زيارة نصر الله ممنوعة لمن يعانون.. رهبة الأماكن المغلقة

TT

فاجأ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله حشود المشاركين في مسيرة عاشوراء، بظهوره المفاجئ بينهم بعدما جرت العادة ان يخاطبهم عبر الشاشات العملاقة التي كانت تنصب لهذه الغاية. ورغم ان نصر الله شارك في احياء ليالي عاشوراء خمس مرات هذا العام في اماكن عامة، لكنها المرة الاولى التي يشارك فيها في تظاهرة علنية منذ «مهرجان النصر» الذي اقامه الحزب بعد حرب يوليو (تموز). ومنذ ان تخلى نصر الله عن منزله المؤجر لمالكيه الاصليين بعد الحرب الاخيرة، وتكتم الحزب على عنوان الموقع الجديد لمكاتب الامانة العامة للحزب ـ التي كانت اول ما دمر في الضاحية خلال الحرب ـ لم تعد زيارة نصر الله تقليدية، اي لم تعد محددة بالزمان والمكان. ومنذ ذلك الحين ومعظم الذين يلتقيهم نصر الله من «اهل البيت» أي من حلفاء الحزب. أما في المرات القليلة التي يلتقي فيها بشخصيات اخرى، فإن الهاجس الامني يكون سيد الموقف. وتنطبق هذه الحال على الامين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، الذي التقى نصر الله مرتين خلال مفاوضاته مع القيادات اللبنانية اواخر العام الماضي ومطلع العام الحالي. ولم يتم اطلاع موسى، في المرتين، على الموعد الا قبل فترة وجيزة جدا وبعد تهيئة اجواء اللقاء. وحظي موسى في المرة الثانية بـ«ميزة» تفاضلية، اذ تم تخفيف اجراءات الانتقال التي يتولاها امن الحزب من منطقة معينة يتم الاتفاق عليها، ويتم تغييرها قبل دقائق من الوصول اليها لمزيد من الامان، ذلك ان موسى مر بتجربة غير مشجعة خلال اللقاء ما قبل الاخير ابتداء بعملية «النقل» التي تمت بسيارات مقفلة بالكامل يجري تبديلها أكثر من مرة في ملاجئ تكون تحت الارض وفي مناطق مختلفة، مما أطال الى حد كبير رحلة الوصول الى الموعد ... فيومها اصيب موسى باعياء شديد نتيجة هذه الاجراءات بسبب عدم قدرته على التأقلم مع «الاماكن المقفلة».

وسبق لنصر الله أن استقبل أيضا نبيه بري وأمين الجميل، وكذلك عددا من السفراء من بينهم السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة. وقالت مصادر في حزب الله لـ"الشرق الأوسط" إن الجميع يخضعون لنفس الإجراءات الأمنية.