ستيني متهم بتبديد 100 ألف يورو من المال العام

ادعى المرض طوال عامين للبقاء في المستشفى وتجنب دفع مصاريف الإيجار والعيش

TT

ألقت الشرطة النمساوية القبض على مواطن نمساوي عاطل عن العمل يناهز الستين من العمر، بعد أن نجح في استغلال نظام التأمين الصحي لأكثر من عامين، تنقل خلالهما كمريض بين 93 مستشفى، مشتكيا من أمراض وأعراض وهمية، حتى يوفر لنفسه سكنا وغذاء مجانيين.

وبالفعل توفر للرجل كل ما طلبه، من سكن نظيف آمن، وغذاء صحي منتظم، ورعاية طبية. وكان الأمر سيستمر إلى ما لا نهاية لولا أن الصدفة قادت طبيبا يعمل بمستشفى ماورسوشلاق العمومي بإقليم استريا، جنوب شرقي النمسا، لاكتشاف الحقيقة، والأسلوب الذي استمرأه الرجل بمعاودة وخداع ذلك العدد الكبير من مستشفيات البلاد. فالرجل كان يصر على عدم مغادرة المستشفى، ويصر على عدم الاقتناع بنتائج الكشف الطبي الدقيق، الذي لا يثبت أيا من ادعاءاته. فمرة هو يعاني من ارتجاج في المخ، ومرة تعرض لحادث سقوط وارتطام بجسم صلب، وغير ذلك من الادعاءات. ورغم أن الكشف كان دائما يثبت سلامته من أي من الأعراض التي يدعيها، إلا أنه ظل يتحايل كل مرة بظهور أعراض جديدة، مما أثار الريبة وقاد المسؤولين لتكثيف الجهود لدراسة موسعة لتاريخه الطبي. وكانت المفاجأة بظهور عشرات الملفات التي باتت تتوالى تباعا من مستشفيات مختلفة، وكلها تشير إلى أنه يبالغ في ما يدعيه من أعراض وأمراض. وفي تحقيق مع الشرطة، حسبما أوردته وسائل الأنباء المحلية، فان الرجل مسجل كعاطل عن العمل طيلة 21 عاما، ظل خلالها يتلقى المبلغ المالي الذي تدفعه الحكومة كإعانة للعاطلين عن العمل. لكن على ما يبدو لم تعد هذه الإعانة تكفيه في العامين الأخيرين، فما كان منه إلا أن ابتدع حالات المرض حتى يتجنب دفع قيمة إيجار السكن ومستلزمات المعيشة، بل برع مع الوقت في التمارض واختراع الأعراض إلى حد إقناع الأطباء بإبقائه نزيلا في المستشفيات التي يزورها لإجراء المزيد من الفحوصات، والبقاء تحت المراقبة الطبية. بعد إلقاء القبض عليه، يواجه الرجل الستيني تهمة تبديد ما يفوق 100 ألف يورو من المال العام.