مصادر سياسية: حماس نقلت عرضا جديدا إلى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة

الشاباك يعارض تخفيف معايير الإفراج عن أسرى فلسطينيين

TT

قالت مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة ان حركة حماس نقلت في الاسابيع الاخيرة للسلطات الإسرائيلية عرضا جديدا لصفقة تبادل الاسرى بين الطرفين، وأكد مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت أن تقدما قد طرأ في المفاوضات مع حماس، إلا أنه «لم يحصل اختراق» وحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فان الحاجة للنظر في تخفيف معايير إطلاق سراح أسرى فلسطينيين قد جاءت اساسا بعد اقتراح حماس من اجل المساعدة على اتمام الصفقة بما يضمن الافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير في القطاع جلعاد شليط. وأبدى رئيس جهاز الأمن العام الاسرائيلي «الشاباك» يوفال ديسكين اعتراضه الشديد على تخفيف المعايير الإسرائيلية التي يتم بموجبها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وشهدت الجلسة الثانية للجنة الوزارية الخاصة المخولة بالنظر في الأمر، والتي عقدت اول من امس خلافا حادا بين ديسكين وبين المسؤول عن ملف الأسرى، عوفر ديكيل. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول سياسي تأكيده أن الجلسة شهدت خلافا حادا بين ديسكين وديكيل، مشيرا إلى أن الحديث «لا يدور عن مواجهة بل عن خلاف في الرأي على أمور مهنية». وأضاف «يسعى ديسكين للحفاظ على المعايير القائمة على حالها، لأنه سيتعامل مع هؤلاء الناس بعد تحررهم، وبالمقابل ديكيل معني بنجاح الصفقة ـ لهذا يعتقد أنه يجب تغيير المعايير».

وقد انفضت الجلسة الثانية مثل الاولى، بدون ان تتوصل إلى قرار. وخلال الجلسة أعرب رئيس الأركان، غابي أشكنازي، عن موافقته على إجراء تغييرات طفيفة لتخفيف المعايير بحيث يصبح بالإمكان إطلاق سراح أسرى لا يمكن الإفراج عنهم، حسب المعايير القائمة، وذلك مقابل جلعاد شليط. وقال مسؤول سياسي إن نائب رئيس الحكومة، حاييم رامون الذي يدعم اجراء تغيير، انهى الجلسة باقتراح حل وسط بين الاثنين، إلا أن تفاصيلها لم تعرف بعد، وستبحث في الجلسة القادمة للجنة. وتناقش اللجنة الوزراية الخاصة بطلب من اولمرت تغيير معايير الإفراج عن اسرى «ملطخة ايديهم بالدماء» وفق التعبير الاسرائيلي، ويعني ذلك الاسرى الذين شاركوا بقتل اسرائيليين. وتعتبر اسرائيل كل من خطط او شارك في قتل اسرائيليين متهما بالقتل العمد، وان لم ينفذ. ويعتقد ان تغيير المعايير سيشمل اولا اولئك الذين لم يقتلوا مباشرة وانما شاركوا بالتخطيط او اعطاء الاوامر، وبينهم مثلا القائد الفتحاوي مروان البرغوثي الذي ابدى وزراء اسرائيليون اكثر من مرة موافقتهم على اطلاق سراحه.

وتطالب الفصائل الفلسطينية التي اسرت شليط بـ 1400 اسير مقابل اطلاق سراحه؛ 1000 من القادة وذوي الاحكام العالية، والمرضى وكبار السن، و400 هم كل النساء والاطفال. ومن بين الاسرى التي تطالب بهم الفصائل قياديون بارزون مثل مروان البرغوثي عن فتح وحسن سلامة احد ابرز قيادات حماس واحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية، اضافة الى نواب المجلس التشريعي.

من جهة اخرى، نفى الجيش الاسرائيلي ما اعلنته اذاعة الجيش بان رئيس الاركان الجنرال غابي اشكينازي اعرب عن تأييده اجراء اتصالات مع حركة حماس.

وكانت الاذاعة قد اكدت ان الجنرال اشكينازي دعا خلال اجتماع مغلق عقد اول من امس الى اجراء مثل هذه الاتصالات «من اجل الافراج عن الجندي جلعاد شاليت ووقف اطلاق الصواريخ» على اسرائيل. ولم توضح التصريحات المنسوبة الى اشكينازي ما اذا كان يدعو الى اتصالات مباشرة او غير مباشرة مع حماس.

وإثر بث الاذاعة هذا الخبر اصدرت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي نفيا، وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية «لم يتم قول هذه الامور قط».