الدعوة إلى تحقيق دولي حول اغتيال بوتو قد تبقى حبرا على ورق

خسائر هائلة بسبب العنف بعد اغتيال زعيمة حزب الشعب

TT

يرى المحللون ان دعوة حزب رئيسة الوزراء الباكستانية سابقا بي نظير بوتو الامم المتحدة الى التحقيق في اغتيال زعيمة المعارضة قد يبقى حبرا على ورق حيث ان الدول الغربية تتلكأ في التخلص من برويز مشرف حليف الولايات المتحدة الاساسي في «حربها على الارهاب». وسارعت اسلام اباد الى رفض اي فكرة حول تحقيق دولي قد يؤخذ على انه بادرة عدم ثقة، كما يرى المراقبون. ودعا آصف زرداري زوج بوتو اول من امس الى تشكيل «لجنة تحقيق» في الامم المتحدة على غرار التي تعمل على كشف حقيقة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

وتعاظم الجدل في باكستان حول ظروف مقتل بوتو في اعتداء اودى الخميس بحياة عشرين شخصا اخر بين السلطات وانصار زعيمة المعارضة الباكستانية. وسارعت الحكومة في اليوم التالي الى اتهام تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الاغتيال وبالتحديد بيت الله محسود الذي يعتبر من اكبر قياديي التظيم في باكستان وهو زعيم احدى قبائل شمال غربي البلاد الذي نفى على الفور وقوفه وراء الاعتداء.

اما قيادات حزب بوتو فانهم يتهمون، بدون توريط الرئيس برويز مشرف مباشرة، مقربين منه بانهم «قتلوا» زعيمتهم واذا لم يفعلوا فانهم على الاقل اهملوا التدابير الامنية او دبروا اغتيالها في حين لم يتردد انصارها في الشوارع في وصف رئيس الدولة بانه «مجرم».

وترى الولايات المتحدة التي فقدت مع اغتيال بوتو ورقة مهمة في باكستان، خياراتها تتقلص في باكستان حيث ستضطر الى مواصلة المراهنة على الرئيس مشرف. وجعلت الولايات المتحدة منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 الدولة الباكستانية حليفتها الاساسية في مكافحة طالبان والقاعدة وترى انهما استعادا قواهما في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان. وتعرضت باكستان خلال 2007 تقريبا الى معدل اعتداء انتحاري اسبوعيا ما اسفر عن سقوط 800 قتيل في عمليات نسبت او تبناها التيار الاسلامي المتطرف.

واعلن الرئيس مشرف في منتصف الشهر الجاري عندما قرر رفع حالة الطوارئ ان تمرد المتطرفين الاسلاميين «بات تحت السيطرة» لا سيما بفضل دور اجهزة الاستخبارات النافذة. واوضح مسؤول كبير رفض كشف هويته ان «الحكومة قد توافق على مساعدة تقنية لكنها لن تقبل بتحقيق دولي قد يشكل دليلا على عدم الثقة في اجهزة استخباراتها». وخلص الى القول «ليس هناك سابقة في باكستان» في هذا المجال.

واعلنت بريطانيا امس ان رئيس الوزراء غوردن براون بحث هاتفيا مع الرئيس مشرف اول من امس في احتمال تعاون دولي في التحقيق. الى ذلك قالت الحكومة الباكستانية امس ان البلاد تكبدت أضرارا هائلة بسبب أعمال الشغب التي اندلعت بعدما اغتيلت زعيمة المعارضة بي نظير بوتو وبلغت قيمة الخسائر في قطاع السكك الحديدية وحده نحو 200 مليون دولار. ووقعت أعمال عنف متقطعة مرة أخرى في السند امس ولكن لم ترد أنباء عن سقوط المزيد من القتلى بعد أربعة أيام من الاضطرابات التي سقط فيها 47 قتيلا. وقالت الحكومة المؤقتة في بيان بعد اجتماع وزاري في اسلام اباد الاضرار التي لحقت بالممتلكات العامة والبنية الاساسية هائلة.

وأضافت: تضررت الصناعات والعائدات والصادرات بشدة. كما تضررت بشدة شبكة السكك الحديدية التي تعاني أصلا من نقص شديد في العربات والقاطرات بعد احراق 22 قاطرة و140 عربة تماما كما تضرر نظام الاتصالات والاشارات في السكك الحديدية. وقالت الحكومة ان اجمالي الخسائر في شبكة السكك الحديدية بلغ 38.12 مليار روبية نحو 200 مليون دولار. ولم تقدم الحكومة تقديرات للخسائر التي لحقت بقطاعات عامة أخرى أو لممتلكات خاصة ولكنها قالت ان الاضطرابات أثرت على امدادات الوقود والاغذية في جميع أنحاء البلاد.