«محاربون + عشاق» يستخدمون الموضة للتبرع لفلسطين وكولومبيا

«تي شيرت الإرهاب» يقسم الدنماركيين

TT

بعد أن اتهمت السلطات الدنماركية عددا من الشبان والشابات، يقومون ببيع وتوزيع «تي شيرت» يحمل شعار «محاربون + عشاق»، ويساندون «قوات الجيش الثوري الكولومبي»، و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، بالتحريض على العنف المسلح، اصدرت المحكمة قرارا يبرئ هؤلاء الشباب من التهم الموجهة اليهم. وتمت محاكمة أعضاء المجموعة الشهر الماضي وبرر الاتهام بالقول ان 3.5 جنيه استرليني من كل بيعة، يجري التبرع بها من قبل المتهمين للمنظمتين المذكورتين.

وقد اطلق على المحاكمة: «محاكمة تي شيرت الارهاب» فيما تحول الى واحدة اكثر المحاكمات اثارة للجدل والفضول في الدنمارك. اما الجريمة، فهي كما قال احد المتهمين، ممن لم يذكر اسمه تماشيا مع القانون الدنماركي الذي يمنع التصريح بذلك لوسائل الاعلام، انه وضع ملصقا على سيارته التي يستخدمها لبيع سندويتشات الـ«هوت دوغ»، يظهر عليه «تي شيرت» يحمل شعار حركتين مسلحتين مصنفتين من قبل الاتحاد الاوروبي كمنظمتين إرهابيتين، هما: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقوات المسلحة للجيش الثوري الكولومبي (فارك).

ملابس «تي شيرت» صممت وطبعت وجرى تسويقها عبر الانترنت. وقد بيع الواحد منها بـ 15 جنيها استرلينيا، (3.5 جنيه للجبهة الشعبية والقوات الكولومبية). وتولى ذلك مدرس، وطالبان، وصاحب دكان للطباعة، وصاحب الموقع الالكتروني الذي تولى الاعلان عن الـ«تي شيرت»، ودنماركي يعمل في دائرة حكومية.

المجموعة المتهمة تطلق على نفسها «محاربون + عشاق»، اتهم افرادها بالتحريض على الارهاب، مما يقع تحت طائلة قانون «محاربة الارهاب»، الذي سن في الدنمارك، بعد احداث 11 سبتمبر، ويفرض على المتهم، في حال إدانته، سجنا قد يصل الى عشر سنوات.

محاكمة المجموعه هذه فتحت جدلا حول حرية التعبير في الدنمارك، هو الثاني من نوعه، منذ الجدل الصاخب الذي اثارته رسوم كرتونية للنبي محمد عام 2005، والذي انتقل إلى قاعات المحاكم منذ سبتمبر (ايلول) الماضي حتى حسم الاسبوع الماضي بقرار البراءة. وصدر قرار البراءة على اساس أن المجموعتين التي تحمل الملابس شعارهما ليستا من المجموعات الارهابية.

الجدل حول الموضة ليس امرا غريبا على الاطلاق لكن بعضه يثير اسئلة. فأحد الرموز التي تلقى الاعجاب عند مجموعة المتهمين كان، الفلسطينية ليلى خالد، التي قادت وشاركت في عمليات خطفت لطائرات وقعت في سبعينات القرن الماضي، إذ تمتدح المجموعة «نموذجها الشبابي الكلاسيكي» الى جانب رمز آخر هو ناشط حرب العصابات الكولومبي، جاكوب اريناس، الذي اسس «القوات المسلحة للجيش الثوري الكولومبي» في ستينات القرن الماضي.

بعض المتهمين من المجموعة ـ حسب صحيفة الـ«غارديان» ـ لا يتقبل رؤية الآخرين للحرب، إذ يستسيغ إضفاء جاذبية على النضال المسلح. وتقول فتاة من المجموعة اشرفت على تلبية مئات طلبات الـ«تي شيرت» حول العالم قبل اعتقال افراد المجموعة «إن غالبية زبائننا هم من البدناء وكبار السن من الرجال». وقد توصلت الى هذه النتيجة من خلال الطلبات التي تلقتها وقامت بتلبيتها، فالغالبية طلبت ملابس من مقاس «اكس اكس ال»، الواسع جدا، بينما كانت أسماء معظمهم من موديلات قديمة ـ على حد قولها.

المتهمون اصروا من جانبهم على القول إنهم لم يرتكبوا اية جريمة. وهم يعتقدون أن «لائحة الارهاب» التي يضعها الاتحاد الأوروبي ليست ديمقراطية، فقد «تم وضعها خلف ابواب مغلقة واستنادا الى مواصفات غير معروفة» ويضيفون «ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقوات المسلحة للجيش الثوري الكولومبي، هما منظمتان غير إرهابيتين، بل حركتان مقاومتان شرعيتان مقارنة بحركة مقاومة النازية الدنماركية خلال الحرب العالمية الثانية». وهم يرون ان أيا من المنظمتين لم يجر تصنيفها كإرهابية من قبل بريطانيا مثلا. اكثر من ذلك يقولون أيضا انهم لا يستثمرون العنف، على اعتبار ان 3.5 جنيه من كل بيع تذهب للمنظمتين كتبرع يوظف في مشاريع انسانية. عندما بدأت محاكمة مجموعة «محاربون + عشاق»، في 20 سبتمبر (ايلول) الماضي، اتخذت سريعا ابعادا تفوق ما قامت به المجموعة، اذ شارك في المحاكمة شهود من كل من الولايات المتحدة وإسرائيل وأميركا الجنوبية. الطريف ان مجموعة «محاربون + عشاق» قررت في حال دخول افرادها السجن عدم التوقف عن الابداع وانتاج الـ«تي شيرت». واستبدال ذلك بإنتاج ولاعات ذهبية تحمل عبارة: «نار للمحاربين وضوء للعشاق».