2007.. أحداث باهته تتخللها مفاجآت

الملك فاروق.. هالة وبنات الليل.. ونجم سفير الفقراء

مشهد من مسلسل الملك فاروق الذي عرض في رمضان الماضي
TT

ويمضي عام 2007 من حياة المصريين بحلوه ومره ولكنه وعلى الرغم من امتلائه بالأحداث المتسارعة والمتلاحقة، إلا أنه يبقى عاماً مفتقداً للحدث النجم على كافة المستويات. باسترجاع أحداث العام 2007 في حياة المصريين نجد أنها تنوعت ما بين رحيل عدد من المشاهير، وتورط عدد من الفنانين في أخبار القضايا القانونية، كما احتلت فيها الآثار المصرية مكانة مميزة في عالم الأخبار ومسببات الجدل والنقاش.

البداية ستكون من الرحيل الذي بدأ مع الأيام الأولى لعام 2007 بالإعلان عن وفاة الفنانة الكوميدية سعاد نصر في الخامس من يناير (كانون الثاني) بعد عام كامل قضته في غيبوبة تامة في غرفة العناية المركزة بمستشفى عين شمس التخصصي بالقاهرة بعد تعرضها لأخذ جرعة بنج زائدة أثناء قيامها بعملية شفط للدهون في أحد مستشفيات التجميل. وفاة سعاد فجرت العديد من التساؤلات التي صاحبت رقدتها الطويلة سواء على المستوي الطبي حيث كان الكثيرون يؤكدون وفاتها إكلينيكياً منذ الأيام الأولى لإصابتها بالغيبوبة، أو على مستوى أسرتها، لترحل سعاد التي أضحكت الجميع على مدى مشوار عمرها الذي بدأ في مطلع السبعينات، وأبكتهم في عامها الأخير بما آل إليه حالها. الرحيل التالي كان لشاعر الريشة الفنان التشكيلي صلاح طاهر الذي رحل في السادس من يناير عن عمر يناهز 96 عاما بمستشفى السلام الدولي بالقاهرة والذي كان يعالج فيه من مرض سرطان البروستاتا الذي داهمه في الأيام الأخيرة من حياته التي امتلأت بالعطاء والإبداع في عالم الفن التشكيلي تاركاً فيه بصمة مميزة أثرت الفن المصري الحديث. كما رحل عن عالمنا الفنان السوداني الأصل والجنسية، والمصري الهوية والروح إبراهيم خان الذي كان مثالا بفنه وحضوره، على وحدة وادي النيل شماله وجنوبه، وقد وافته المنية بمستشفي الشروق بالقاهرة مساء التاسع من يناير عن عمر يناهز السبعين بعد صراع طويل مع المرض حيث كان يعانى من سرطان الكبد والرئة. وقد ترك خان رصيداً من الأعمال السينمائية بلغت نحو 50 فيلماً كان من أشهرها فيلم «غروب وشروق» مع المخرج صلاح أبو سيف، و40 مسلسلا تلفزيونيا كان من أبرزها «رأفت الهجان». وفي السابع من مايو (أيار) الماضي رحل الملحن رياض الهمشري إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، ليترك برحيله فراغاً واضحاً كما قال عنه زملاؤه الفنانون. جاءت الوفاة في العاصمة اللبنانية بيروت التي كان يقيم فيها رياض منذ عدة سنوات عقب صدور حكم عليه بالسجن في إحدى القضايا العائلية التي رفض تنفيذ الحكم فيها في مصر. وعلى الرغم من تعامله مع نجوم الطرب المصري والعربي، إلا أن أوبريت «القدس حترجع لنا» الذي قام بتأليف كلماته مدحت العدل وشارك في غنائه عدد كبير من نجوم الغناء العرب في عام 2000، يبقى علامة في تاريخ رياض الهمشري كملحن. وفي العاشر من يونيو (حزيران) أفل نجم شيخ كتاب السيناريو المصريين عبد الحي أديب بعد رحلة من العطاء الطويل في عالم الكتابة للسينما قدم خلالها ما يزيد على 130 سيناريو فيلم سينمائي اختير من بينها أربعة أفلام ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري كان في مقدمتها فيلم «باب الحديد» مع المخرج يوسف شاهين. وكان آخر ما انتهى من كتابته سيناريو فيلم «ليلة البيبي دول» الذي بدأ تصويره في شهر رمضان الماضي ويخرجه ابنه الأوسط المخرج عادل. وفي الثالث عشر من يونيو الماضي ترحل نجمه أخرى ولكن في مجال الإذاعة بعد مشوار بدأ منذ العام 1945، تلك هي أم الإذاعيين صفية المهندس التي رحلت عن عمر يناهز الرابعة والثمانين بعد صراع مع المرض وغيبوبة متقطعة عانت منها في الفترة الأخيرة من حياتها. وفي الرابع عشر من شهر سبتمبر(أيلول)، وعقب إفطار اليوم الثاني من شهر رمضان، رحل الفنان المصري حسين الشربيني عن عمر يناهز الثانية والسبعين بعد معاناة مع المرض استمرت نحو 5 سنوات. ليلحق به في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الفنان الكوميدي يونس شلبي أحد أشهر أعضاء مدرسة المشاغبين والذي عانى على مدى سنوات من مرضه التي قاربت العشر سنوات من آلام نكران الجميل وندرة الوفاء من قبل زملائه الفنانين الذين لم يكن يسأل منهم أحد عليه.

وبعيداً عن أخبار الفراق والرحيل، فإن عام 2007 يستحق وبجدارة لقب عام قضايا النجوم، ففي شهر فبراير (شباط) أثيرت واحدة من أكثر القضايا الفنية جدلاً حينما وجهت التهمة للإعلامية ومقدمة البرامج بقناة روتانا هالة سرحان، بالتغرير بثلاث فتيات ودفع مقابل مادي لهن للظهور في حلقة تلفزيونية عن بنات الليل لبثها في إطار برنامج «هالة شو» الذي يعرض علي قناة روتانا سينما، حيث ادعت الفتيات أن هالة سرحان طلبت منهن القول بأنهن يحترفن الدعارة واعدة إياهن بعدم الكشف عن هويتهن إلا أنه وبمجرد إذاعة الحلقة تكشفت حقيقتهن لأسرهن مما سبب لهن ضرراً كبيراً، وتواصلت حلقات الإثارة في القضية بعد إعلان الطب الشرعي عذرية فتاتين من الثلاثة، أما الأخرى فكانت متزوجة. وعلى الرغم من صدور قرار بضبط هالة سرحان والتحقيق معها ووضعها علي قوائم الوصول في الموانئ المصرية، إلا أنها لم تعد إلى مصر التي كانت بخارجها وقت تفجر الأزمة وما زالت خارجها حتى الآن، رغم تقديمها برنامج «قناة خمس نجوم» في رمضان الماضي علي قناة «روتانا» من بيروت. المطربة أنغام هي الأخرى طالتها المشكلات والتحقيقات مرتين هذا العام، الأولى كانت في شهر مايو أثناء قيامها بتصوير كليب ألبومها الأخير «كل ما نقرب لبعض» في مسجد السلحدار الأثري بالقاهرة، حينما أعلن إمام المسجد أن أنغام صورت داخل المسجد بملابس عارية وهو ما يسئ للإسلام، بينما أكدت أنغام أنها لم تصور داخل المسجد بل في إحدى غرفه الأثرية كما أنها كانت ترتدي ملابس محتشمة. الأزمة وصلت إلى حد الخلاف بين وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للآثار الذي شكل لجنة للتحقيق في القضية أثبتت براءة أنغام. وأصبحت أنغام مادة لصفحات القضايا مرة أخرى في شهر سبتمبر الماضي بعد إعلانها الانفصال عن زوجها الموزع الموسيقي فهد وإقامتها دعوى خلع ضده لم يحكم فيها حتى الآن على الرغم من التصريحات الشائكة التي تبادلها الطرفان على صفحات الجرائد. وفي عز حرارة شهر أغسطس (آب) وقع اختيار المجموعة العربية في النداء العالمي من أجل مكافحة الفقر، على شاعر العامية المصري الشهير أحمد فؤاد نجم، 78 سنة، ليكون سفيرا للفقراء في العالم إلى جانب رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا ليصبح الناطق في المحافل الدولية باسم فقراء العالم العربي.

الأحداث الفنية في العام 2007 على مستوى السينما والتلفزيون لم تكن غير عادية ولكنها شهدت طفرات في الإنتاج، وخاصة في ما يتعلق بفيلم الفنان عادل إمام «مرجان أحمد مرجان» الذي يعد أول فيلم مصري تصل ميزانيته إلى 20 مليون جنيه.

مسلسل الملك فاروق أيضاً كان حالة خاصة في دراما التلفزيون في عام 2007، ليس فقط من حيث الإنتاج الضخم الذي تخطى حاجز الـ20 مليون جنيه، ولا بسبب إسناد إخراجه للمخرج السوري حاتم علي، ولكن أيضاً بسبب ما نتج عنه من زوابع في الشارع المصري الذي تعرف على صورة مغايرة لتلك المرحلة من تاريخ مصر غير التي قرأها في كتب التاريخ المعتادة، ليرى تاريخاً جديداً سمع عنه للمرة الأولى لتلك الشخصية التي ألصق بها العديد من التهم والإسقاطات الأخلاقية بعد قيام ثورة يوليو عام 1952، ولتنقسم مصر بين مؤيد لفترة الملكية وآخر مؤيد للجمهورية. دراما التلفزيون كانت أيضاً على موعد مع اثنين من نجوم سينما الماضي الجميل للمرة الأولى في حياتهما، وهما الفنان عمر الشريف الذي قدم مسلسل «حنان وحنين»، والفنانة لبنى عبد العزيز التي قدمت مسلسل «عمارة يعقوبيان». وعلى الرغم من عدم نجاح المسلسلين، إلا أن وجودهما خلق حالة من التوهج الفني علي الشاشة.