكن عائلته ولحج مقر عمله. وضمن المعلومات التي بثها موقع «المقريزي» عام 1997 زوج دويدار ابنته خديجة من الاسلامي وائل يحيى عبد الرحمن، وكان عمرها حينها تقريباً 13 سنة. وفي نفس الفترة تزوج هو من أرملة القيادي عادل عوض ثم افترقا بالمعروف. وحكم عليه في مصر عام 1998 في قضية العائدون من ألبانيا بالمؤبد مع الأشغال الشاقة.

وواكبت تلك الفترة اندماج «القاعدة» مع «الجهاد»، كما واكبت أيضاً بعض العمليات الارهابية في مصر ضد السياح، التي كان يعارضها من الناحية الإستراتيجية، فأرسل إلى الدكتور أيمن الظواهري رسالة عاجلة يطالب فيها بأن يعفى من منصبة. ويواصل موقع المقريزي سرده قائلا «سافر أغلب أعضاء الجماعة إما إلى أفغانستان أو إلى أوروبا، ولكنه رفض السفر وأصر على البقاء هو وعائلته في اليمن. وتولى قيادة الجماعة باليمن بعده عدد من القيادات، إلا أن المشاكل زادت فعاود أيمن الظواهري نائب اسامة بن لادن المحاولة ليعيده إلى منصبه، لتعود الجماعة كما كانت، إلا أنه أصر على أن يقف موقف الحياد.

وفي عام 1999 سافر هو وعائلته إلى لحج ليعمل بمصنع للمياه المعدنية. في هذا الوقت سافرت ابنته وزوجها وابنهما عبد الله إلى أفغانستان. وعاش حياة طبيعية باسم غير اسمه وكان اسمه في ذلك الوقت أحمد سعيد بسيوني. وفي عام 2001 انتقل هو وعائلته إلى عدن وعمل في مصنع للحديد في هذه الفترة، ثم نشبت الحرب على أفغانستان، وخلال القصف وفي منزل واحد قتلت ابنته خديجة وزوجها وابنهما عبد الله وابنتهما أميمة وصديقاه طارق السيد أنور ونصر فهمي نصر. وفي عام 2002 عمل في شركة لأنظمة الإطفاء وشركة لاستيراد المواد الغذائية، إلا أنه في منتصف عام 2003 وعندما ذهب إلى لحج ليجدد تصريح العمل تمت عرقلته، وفي هذه الفترة كانت بعض الصحف المصرية تتحدث عن وجوده في أفغانستان، فما كان منه إلا أن ودّع أهله وسافر إلى صنعاء، ولم يكن أحد يعلم بوجوده في اليمن حتى عائلته، وعاش في صنعاء باسم مزور وهو أحمد مصطفى عبد الواحد قاسم، وتزوج من سيدة يمنية وأنجب منها طفلين هما (فاطمة 3 سنوات وعبد الله سنة واحدة. وهي حامل في الثالث). وكتب دويدار عدة مقالات نشر بعضها باسم مستعار منها «هكذا يسيس الجهاد» و«قراءة في فكر القاعدة» تحت اسم حمزة الصريحي، و«يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين». ولم يكمل مقالة «عن ماذا ولماذا يتراجعون». كما انه كان يستعد لكتابة قصة حياته، وكان يفكر أن يسميها «الطريق الوعر أو هذا ما عرفت عن جماعة الجهاد»، وذلك حسب ما اورده الموقع الاسلامي. ويقول موقع المقريزي: «قبل مقتله طلب منه اعضاء القاعدة في العراق، أن يلحق بهم وأن يعاونهم على قيادة التنظيم في العراق بحكم خبرته، وقد وافق على السفر بشرط واحد فقط هو أن لا يوكل إليه أي منصب في التنظيم، إلا أن الاصابة في ركبته منعته من السفر. كما أن الظواهري كان قد أرسل له رسالة في الربع الأول من عام 2007، يطلب فيها منه الالتحاق به وقد قال له في تلك الرسالة: أخرج من هذا البلد العقيم والحق بنا فنحن في أفضل حال».