رحيل «شيخ الصحافة المتحرر»

جمال بدوي توفي في الساعات الأخيرة لعام 2007

TT

توفي صباح أمس المؤرخ والكاتب الصحافي المصري جمال بدوي عن عمر يناهز 74 عاما، بعد حياة صحافية حافلة امتدت لنحو 50 عاماً، وصراع مع عدد من أمراض الشيخوخة. وتلقى جمال الدين إسماعيل بدوي، الذي يلقبه الصحافيون بـ«شيخ الصحافة المتحرر»، علومه الاولية في جمعية المحافظة على القرآن الكريم في مسقط رأسه بمدينة بسيون بمحافظة الغربية في دلتا مصر، حيث ولد عام 1934 لأب يعمل بالتجارة. وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية، انتقل إلى التعليم الثانوي بمدينة طنطا، وبعدها التحق بكلية الآداب في جامعة القاهرة التي تخرج من قسم الصحافة بها في العام 1961. واختاره الكاتب الصحافي الراحل مصطفى أمين أثناء دراسته، للعمل في صحيفة أخبار اليوم المصرية. وفي العام 1972 شارك بدوي مع زملاء آخرين في إصدار صحيفة «الاتحاد» في دولة الإمارات العربية، ليعود في العام 1981 إلى مصر وينضم مرة أخرى الى قافلة أخبار اليوم.

وفي العام 1984 شارك الكاتب الراحل في تأسيس صحيفة حزب الوفد مع الكاتب الراحل مصطفى شردي حيث عمل مديرا لتحرير الجريدة ثم رئيسا لتحريرها في العام 1989 وهو المنصب الذي قضى به عدة سنوات، حتى استقال منه وتفرغ للكتابة في أخبار اليوم، التي ظل ينشر بها العديد من الدراسات التاريخية الموثقة إلى جانب تعامله مع عدد من الصحف والمجلات المصرية الاخرى مثل مجلة المصور، وصحيفة الجمهورية. وعمل بدوي في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، والاتحاد الإماراتية، والشرق القطرية وغيرها. ويعد بدوي من أكثر المؤرخين المصريين اهتماماً بشرح وتحليل الأحداث والمواقف التاريخية المصرية التي تعكس روح وشخصية مصر. وللكاتب الراحل مجموعة من المؤلفات في الفكر والتاريخ يبلغ عددها نحو عشرين كتاباً منها «محراب الفكر»، «مسلمون وأقباط»، «من المهد الى المجد»، «مصر من نافذة التاريخ»، «مسافرون الى الله بلا متاع»، «الوحدة الوطنية بديلا عن الفتنة الطائفية»، «حدث في مصر»، «معارك صحافية»، «المماليك على عرش فرعون»، «حكايات مصرية»، «أنا المصري»، و«من عيون التراث».

وقد حصل الكاتب جمال بدوي على العديد من الجوائز والأوسمة من بينها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس حسني مبارك عام 1995، الجائزة الأولى من جريدة «الشرق الأوسط» عن أفضل مقال نشر عام 1996، كما حاز كتابه «أنا المصري» أوسكار أفضل كتاب في المعرض الدولي للكتاب عام 2001. وقد لقبه الصحافيون بلقب «شيخ الصحافة المتحرر» بسبب مواصلته الكتابة عن كافة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر في السنوات الاخيرة.