تعهد الرئيس الباكستاني برويز مشرف امس في بروكسل باجراء انتخابات تشريعية «حرة وعادلة» في 18 فبراير (شباط) المقبل، وان يتسلم الفائز فيها السلطة «مهما كانت هويته».
وقال الرئيس الباكستاني الذي تولى السلطة اثر انقلاب عام 1999، ان الانتخابات التشريعية والاقليمية التي ارجئت الى 18 فبراير اثر اغتيال زعيمة المعارضة بي نظير بوتو في ديسمبر (كانون الاول)، ستكون «عادلة وحرة وشفافة».
وردا على سؤال عما سيكون موقفه في حال فازت احزاب اسلامية بهذه الانتخابات، قال «ستكون السلطة من نصيب الفائز مهما كانت هويته».
لكن مشرف الذي يواجه ازمة سياسية وموجة اعتداءات غير مسبوقة، طلب من الغرب امهاله بعض الوقت لتصل بلاده الى الديمقراطية.
وقال «نحن مع الديمقراطية وادخلت روح الديمقراطية. لكننا لا نستطيع ان نسرع على غراركم انتم الغربيون. اعطونا بعض الوقت لنصل اليها». وبدأ مشرف مساء اول من امس جولة في اوروبا تشمل بعد بروكسل باريس ومنتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا ولندن.
وحسب مصادر اوروبية ببروكسل فقد كانت هناك رسالة قصيرة من الجانب الاوروبي جاهزة لتوجيهها الى الرئيس الباكستاني، ومفادها ان عليه ان يفعل المزيد لتشجيع الديمقراطية والحد من نشاط المتشددين. والتقى مشرف في بروكسل مع رئيس الوزراء البلجيكي جي فيرهوفشتات ومع خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي واعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الاوروبي ومع ياب دي هوب شيفر الامين العام لحلف شمال الاطلسي .
وتمحورت محادثات مشرف مع المسؤولين الأوروبيين حول دور المراقبين الأوروبيين للانتخابات الباكستانية القادمة المقررة خلال شهر فبراير والضمانات التي يمكن لباكستان تقديمها للمحافظة على الحياة الدستورية في البلاد.
ويقول الدبلوماسيون الباكستانيون ان مهمة مشرف الرئيسية خلال جولته الأوروبية هي السعي لتحسين صورة بلاده التي تتعرض للتشويه في الدول الغربية، وقبل وقت قصير من لقاء مشرف مع اعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الاوروبي بعد ظهر أمس قالت مصادر المؤسسة التشريعية الاوروبية ان اعضاء البرلمان لديهم انتقادات كثيرة للرئيس الباكستاني سوف يطرحونها خلال اللقاء، وقالت عضو البرلمان الاوروبي جوست لاجندايك الهولندية من حزب الخضر اليساري «نريد ان نعرف الى أي مدى وصلت العملية الديمقراطية في باكستان، كما يواجه مشرف مشكلة مع اعضاء البرلمان الاوروبي تتمثل في تعهده خلال زيارته الاخيرة للمؤسسة التشريعية بتشديد المراقبة على الحدود مع افغانستان ولكن الامور لم تشهد تقدما حيث لا يزال عناصر طالبان يتحركون على المنطقة الحدودية بين البلدين.
وسيتوجه مشرف الى باريس للاجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ثم يحضر بعد ذلك المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا قبل ان يجري محادثات في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون. وتفاقمت بشكل كبير المخاوف بشأن استقرار باكستان المسلحة نوويا بسبب اغتيال زعيمة المعارضة بي نظير بوتو في 27 ديسمبر.