«المعرفة الاقتصادية» توقع مع «سيسكو» العالمية لعمل تصميم الشبكة الذكية للمدينة..اليوم

باوزير الرئيس التنفيذي للمشروع: مدينة المعرفة سترسخ مفهوم الاقتصاد المعرفي في المنطقة

رسم تخيلي لمدينة المعرفة في المدينة المنورة («الشرق الأوسط»)
TT

تسعى الهيئة العامة للاستثمار الى رسم استراتيجية جديدة لصناعة المعرفة من خلال مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة، والتي تعمل من خلالها على جذب الاستثمارات المعرفية. ويعبر عن الاقتصاد المعرفي إنه اتجاه اقتصادي حديث إذ تعتمد الصناعات المعرفية على كفاءة العنصر البشري واستخدام العقل للتطوير أكثر من الاعتماد على المواد الخام. وذكر طاهر باوزير الرئيس التنفيذي لمشروع مدينة الاقتصاد المعرفي في حوار مع «الشرق الأوسط» بمناسبة مؤتمر التنافسية، أن صناعة المعرفة تستخدم في قطاعات كثيرة مثل صناعة الاتصالات وتقنيات المعلومات وهندسة الإلكترونيات وصناعة البرمجيات وغيرها، مبيناً من خلال الحوار أن المجالات من شأنها إضافة موارد اقتصادية مهمة إذا ما طبقت على الأسس العلمية الصحيحة، بل إن بعض الدول جعلت من الصناعات المعرفية المورد الاقتصادي الرئيسي لها، الى الحوار:

> يتردد مؤخراً مصطلح «الاقتصاد المعرفي»، وكذلك مصطلح «الصناعات المعرفية» هل توضحون هذين المصطلحين؟

ـ المصطلحان يعبران عن اتجاه اقتصادي حديث إذ تعتمد الصناعات المعرفية على كفاءة العنصر البشري واستخدام العقل للتطوير أكثر من الاعتماد على المواد الخام. وتدخل هذه الصناعة في قطاعات كثيرة مثل صناعة الاتصالات وتقنيات المعلومات وهندسة الإلكترونيات وصناعة البرمجيات وغيرها، وهذه المجالات من شأنها إضافة موارد اقتصادية مهمة إذا ما طبقت على الأسس العلمية الصحيحة، بل إن بعض الدول جعلت من الصناعات المعرفية المورد الاقتصادي الرئيسي لها، ولهذا ينطلق إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية من تفعيل هذه الصناعات القائمة على المعرفة. ولعل المقارنة بين شركة مايكروسوفت وهي أكبر شركة للبرمجيات في العالم وحجم مبيعاتها وقيمتها السوقية مع شركة مثل جنرال موتورز للسيارات توضح اهمية الاقتصاد المعرفي في وقتنا الحاضر.

> كيف نشأت فكرة إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية، ومن كان وراءها؟ ـ إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية يأتي لتحقيق الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين لإحداث نقلة حضارية في النمو الاقتصادي للمدينة المنورة. ولم يكن اختيار المدينة المنورة لإقامة هذا الصرح الوطني والتعليمي والاقتصادي فيها إلا لما هو معروف بأن طيبة الطيبة بمكانتها الراسخة بين دول العالم الإسلامي قاطبة ًتحتل مكانة مركزية في نشر العلم والمعرفة، ومن هنا كان توجيه خادم الحرمين الشريفين ببناء مدينة قائمة على الصناعات المعرفية، وعلى هذا الأساس أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية في شهر يونيو (حزيران) عام 2006. > لكن ما الجدوى الاقتصادية التي ستتحقق من إنشاء هذه المدينة؟ ـ إن حجم الاستثمارات التي يتوقع أن تستقطبها مدينة المعرفة الاقتصادية سيصل إلى حوالي 30 مليار ريال (8 مليارات دولار) تضخ مباشرة في اقتصاد المدينة المنورة خلال سنوات إنشاء مدينة المعرفة وهذه سيكون لها تأثير مباشر على نمو الحركة العمرانية في المدينة المنورة، كما أن المشروع يهيأ لاستيعاب 150 الف ساكن إضافة إلى منطقة الضيافة للزائرين تخدم 30 ألف زائر للمدينة بما يخلق فرصا وظيفية جيدة الدخل لأبناء المدينة. كل ذلك يجعل منها مشروعاً جاذباً للمستثمرين لتفعيل حركة اقتصادية مبنية على احتياجات السكان والزوار، الى جانب ذلك فالمدينة بما ستحتويه من تجهيزها ومرافق ستكون مهيئة لاستقطاب العلماء والباحثين المسلمين ورواد الأعمال الراغبين في العمل والاستثمار في مجالات الصناعات المعرفية تعززها المراكز التعليمية المتطورة والتي ستهيأ لاستيعاب 24 ألف طالب وطالبة يشكلون رفدا لبناء اقتصاد معرفي يخدم الأهداف الاقتصادية المستقبلية.

> ما الخطوات الفعلية التي أنجزتها مدينة المعرفة الاقتصادية حتى الآن للتعريف بالمشروع؟

ـ قبل أسابيع تم استكمال المخطط العام لمشروع تطوير مدينة المعرفة الاقتصادية ورفع للاعتماد والموافقة من الهيئة العامة للاستثمار والمتوقع صدوره قريبا مما يضعنا علي طريق البدء في الاعمال التنفيذية للمشروع خلال الفترة المقبلة. والمخطط العام تم بناء على دراسات تفصيلية تمت بالاستعانة بكبرى الشركات العالمية في مجالات متعددة ومختصة وتم التشاور فيها مع العديد من الجهات للوصول إلى أفضل الحلول. كما تم استكمال الدراسات الفنية الأولية ويتوقع الانتهاء من التصاميم التفصيلية للبنية التحتية خلال العام الحالي بالتوازي مع التصاميم التفصيلية للشبكة الذكية للمدينة والتي ستضع مدينة المعرفة الاقتصادية في مكان بارز على خريطة المدن الذكية في العالم. والمشروع الآن على وشك البدء في الاعمال الأولية لموقع المدينة، وتشمل أعمال تهيئة الموقع والمسح الطبوغرافي النهائي والأعمال المتقدمة، فحص التربة تليها مباشرة أعمال البنية التحتية للمشروع، وسيلمس المتابع للمشروع حركة متزايدة لوتيرة العمل في الموقع خلال فترة قريبة إن شاء الله. > وما جهودكم في المجال المعرفي والتجهيزات الفنية ودراسات مراحل التنفيذ؟

ـ كلفت مدينة المعرفة شركة ماكنزي بدراسة فرص مجالات الصناعة المعرفية وجاء تحديدها في مجالات الصحة، التعليم، السياحة والملتيميديا، وأيضاً أوكلت مهمة دراسة المجمع المعرفي الى مجموعة SME وتمت التوصيات الرئيسية لتَطبيق هذا المجمع بنجاح. وأوصت بالاستفادة والتعاون مع المجمعات المعرفية الموجودة، كما تم التوقيع والاتفاق مع شركة MSTC لنقل الخبرة ووضع المعايير للصناعة المعرفية، وتوجت تلك الاتفاقيات بتوقيع اتفاق مع جامعة MMU الماليزية لوضع المعايير للمعاهد والكليات التي ستنشأ في المدينة.

وأيضاً تم توقيع مذكرات تفاهم في شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين مع مؤسسة تطوير الوسائط المتعددة الماليزية MDEC وجامعة الوسائط المتعددة ومؤسسة «كي بيه جيه» KPJ للرعاية الصحية. كما وقعت شركة مطوري مدينة المعرفة الاقتصادية مذكرة تفاهم مع شركة أوراكل العالمية بهدف تأسيس أكاديمية لتأهيل طلاب المعرفة لتقنية المعلومات الحديثة، وكذلك وقعت مذكرتي تفاهم مع شركة إنتل العالمية لتقنية المعلومات ومع منظمة تي سي آي المتخصصة في التطوير الاقتصادي وذلك لتمكين مدينة المعرفة لتكون مدينة متميزة في الصناعات المعرفية.

> ماذا عن التقنية التي ستنفذها المدينة في مرافقها؟

ـ بخصوص التقنية ستتبع المدينة أحدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا من شبكات الألياف البصرية والشبكات اللاسلكية للاتصال والأنظمة والتطبيقات المتطورة ويتم التوقيع اليوم الأحد مع شركة سيسكو العالمية أكبر شركات الشبكات الذكية في العالم للقيام بأعمال تصميم الشبكة الذكية لمدينة المعرفة الاقتصادية والذي سيتم استكماله خلال العام الحالي، وهذه اللبنة الأولى في بناء المدينة الذكية. ولعل حضور رئيس مجلس إدارة سيسكو شخصيا مراسم التوقيع يظهر الأهمية التي توليها شركة كبرى مثل سيسكو لمشروع مدينة المعرفة الاقتصادية كنموذج متطور للمدن الذكية، نأمل من أن يوفقنا الله لتحقيق الرؤية التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين ومطوري مدينة المعرفة الاقتصادية وهم مجموعة صافولا ومجموعة بن لادن وشركة طيبة والشركة الرباعية يعتزون بالثقة التي أوليت لهم من خادم الحرمين الشريفين ويبذلون كل إمكانياتهم وخبراتهم لتحقيق الرؤية وخدمة المدينة المنورة.