الكوبيون يبايعون اليوم نوابهم في انتخابات لا منافسين فيها

614 مرشحا لملء 614 مقعدا من بينهم فيديل كاسترو.. والانتخابات قد تكون مدخلا لعودته

TT

ينتخب الكوبيون اليوم ممثليهم في الجمعية الوطنية في انتخابات لم يترشح اليها الا عدد مطابق لعدد مقاعد البرلمان، من بينهم فيديل كاسترو الذي قد تكون اعادة انتخابه مدخلا لعودته الى سدة الرئاسة. ووصف المنشقون الكوبيون هذه الانتخابات بـ«المهزلة» ولو ان الاكثر اعتدالا بينهم يرون فيها فرصة قد تخرج النظام من «جموده»، فيما انتقد رئيس البرلمان الالماني نوربرت لامرت الانتخابات ووصفها بأنها «مهزلة».

ودعي اكثر من 3.8 مليون كوبي الى صناديق الاقتراع لانتخاب النواب الـ 614 في الجمعية الوطنية الحاكمة الشعبية (البرلمان) والتي ستعين فيما بعد 31 منهم في مجلس الدولة (الحكومة) الذي يرأسه فيدل كاسترو منذ عام 1976. ودعت السلطات الكوبيين الذين لم يعرف 70 في المائة منهم رئيسا الا فيديل، الى «تصويت موحد» ما يعني التصويت بالاجماع للمرشحين الرسميين وتاليا مبايعة النظام.

وقال كاسترو فى رسالة وجهها الى الشعب عبر شاشات التليفزيون الوطني مؤخرا: «اني اؤيد بشدة اسلوب الصوت الواحد». وكان كاسترو قد اقترح اسلوب «الصوت الواحد» في مطلع التسعينات الماضية في الوقت الذي تفكك فيه الاتحاد السوفياتي لاظهار «وحدة» الشعب الكوبي. وترى السلطات الكوبية ان هذا الاسلوب يسمح للمرشحين المغمورين بالتمتع بنفس الفرص على قدم المساواة مع المرشحين «المشهورين» مثل فيديل وراؤول، الا ان المنتقدين يقولون انه لن تكون هناك انتخابات على الاطلاق لان «عملية الاختيار تمت مقدما».

وعينت المجالس البلدية المنتخبة في اكتوبر (تشرين الاول) نصف المرشحين الـ614 للبرلمان فيما عينت النصف الاخر النقابة الوحيدة و«المنظمات الجماهيرية» التابعة للنظام. وعلى الرغم من أن الانتخابات لن تسفر عن اية مفاجأة، اذ ان عدد المرشحين مساو تماما لعدد المقاعد في عملية انتخابية، فان الاستحقاق اتخذ هذه السنة بعدا غير مسبوق بسبب الغموض المحيط بنيات الزعيم التاريخي للثورة الكوبية فيديل كاسترو في ما يتعلق بدوره على رأس النظام.

واضطر فيديل كاسترو في 31 يوليو (تموز) 2006 وبعد ترؤسه البلاد منذ عام 1959، الى تفويض صلاحياته «مؤقتا» الى شقيقه راوول اثر خضوعه لعملية جراحية اولى بسبب اصابته بنزيف خطير في الامعاء، واصدر منذ ذلك الحين اشارات متناقضة بشأن مستقبله في السلطة.

ففي ديسمبر (كانون الاول) الماضي اعلن للمرة الاولى انه لا يعتزم «التشبث» بمهامه ولا قطع الطريق امام قيادة شابة. ثم عاد وابلغ الصحافة الاربعاء الماضي بانه لا يملك «القدرة الجسدية» للمشاركة في الحملة الانتخابية والقاء خطب. غير ان الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا كان قد صرح في اليوم السابق بعد لقاء كاسترو على مدى ساعتين ونصف الساعة انه رآه «على استعداد للاضطلاع بدوره السياسي التاريخي» ويتمتع بـ«صحة ممتازة» وبـ«وضوح مذهل في التفكير». وظهر المسؤولان في شريط فيديو بدا فيه كاسترو ضعيفا انما افضل حالا من قبل وبكامل وعيه.

وسيكون امام الجمعية الجديدة بعد انتخابها مهلة 45 يوما حتى الخامس من مارس (آذار) لتشكيل مجلس الدولة الذي سيختار رئيسه وهو رئيس الدولة. ويرى جميع المحللين تقريبا ان الجمعية ستتبنى قرار فيديل كاسترو نفسه بشأن مستقبله السياسي.

وعمد الزعيم الكوبي خلال ممارسته السلطة بلا منازع على مدى نصف قرن تقريبا الى تجسيد المسؤوليات في شخصه ولم يسفر ابتعاده عن السلطة منذ حوالي سنة ونصف السنة عن اي تغيير او اضطراب في البلاد. ويمكنه بصفته رئيسا للبلاد وللحزب الشيوعي ان يختار التخلي عن احد هذين المنصبين، غير انه سيحتفظ على الارجح بدور الحكم والمرشد الاعلى للبلاد الذي لا يخطر لأي كان في القيادة الكوبية ان ينقضه له.

ويؤكد شقيقه راوول الذي تولى قيادة البلاد «بالوكالة» وبالتعاون مع نائب الرئيس كارلوس لاغي انه يستشير شقيقه الاكبر في كل القرارات المهمة. غير ان بعض المحللين يرجحون تثبيت راوول كاسترو على رأس مجلس الدولة بدل شقيقه، على ان يتولى فيدل تحديد التوجهات الكبرى للبلاد ويعنى راوول بادارة الشؤون الجارية.