اخضرار متواضع بعد انتشال «القياديات» للسوق من خسارة 159 نقطة

على الرغم من الضغط السلبي من شركات الصناعة الثقيلة وتراجع قطاع البنوك والأسمنت

TT

استطاعت أسهم الشركات القيادية أن تجبر المؤشر العام على الاخضرار المتواضع، بعد أن تمكنت هذه الشركات من انتشال سوق الأسهم السعودية من خسارة 159 نقطة، كانت قد حققتها في داخل تعاملات الأمس، بعد أن لامس المؤشر العام مستوى 11384 نقطة، لتبدأ السوق بعدها في الاتجاه التصاعدي.

إذ غلب على حركة السوق أمس التذبذب الحاد، والذي اتصفت به السوق خلال الفترة الأخيرة، بعد التردد الواضح الذي تعكسه أسهم الشركات القيادية في الارتفاع، بعد أن لازمها الصعود لفترة طويلة، تزامنا مع الترقب الواضح لظهور النتائج النهائية للشركات الكبرى في السوق، والذي دفع بعض المحافظ إلى التنقل بين القطاعات محاولة اغتنام الفرص في أسهم بعض الشركات ذات النمو المتوقع.

إلا أن أسهم شركة الكهرباء السعودية، كانت الأبرز في تحركات الأمس، بعد أن شهدت أداء لافتا قلص من كمية التشاؤم التي لحقت بالسوق، مع بداية فترة التعاملات أمس، لتغلق على ارتفاع قوامه 4.7 في المائة، بالإضافة إلى تضامن أسهم شركة سابك بارتفاع قوامه 1.76 في المائة، مع صعود أسهم شركة الاتصالات السعودية بنسبة 6 أعشار النقطة المئوية.

وجاء الضغط السلبي على حركة المؤشر العام من قبل أسهم الشركات الصناعية الثقيلة، والتي عانت من تصدر قائمة الأكثر تراجعا في السوق، في مقدمتها أسهم «المتقدمة» المتراجعة بمعدل 6.2 في المائة، بالإضافة إلى تراجع القطاع الأسمنتي الذي تصدر القطاعات من حيث نسبة الانخفاض بتراجع نسبته 1.9 في المائة.

كما ساهم القطاع البنكي في الجانب السلبي من حركة السوق، بعد تراجع أسهم أغلب شركات القطاع، جميع هذه الأسباب شكلت عامل ضغط على الحركة الإيجابية لأسهم الشركات القيادية الايجابية.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» فهد السلمان مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية تعاني حاليا من استقراء المستثمرين للنتائج النهائية التي تنتظر من بعض الشركات التي توصف بالاستثمارية، مضيفا ملاحظته على أن الإعلانات الإيجابية غالبا ما تقبل بالتراجع من أسهم الشركة، نظرا لفقدانها عنصر المفاجأة في نسبة النمو.

وأفاد بأن عنصر المفاجأة اختفى من بعض شركات النمو نظرا لتواتر التوقعات حول النتائج المنتظرة، إلا أن هذا العنصر وجد بالشركات الخاسرة التي تفاعلت أسهمها، مع إعلان تحقيقها أرباحا أول على الأقل تقليصا لنسبة كبيرة من خسائرها المحققة في العام الماضي، موضحا أن هذه الإعلانات في الشركات الضعيفة ماليا، أعادت الثقة إلى المضاربين ببعدها عن تكرر سيناريو أنعام وبيشة.

وأبان السلمان أن هذا السلوك يتضح من خلال خروج السيولة من أسهم الشركات ذات المستقبل الواعد، التي قل بريقها مع ارتفاع أسعارها بصورة قوية، لتبدأ الأنظار في التجول حول أسهم الشركات التي لم تنل نصيبها الوافر من الارتفاع، خصوصا مع ظهور إعلاناتها الإيجابية.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» فهد السعيد وهو محلل فني، اقتراب المؤشر العام من مستويات الدعم عند 11350 مكنت السوق من التقاط أنفسها من مسلسل التراجع، الذي انتاب السوق من بداية تعاملات الأربعاء الماضي، إلى افتتاحية تعاملات أمس، مما جعل السوق تعكس ملامح فنية إيجابية ترجح استمرار الارتداد إلى مستويات 12 ألف نقطة من جديد، لتحاول اختراق هذا الحاجز.