التنافسية

TT

يقام اليوم في الرياض ولمدة ثلاثة أيام مؤتمر التنافسية، والتنافسية تهدف لجذب الاستثمارات لبلد ما، وتعني التنافسية ببساطة شديدة جدا قياس كفاءة السياسات الاقتصادية والإجراءات ومنها خطوات الإجراءات ومدتها وتكلفة الإجراءات فالمستثمر يبحث عن البلد ذي الأنظمة الواضحة والتي تحفظ حقوقه إذ أنه سيستثمر أموالا لا يريدها أن تضيع. كما أن المستثمر يريد البلد ذا الإجراءات البسيطة في استخلاص الرخص اللازمة لمشاريعه وذا الخطوات التي لا تأخذ وقتا طويلا، لذلك تتنافس الدول لتبسيط إجراءاتها ليتدفق لها المستثمرون. وهناك علاقة وطيدة بين التنافسية والرخاء الاقتصادي، فتدفق رؤوس الأموال يعني فرص العمل للشباب ولنسعى بكل ما أوتينا من قوة لجذب هذه الاستثمارات. ويجب على كل بلد يريد أن يجذب استثمارا أن تكون لديه رؤية واضحة لكل أجهزته وليس لجهاز واحد فقط لتتضافر الجهود لتهيئة بيئة الاستثمار، فخلق بيئة تقاضي نزيهة وغير معقدة مطلوب جدا، إضافة إلى تهيئة بنية تحتية للمستثمرين، كل ذلك يسهل عملية دخول المستثمرين. ولعل الكثير من الاستثمارات تضيع على بلد معين نتيجة تعقد الإجراءات مما يدفع المستثمر للبحث عن بديل، بينما هناك بلدان جاذبة للاستثمار، ففي بلد معين تكون دورة الإجراء المستندي ثلاثة أيام مما يعني البساطة وهو ما يجذب المستثمر وفي بلد آخر يستغرق الإجراء المستندي 84 يوما فهل نتوقع أن يكون البلد بيئة صالحة الاستثمار. إن خلق بيئة تنافسية لجذب الاستثمار ليس أمرا سهلا بل يحتاج لتضافر الجهود وإخلاصها للوصل للهدف المنشود، كما أن معرفة البلد بميزاتها التنافسية وتسويق هذه الميزة للمستثمرين أمر يساعد المستثمرين على القبول بالمجيء للبلد ويوفر عليهم البحث عن المشاريع الناجحة. بقي القول إن جذب الاستثمارات ليس بالأمر السهل، إذ يحتاج عملا تسويقيا جيدا، كما أن الأهم من ذلك هو طريقة المحافظة على الأموال القادمة ومساعدتها على البقاء. مؤتمر الرياض يقام تحت شعار التنافسية كمحرك للنمو الاقتصادي وهو المؤتمر الثاني، إذ عقد الأول العام الماضي ونتمنى أن تتوفر تنافسية تحرك الاقتصاد، كما أن ما يميز المنتدى وجود مؤسس نظرية التنافسية مايكل بورتر الذي نتوقع أن نسمع منه شرحا كافيا عن التنافسية.

* اقتصادي سعودي