الصين: 2008 أولمبياد ومنافع أخرى

تروج لشعار «لا أطفال.. يعني المزيد من المال»

TT

في يوم ما من ديسمبر (كانون الأول) 2007، احتفل الرئيس الصيني هو جينتاو بعيد ميلاده الخامس والستين (مواليد 1942)، وفي مارس (آذار) 2008 يكون قد أكمل عامه الخامس رئيسا للصين، (انتخب في 15 مارس 2003) فيما وصف بجيل الشباب قياسا بمن سبقه من الرؤساء، وفق آليات الحزب الشيوعي الصيني القديمة. وبالطبع هناك الكثير الذي قدمه الرئيس جينتاو على صعيد سياساته الداخلية والخارجية، ومن أبرز سياساته التي تقترب من أن توصف بالانقلاب، مخططه الطموح لأن يجعل من الصين أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2020 لتليه جارته الهند، وبالتالي يسحبان المركز الأول من أميركا، لتصبح ثالث اقتصاد في العالم. وعلى هذا الطريق تقول مجلة «إيكوميست» إن عام 2008 سيشهد توقف نمو عدد العاملين في الصين لربط النمو المستقبلي بتحسين نفس الشريحة العاملة لنوعية إنتاجها، بما يحمله ذلك من مخاطر ارتفاع البطالة، والتي يرد المخططون في الصين بأن سياسة الطفل الواحد التي نجحت بنسبة تعدت الـ90% وصمدت الى الآن لما يقترب من عقد من الزمان، كفيلة بالتحكم في مسألة البطالة، والطريف هنا الترويج الجديد لتلك السياسة بشعار: لا أطفال يعني المزيد من المال،No Kids, More Money (نسبة البطالة حاليا وخلال عام 2008 ستكون 4.2%، والاقتصاد الصيني وصل بناتجه الإجمالي المحلي الى 10.21 تريليون دولار، متخطيا اليابان التي كانت تجلس على المركز الثاني لزهاء الخمسين عاما بأكثر من الضعف، مقابل 13.06 تريليون لأميركا، أي بفارق فوق الثلاثة تريليونات بقليل).

الرئيس جينتاو مع الصين وبها، سيختطفان كل أضواء العالم يوم أن ترتفع شعلة أولمبياد 2008 في بلاده في أغسطس المقبل. ومع الأضواء بالطبع منافع اقتصادية تريد الصين من خلال المنافسات الرياضية، أن تجني المنافع المادية، من خلال عمليات السياحة من جهة، مثلما تريد بالطبع أن تقدم للعالم صورة أخرى للصين غير تلك التي يروج لها الإعلام الغربي، حول انتهاكاتها لحقوق الإنسان وقمعها للأقليات المسلمة فيها، أو هضمها لحقوق شعب التبت برمزه العالمي الدالاي لاما. الصين تريد تسييس المناسبة من دون أن تغفل بالطبع حصد الذهب، الذي اعتادت عليه في مناسبات الأولمبياد السابقة.

ولكن هاجس القيادة الصينية برغم حصافة التخطيط، يكمن في أسعار النفط المتصاعدة، ومن هنا جاء التحوط لها بتأسيس هيئة لإدارة الاحتياطي الاستراتيجي من النفط، وقد أعلنت الصين ذلك رسميا يوم الثلاثاء 18 ديسمبر، وهي هيئة حكومية تتولى إدارة الاحتياطي الاستراتيجي الصيني من النفط والمساعدة في حماية الاقتصاد الصيني من تذبذب أسعار النفط العالمية. يشار هنا الى أن الصين كانت قد بدأت بناء أول قاعدة لمستودعات الاحتياطي الاستراتيجي من النفط عام 2004، فيما ستقيم الصين أربع قواعد أخرى تحتوي على ما يتراوح بين 10 و12 مليون طن، بحلول 2010 بما يعادل واردات الصين من النفط خلال 30 يوما. (بواردات الصين من النفط عام 2007 وصلت الى 145 مليون طن خام و4.36 مليون طن من المكررات النفطية بزيادة نسبتها 20% عن 2005. وتمثل الواردات حوالي 47% من استهلاك الصين من النفط بحسابات).