بوش يقضي ساعتين مع التاريخ السعودي

كتب عن إعجابه بالتراث السعودي على مكتب أهداه ترومان للملك عبد العزيز قبل 57 عاما

الرئيس جورج بوش يرقص العرضة مع الامير سلمان (رويترز)
TT

توقف الرئيس الأميركي جورج بوش، كثيرا عند مجسم لباب الكعبة، يمثل إحدى ركائز المتحف الوطني السعودي الذي تجول فيه صباح أمس برفقة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لمدة طويلة، بينما تخطت زيارته لمركز الملك عبد العزيز التاريخي، حاجز الـ80 دقيقة. والمتحف الوطني، هو احد العناصر المشكلة لمركز الملك عبد العزيز التاريخي، والذي كان محطة لتوقف الرئيس الأميركي مع التراث السعودي، الذي امتدحه كثيرا خلال جولته.

خلال زيارة بوش للمتحف الوطني، عاش حقبا زمنية متعددة. فالمتحف، يستقبل الزائر بتعريف عن بداية الإنسان والكون، تختصر له كل ما يريد معرفته في هذا الشأن، قبل أن تنقله إلى البعثة النبوية الشريفة، وصولا إلى بدايات الدولة السعودية، حتى عصرها الحديث.

بوش، ابن تكساس، المدينة الأميركية الغنية بالنفط، كان منشدا لقسم داخل المتحف الوطني، يشرح بدايات اكتشاف النفط في المملكة السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط، حيث استمع إلى شرح مفصل حول بدايات ظهور البترول هنا منذ العام 1950، والطرق التي كانت تستخدم في استخراجه.

وكان للرئيس الأميركي، وقفة مع الدرعية، عاصمة الدولة السعودية الأولى، حيث استمع باهتمام لشرح مفصل قدمه الأمير سلمان بن عبد العزيز، الرجل المعروف بحبه للتاريخ، وعشقه للتراث.

وبعد أن التقطت الصور للرئيس الأميركي والأمير السعودي مع مجسم لمحافظة الدرعية التي يسعى لتحويلها الآن لوجهة سياحية، تجول الرجلان في جناح خاص يعكس الاهتمام الذي أولته الحكومة السعودية بالحرمين الشريفين والعناية بهما.

كان هذا الجناح، يضم مجسما لباب الكعبة المشرفة، الرمز الخالد للأمة الإسلامية. وتأتي زيارة الرئيس بوش لمركز الملك عبد العزيز التاريخي، بعد قرابة الـ24 ساعة من زيارة مماثلة قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمركز نفسه.

الأمير سلمان بن عبد العزيز، كان في استقبال الرئيس الأميركي لدى وصوله لمقر مركز الملك عبد العزيز التاريخي، في الوقت الذي كان في انتظاره أيضا مجموعة من طلاب مدارس الرياض، الذين التقطوا الصور التذكارية مع رجل أميركا الأول.

وعلى وقع قرع الطبول وأصوات فرقة الدرعية التي صدحت بالعرضة السعودية، شارك الأمير سلمان بن عبد العزيز وضيفه الأميركي، العرض على إيقاع العرضة. وقام الرئيس جورج بوش يرافقه الأمير سلمان بن عبد العزيز، بجولة داخل قصر المربع شملت الديوانية، ومجالس الملك عبد العزيز، حيث شاهد بوش معرضاً يتضمن صوراً للعلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.

وبعد أن تناول الرئيس بوش والأمير سلمان بن عبد العزيز طعام الإفطار، سجل الأول كلمة في سجل التشريفات على المكتب الذي أهداه الرئيس الأميركي هاري ترومان للملك عبد العزيز عام 1950، والذي يعد من المقتنيات الثمينة والنادرة التي تضمها قاعة الملك عبد العزيز التذكارية بدارة الملك عبد العزيز.

وقدم الامير سلمان بن عبد العزيز للرئيس بوش هدية تذكارية بهذه المناسبة، فيما قدم الرئيس الأميركي هدية تذكارية لأمير منطقة الرياض، كما تسلم بوش أيضا هدية مماثلة من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الذي تناوب ووالده، على شرح محتويات مركز الملك عبد العزيز التاريخي من جهة والمتحف الوطني من جهة أخرى.

وقد حظي مركز الملك عبد العزيز التاريخي، باهتمام غربي كبير، جسده زيارة عشرات رؤساء الدول الغربية لهذا المعلم الحضاري.

ويتكون مركز الملك عبد العزيز التاريخي من متنزه عام ومتحف وطني ومكتبة ودارة تحمل اسم الملك المؤسس، إضافة إلى قصر المربع الذي يعد من أهم عناصر المركز تاريخياً، على اعتبار أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ رحمه الله ـ أمر قبل قرابة 73 عاما، بإنشاء مجمع يتكون من عدد من القصور السكنية ومبانٍ للخدمات وديوان الملك عبد العزيز ضمن سور محصن بالأبراج، وهو ما عرف بقصر المربع، لينتقل بعدها وأسرته إلى العيش في ذلك المكان، الذي شهد مرحلة مهمة من تاريخ الدولة السعودية، وهو الذي كان محطة لاستضافة عدد من ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية. ويحرص المسؤولون السعوديون على أن يكون مركز الملك عبد العزيز التاريخي محطة أساسية في زيارة أيِّ زعيم غربي أو عربي إلى الرياض، كما كان الحال مع العديد من رؤساء الدول الغربية.