مشرف يبدأ اليوم جولة أوروبية من بروكسل

محللون يرون في زيارته محاولة لتحسين صورته أمام الغرب

TT

يبدأ الرئيس الباكستاني برويز مشرف اليوم جولة اوروبية تقوده الى بلجيكا وفرنسا وبريطانيا والمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، في وقت حذرت فيه وكالة الاستخبارات الاسبانية كل من فرنسا والبرتغال وبريطانيا من خطر اعتداءات مرتبطة بزيارة الرئيس الباكستاني.

ونقلت صحيفة «ال باييس» عن مصادر قريبة من الاستخبارات الاسبانية ان «خلايا متنقلة تضم خصوصا مواطنين باكستانيين تستعد لارتكاب هذه الاعتداءات التي ستستهدف ايضا اسبانيا في صورة وشيكة». وتأتي هذه الجولة في وقت تتجه انظار المجتمع الدولي منذ فترة الى باكستان، الدولة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي، لما تشهده من ازمة سياسية واعمال عنف غير مسبوقة قبل شهر من الانتخابات التشريعية والمناطقية المقررة في 18 فبراير (شباط) المقبل.

ويزور مشرف اليوم بروكسل حيث يلتقي الاثنين عددا من كبار المسؤولين في المفوضية والبرلمان الاوروبيين قبل ان يجري محادثات مع رئيس الوزراء البلجيكي غي فرهوفشتات، على ما صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد صادق لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال صادق ان رئيس الدولة الباكستاني سيبحث مع محادثيه خصوصا في التعاون الثنائي والتجارة والقضايا المتعلقة بالدفاع، علما أن اسلام اباد تؤكد ان الاتحاد الاوروبي هو اكبر شريك تجاري لها وأن حجم المبادلات السنوية يبلغ تسعة مليارات دولار.

ورأى حسن عسكري رضوي المحلل السياسي والرئيس السابق لادارة العلوم السياسية في جامعة البنجاب، تعليقا على الزيارة، إن مشرف «سيرغب في حشد الدعم لنفسه، الذي يتأرجح على المستوى الدولي، وهو يحتاج إلى هذا الدعم ليواجه التحديات السياسية الخطيرة داخل باكستان في الشهور المقبلة». واعتبر الجنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود ان «مشرف سيحاول ان يترك لدى القادة الاوروبيين انطباعا بان كل شيء على ما يرام في بلاده وان الوضع ليس سيئا كما يظنون». واضاف «انه يريد ايضا ان يثبت للباكستانيين انه يتمتع بمقام فعلي على الصعيد الدولي وانه لا يزال ضروريا». وينتقل مشرف مساء غد الى باريس في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها الرئيس نيكولا ساركوزي ورجال اعمال. واعلن الناطق باسم الاليزيه ديفيد مارتينون في اللقاء الاسبوعي بالصحافيين «انه لقاء هام جدا في ظرف دقيق جدا تمر به باكستان اثر اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو الشنيع في 27 ديسمبر (كانون الاول)».

وأضاف ان ساركوزي «سيعرب للرئيس مشرف عن تضامن فرنسا مع الشعب الباكستاني في هذه المحنة وسيكرر له ان الرد الوحيد على الارهاب هو تنظيم انتخابات في افضل ظروف ممكنة من الحرية والتعددية والشفافية والامن».

وبعد ذلك يتوجه مشرف الى دافوس حيث تنعقد قمة اقتصادية عالمية الاربعاء والخميس ويغتنم الفرصة لمقابلة عدد من الشخصيات في هذا المجمع الرياضي الشتوي الصغير في سويسرا، منها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيره وجاره الافغاني حميد كرزاي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

واعلن مسؤول باكستاني لوكالة الصحافة الفرنسية رفض الكشف عن هويته ان «الهدف هو طمأنة الغربيين حول عزمه على مكافحة الارهاب والنهوض بالديمقراطية». ويزور مشرف في ختام جولته يوم السبت المقبل لندن حيث يلتقي رئيس الوزراء غوردون براون ورجال اعمال وممثلين عن الجالية الباكستانية الكبيرة في بريطانيا.