بإيران وباكستان والصين.. 2008 أسخن أعوام آسيا وأكثرها إثارة

آسيا

TT

آسيا هي قارة الديموغرافيا، فعضوا نادي المليار نسمة الوحيدين في العالم الصين والهند وضعتهما الجغرافيا جارين لدودين فيها، (الصين بـ 888. 1.231.851 والهند بـ 1.129.866.154 نسمة)، لتمضي مفارقة الديموغرافيا وتعطي المركز الثالث لأميركا، لتعود الى آسيا وتقلدها المركز الرابع، حيث اندونيسيا بتعداد يصل إلى 234.693.997 نسمة). وآسيا هي قارة السلاح النووي، فالصين سبقت روسيا والهند وباكستان لتضمن آسيا أيضا أربع مقاعد في النادي النووي من سبع دول نووية في العالم. ولهذا يقف العالم على أطراف أصابعه من مشروع إيران النووي والذي ربما يحمل عام 2008 أسوأ الأخبار للعالم فيه، وربما يصبح حزاما جغرافيا ضيقا وقريبا من منطقة الخليج أكبر مصادر الطاقة في العالم، ثلاث دول نووية متجاورة هي الهند وباكستان وإيران.

وآسيا هي قارة الإرهاب، فمن أفغانستان إلى العراق إلى فلسطين وإسرائيل تتصدر آسيا كل القارات في أعمال العنف والعنف المضاد.

وحين يجيء الحديث عن الديموغرافيا أو الانفجار السكاني، فالتركيز إنما يكون على مصادر الدخل والفقر والأوبئة، وفيها أيضا لآسيا نصيب وافر يرى البعض أنه وراء قابليتها دون غيرها لاستقطابات الإسلام السياسي، وهنا فآسيا ومن أفغانستان وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري هي اللاعب الأول في أحداث ما بعد 11 سبتمبر (ايلول) 2001.

عام 2008 بوقائع كثيرة سيكون أكثر الأعوام سخونة. فإيران ستكون محطة مهمة سواء بمشروعها النووي وبما يحمل من إمكانية ضربة عسكرية لها، أو بنجاح إصلاحييها في الفوز بالانتخابات في مارس القادم ليطفئوا النار التي أشعلها المحافظون. وباكستان التي تستعد لانتخابات لن تقل عن إيران استقطابا للأنظار، وربما يحبس العالم أنفاسه من وقوعها في نفق الفوضى بما يحمل من مخاطر تسريب أسرارها النووية. أما الصين فستخطف الأضواء لوحدها مع ألعاب الأولمبياد في اغسطس، ليس من الوجهة الرياضية فحسب، وإنما أيضا بتوظيف الغرب للحدث لإثارة ملفات لا تحب الصين الحديث عنها، وبينها حقوق الإنسان والشفافية واستقلال إقليم التبت.

وعلى ذلك يمكنك أن تستدعي المواجهات المحتملة بين العراق وتركيا على نشاط حزب العمال الكردستاني، والفلبين التي يتنازعها تمردان إسلامي وشيوعي، وأفغانستان التي علت بسببها أصوات تطالب أميركا بأن تعطيها أسبقية حتى على العراق ذاته.

شاهد القول إن غالب أسوأ الأخبار عام 2008 سيكون آسيوي الملامح، سواء بإبقاء طالبان لأفغانستان في خانة التشكيك في النجاح، أو بتصعيد إيران لمعركتها مع الغرب في ملفها النووي بما يحمل من احتمال توجيه ضربة عسكرية لها، وكل ذلك مع أفق ضيق للتمتع بأولمبياد بكين، وربما وصول سفينة العراق إلى بر الأمان.

* كوريا الهادئة: رئيس جديد للاقتصاد رقم 13 عالميا

* بشرط أن ينجو من الملاحقة القضائية والبرلمانية

* لندن: «الشرق الأوسط»

* فتحت الأزمة الاقتصادية التي ضربت أربع دول آسيوية (اندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلاند) في خريف 1997 الوعي العام في كوريا الجنوبية على أهمية الاقتصاد، فنجت سيول من تسونامي تلك الأزمة بأعجوبة، ومن يومها، هكذا يقول الكوريون، لن يستمعوا من المرشحين، كتشريعيين أو لمنصب الرئيس، إلا لمن يجيد لغة الاقتصاد. (كوريا الجنوبية هي الاقتصاد رقم 13 في العالم، ويسجل نسبة نمو سنويا بنحو 5 %، مع ناتج إجمالي محلي قدره تريليون و193 مليار دولار مسجلا متوسط دخل للفرد من بين الأعلى آسيويا وعالميا بنحو 24 ألف دولار في العام مع تعداد سكان يبلغ 49 مليون نسمة).

كوريا الجنوبية تستقبل عام 2008 برئيس جديد مع نهاية ولاية رئيسها الحالي روه مو ـ هيون لتستقبل لي ميونغ ـ باك، رجل الأعمال الذي عرف دروب الاقتصاد كرئيس سابق لبلدية العاصمة سيول فقاد حملة انتخابية جيدة عرف معها كيف يتقرب من الناخبين عبر تركيز حملته على الاقتصاد، فوعد بانتهاج سياسة تشجع الصناعة والتجارة بهدف إعادة تحريك الاقتصاد الذي يشكل اكبر مصدر قلق للكوريين الجنوبيين.

ولذلك قال غداة فوزه يوم 19 ديسمبر، الذي صادف عيد ميلاده السادس والستين وذكرى زواجه الثامنة والثلاثين، «لن يتحفظ المستثمرون على الاستثمار بعد الآن وسيفتح المستهلكون محفظاتهم المالية وستستعيد الأسواق سلامتها. وسيتدفق المستثمرون الأجانب».

ومع ذلك، هناك مشكلة واحدة ستظل مخيمة على الكوريين عام 2008، وتتعلق بمدى نجاة رئيسهم الجديد والمحبوب والمحافظ من الملاحقات القضائية والمساءلات البرلمانية حول اختلاسات مالية، مع أن القضاء برأ ساحته في مطلع ديسمبر، إلا أن لي شهد عودة شبح الاتهامات التي طاولته باختلاس أموال وتلاعب بأسهم، فيما طلب الرئيس المنتهية ولايته روه مو ـ هيون من وزير العدل إعادة فتح التحقيق مستندا إلى العثور على شريط فيديو يقر فيه المرشح المحافظ بأنه انشأ شركة اشتركت في فضيحة مالية تعود للعام 2001. وضبط هذا التسجيل بينما كان ثلاثة رجال يحاولون ابتزاز حزب لي مطالبين بمبلغ ثلاثة مليارات في مقابل الشريط. ولكن الوزارة أجابت أنها تعارض إعادة فتح التحقيق القضائي، لكنها تؤيد تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ولكن موعد بدء اللجنة لأعمالها لم يحدد بعد.

ولكن كل ذلك ربما تقطع الطريق عليه الحصانة الدبلوماسية للرئيس الذي سيدخل قصر الرئاسة في 25 فبراير 2008.

* كوريا المشاغبة : عام عودة الابن الضال للأسرة الدولية

* إذا نال رضاء العم سام

* تستقبل كوريا الشمالية عام 2008 وقد سلمت لواشنطن، وفق تعهدات كانت قد قطعت بها للجنة السداسية بتفكيك مجمعها النووي مع نهاية 2007، (السداسية تضم أميركا وروسيا والصين واليابان والكوريتين)، وفي تلك الحالة، وإذا ما أشبع التقرير غرور واشنطن، أو قل طمأنها بتفكيك مجمعها النووي الرئيسي في يونجبيون والكشف عن كل أنشطتها النووية الأخرى، (المتوقع أن يشتمل التقرير الكوري على رد قاطع على مزاعم اميركية تقول بوجود برنامج سري لتخصيب اليورانيوم)، فستعطي واشنطن الضوء الأخضر لتعود كوريا الشمالية الى حظيرة الأسرة الدولية عبر حزمة من المساعدات العينية والمادية توطئة لإدخالها منظومة الاقتصاد العالمي الذي وقفت بعيدة عنه منذ عشرات السنين بسياسات من المؤسس كيم إيل سونغ، ولم يغيرها بشيء كيم إيل يونغ الإبن الذي ورث والده بعد وفاته في 1994 .

الصين التي تلعب دور الوسيط قالت مع نهايات هذا العام إن عملية تفكيك المجمع النووي الرئيسي تمضي بسلاسة، ومعها عمليات إزالة القدرات النووية طبقا للخطوات التي اتفقت عليها الأطراف الستة، وأن مهندسين وفنيين من كوريا الشمالية والولايات المتحدة يعملون بجد على ذلك.

يذكر هنا أن كوريا الشمالية التي ظلت في عزلة دبلوماسية تعاني من مشاكل اقتصادية، ولكنها فاجأت العالم بإقدامها على إجراء أول تجربة نووية لها عام 2006 متحدية كل التحذيرات الدولية، ولكنها وافقت بعدها خلال المحادثات السداسية على إغلاق مجمع يونجبيون والسماح بدخول مفتشي الامم المتحدة اليه.