فعالية دافئة في قناة «القصباء» بالشارقة

العالم في فنجانك

TT

جميع أنواع الشاي تأتي من النبات نفسه.. لكن سرَّ النكهة والمذاق يكمن في طرق قطف الأوراق ومعالجتها، ولا أحلى من قشعريرة البرد عندما يطفئها فنجان من الشاي. هذا ما ستحس به عندما تشاهد مع عائلتك احتفالية «العالم في فنجانك» قناة القصباء، والتي تقام يومياً في الهواء الطلق، حيث تبدأ من الساعة 5 مساءً وحتى الـ 12 منتصف الليل. وتهدف الفعالية إلى تعريف الزوار إلى أنواع الشاي المختلفة، هذا المشروب الشهير والشائع في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى تعريف الجمهور فوائد الشاي وطرق تقديمه من بلد إلى آخر، حيث تقدم الفعالية أساليب تقديم الشاي وأنواعها في عدة بلدان مثل سري لانكا وكينيا والصين والهند وبريطانيا وغيرها من الدول.

ولا أمتع من مشاهدة العروض الرائعة، والتي تقدمها الفرقة الاستعراضية الهندية، وأنت تحتسي شاي الكرك الهندي الذي يحتاج صنعه إلى صبر حتى يجهز، والشائق هو متابعة طريقة عمل هذا الشاي الذي يتم تحضيره في إبريق شاي صغير يملأ نصفه بالماء وتضاف إليه ثلاث ملاعق من الشاي الخشن وخمس حبات هيل وقليل من الزعفران. وإضافة للفرقة الهندية، يستمتع الحضور بالعروض الجذابة لفرقة التنورة المصرية والفرقة الصينية. ويوضح مروان السركال، المدير التنفيذي لمكتب تطوير قناة القصباء، أن الشاي في الصين ليس مجرد مشروب دافئ يتناوله المرءُ بعد وجبة الغداء أو العشاء، مستشهدا بالمثل الشعبي الصيني الذي يقول «خيرٌ ان تذهب الى العمل دون افطار ثلاثة ايام على ان تذهب يوماً واحداً بدون شرب الشاي». وتتميز طقوس الشاي الصيني عن طقوس الشاي الياباني بكونها اكثر هدوءاً واعتمادها على المذاق والرائحة في حين تركز طقوس تحضير الشاي على الطريقة اليابانية على فنون مهارة اليد اثناء التحضير والتقديم. أما انجلترا من الممكن أن يُشك في أصولك العريقة إذا كنت ممن لا يضعون شاي الظهيرة ضمن البرنامج اليومي. ومعروف أن جلسات المثقفين والعامة في مقاهي القاهرة لا تكتمل إلا بمرور (كباية) الشاي عشرات المرات.. ويسرد السركال قصة طريفة حول كيفية انتشار مشروب الشاي في بريطانيا. ويعود ذلك لقصة طريفة تفيد بأن امرأة بريطانية انزعجت كثيرا من إفراط الرجال في احتساء القهوة، فما كان منها إلا أن قدمت كتيبا مشهورا عام 1674 عرف باسم «دعوى النساء ضد القهوة» سلطت فيه الضوء على أضرارها على الرجال صحياً، وأيضا تأثيرها في أسرهم. فجلسات القهوة الطويلة، التي كان يحتسي فيها البريطاني ما يقارب العشرين أو أكثر في اليوم، تجعل الرجل لا يجلس مع عائلته بما فيه الكفاية، إضافة إلى تحوله إلى مدمن على مادة الكافايين. ولم تكتف السيدة بالكتيب، بل قامت أيضا بتقديم بديل له هو الشاي، ومنذ ذلك الحين أصبح مشروبا ينافس القهوة، وأصبح له أيضا موعد ثابت هو الساعة الخامسة. وقد تضيف له كل عائلة إما قطعة ليمون أو قليلا من الحليب، وتمتد فعالية الشاي من 27/12 حتى 5/1-2007. ويمكن للزوار وهم يحملون أكواب الشاي الاستمتاع بركوب «عين الإمارات»، وهي أكبر عجلة دوارة في نوعها بالمنطقة، إضافة إلى رحلات العبرات التقليدية على ضفاف القناة.