كينيا: عنف الانتخابات الرئاسية يخلف 124 قتيلا

وسط احتجاجات في أنحاء البلاد من معاقل المعارضة

TT

قال التلفزيون الكيني امس ان اعمال العنف والاحتجاجات التي تفجرت بعد ان فاز الرئيس الكيني مواي كيباكي بفترة رئاسية ثانية أدت الى مقتل 124 كينيا على الأقل. وبعد الاعلان عن فوز كيباكي اول من أمس انتشرت الاحتجاجات في شتى انحاء البلاد من معاقل المعارضة في غرب كينيا قرب حدود اوغندا الى احياء نيروبي العشوائية وميناء مومباسا المطل على المحيط الهندي.

وانتشرت الاحتجاجات في شتى انحاء البلاد من معاقل المعارضة في غرب كينيا قرب حدود اوغندا الى احياء نيروبي العشوائية وميناء مومباسا المطل على المحيط الهندي. وقال شهود ان مشرحة احد المستشفيات في بلدة كيسومو بغرب كينيا التي تشهد اضطرابات بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل استقبلت21 جثة لضحايا سقطوا في اعمال العنف. وذكروا ان غالبية الضحايا لقوا حتفهم بالرصاص سواء الليلة الماضية او صباح امس.

وأعلنت متحدثة باسم شركة الخطوط الجوية الكينية ان الشركة علقت رحلاتها من والى كيسومو نظرا لنقص الوقود في المدينة التي تشهد اشتباكات وهي معقل للمعارضة. وفي حي ماثير بالعاصمة الكينية نيروبي قال شهود ان الشرطة طلبت من السكان البقاء في منازلهم والا تعرضوا لاطلاق النيران. وقال سائق سيارة اجرة «الشرطة تقول في مكبرات الصوت ان من سيخرج سيقتل بالرصاص». وفي مسعى للحد من تفشي الفوضى في البلد الذي يعرف عادة باستقراره في منطقة شرق أفريقيا المضطربة ولنزع فتيل واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ كينيا منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1963 حظرت الحكومة البث التلفزيوني المباشر وفرضت حظر تجول على كيسومو ومواقع الاضطرابات الاخرى وأغرقت الشوارع بشاحنات الشرطة وقوات الامن. وأظهر كيباكي البالغ من العمر76 عاما عزما قويا وأدى اليمين الدستورية بعد ساعة واحدة من اعلان فوزه في الانتخابات ووعد بتشكيل حكومة بعيدة عن الفساد تعمل على توحيد البلد الذي يسكنه 36 مليون نسمة ينتمون لجماعات عرقية مختلفة. وزاد من احتدام الموقف رفض منافسه المعارض رايلا أودينغا نتيجة الانتخابات ووصفها بأنها مزورة وأعلن انصاره عن اجراء مراسم تنصيب بديلة لرئيس الشعب في أحد متنزهات نيروبي لكن الشرطة منعت الحدث.

ورغم ذلك دعا أودينغا لاجتماع حاشد في المتنزه الرئيسي في نيروبي هذا الاسبوع للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية.

وقال في مؤتمر صحافي «سندعو لاجتماع في متنزه اوهورو في الثالث من يناير ونتوقع مشاركة مليون كيني». وقال رجال أعمال ان الاشتباكات القبلية التي وقعت في مطلع الأسبوع تكلف البلاد أكثر من 30 مليون دولار يوميا في صورة خسائر ضريبية الى جانب الاضرار الناجمة عن عمليات النهب. كما أنها تهدد الاستثمار في كينيا وهي اكبر اقتصاد في شرق افريقيا وتضر بسمعة البلاد كواحة تشهد استقرارا نسبيا في منطقة تعصف بها الصراعات. ويواجه كيباكي الآن مهمة صعبة لاعادة توحيد البلاد التي قسمتها الانتخابات على اساس عرقي وفاقمت الخسائر في الارواح من الموقف. وجرت معظم الصدامات بين الليوس الذين يؤيدون أودينغا زعيم المعارضة، وبين الكيكويو الذين يؤيدون كيباكي. وفي حي كورغوتشو الفقير في العاصمة الكينية نيروبي الذي شهد اشتباكات بين الشرطة ومحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية قال شاهد عيان للصحافيين ان 15 جثة شوهدت ملقاة امس في مناطق متفرقة من الحي. وتحدث الشهود ووسائل الاعلام عن مقتل نحو 30 شخصا ليرتفع عدد القتلى منذ انتخابات يوم الخميس الى أكثر من 65 شخصا. وأصدرت منظمات المجتمع المدني بيانا جاء فيه «نحن في حالة طوارئ غير معلنة. عواقب الانتخابات المسروقة يجب ان تكون واضحة للكل». وتبادل الجانبان المتنافسان في الانتخابات اتهامات بالتزوير.

ورغم تصاعد أعمدة الدخان بسبب الاحتجاجات في أحياء نيروبي الفقيرة أدى كيباكي اليمين في دار الدولة، مقره الرسمي، وقال «أشكركم جميعا على ثقتكم التي أوليتموني اياها. أدعو الجميع الى تنحية الانفعالات التي ثارت بسبب العملية الانتخابية جانبا والعمل معا». وصرح كبير مراقبي الاتحاد الأوروبي ألكسندر غراف لامبسدورف بأنه لا تزال هناك شكوك بشأن مدى دقة عملية فرز الأصوات وأن لجنة الانتخابات الكينية لم تؤكد مصداقية عملية التصويت.

وقال أمس «نأسف لأنه لم يكن بالامكان التحقق من التجاوزات التي توافرت للاتحاد الأوروبي ولجنة الانتخابات الكينية على وقوعها.. لا يزال هناك شك بشأن دقة نتيجة الانتخابات الرئاسية». وأضاف لـ«رويترز»: «إن عملية الفرز تنقصها المصداقية، ورغم كل الجهود لم تحقق اللجنة الانتخابية الكينية مسؤوليتها ازاء هذه العملية». وقال كوكي مولوي، رئيس معهد التعليم الديمقراطي، وهو مؤسسة مراقبة تحظى بالاحترام «هذا يوم حزين في تاريخ الديمقراطية في هذا البلد. انه انقلاب». وبعد فوز كيباكي خرج بعض أنصاره الى الشوارع يحتفلون وحث الرئيس الكينيين على تفادي «الانفعالات» الانتخابية والاتحاد من أجل بلدهم، لكن مئات من أنصار أودينغا الغاضبين تجاهلوا هذه الدعوة. وقال أودينغا وهو يغالب دموعه «هناك حاشية تحيط بكيباكي تحاول أن تسرق الانتخابات من الكينيين. قطار الديمقراطية في كينيا لا يمكن وقفه». وأثناء حديثه قطعت الحكومة جميع أشكال البث الحي وقطعت بث المؤتمر الصحافي الذي عقده.

ونظم العشرات من قوات مكافحة الشغب دوريات في الشوارع وشددوا الحراسة على مراكز التسوق خوفا من وقوع أعمال سلب.